طرابلس : افادت انباء اخبارة عن سيطرة الثوار الليبيين بعد قتال عنيف مع كتائب القذافي – علي الجزء الشرقي من مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي ومعقله الأخير . وذكرت فضائية " الجزيرة" يوم الثلاثاء ان قائد عسكري من قوات الحكومة الليبية المؤقتة قرب سرت يوم الثلاثاء يجري محادثات مع شيخ من قبيلة الزعيم المخلوع معمر القذافي داخل المدينة المحاصرة للتوصل الى هُدنة لكن القتال لم يتوقف.
وسرت واحدة من بلدتين رئيسيتين هما آخر معقلين للقذافي وتحاصرهما قوات المجلس الوطني الانتقالي وتتعرضان لقصف طائرات حلف شمال الاطلسي.
ونقلاً عن وكالة "رويترز" صرح تهامي الزياني قائد لواء الفاروق خارج سرت ان أحد الشيوخ الذي لم يذكر اسمه اتصل به على هاتفه الذي يعمل عبر الاقمار الصناعية وطلب هدنة.
وأضاف انه طلب توفير ممر آمن لأفراد القبيلة وقوات القذافي للخروج من المدينة.
وقال الزياني انه وافق على خروج الأسر من قبيلة القذافي وانه ما زال في مفاوضات للوصول الى اتفاق بشأن إلقاء القوات الموالية للقذافي السلاح ومغادرة المدينة.
وأضاف انه لم يتطرق الى تفصيلات ولم يتحدث كثيرا مع شيخ القبيلة عن كيفية خروجهم لكنه قال ان عليهم القاء السلاح.
واكد علي انه لا يعرف الى اين سيتوجه افراد قبيلة القذافي وهم يشكلون غالبية سكان سرت بعد خروجهم من المدينة.
وبينما تجري المفاوضات يسود الهدوء الجانب الغربي من سرت حيث يتمركز لواء الزياني.
وكانت وحدات قوات المجلس الوطني الانتقالي قد اقتربت من سرت من الشرق لليوم الثاني وتعرضت لنيران قناصة ونيران مدفعية مكثفة عند ميدان يبعد نحو كيلومترين تقريبا من وسط المدينة.
وجلبت قوات المجلس الانتقالي تعزيزات شملت دبابات وأكثر من عشر شاحنات تحمل جنود مشاة للاستيلاء على الميدان.
غير ان القناصة عرقلوا التقدم. وقال مقاتل من قوات المجلس الانتقالي بعد ان دوت طلقة على مقربة "من أين جاءت هذه الطلقة؟..".
وشاهد مراسل لرويترز قرب الميدان سيارة اسعاف مُسرعة تنقل مقاتلين جرحى من قوات المجلس الانتقالي من خط الجبهة الى مستشفى ميداني.
وقال محمد فرج الذي كان يستقل شاحنة صغيرة نصب عليها مدفع مضاد للطائرات "القتال شرس للغاية اليوم."
وقال "لديهم كل أنواع الأسلحة سواء أسلحة قناصة أو قذائف صاروخية وصواريخ وكل شيء وهي تبدو دقيقة للغاية."
وأضاف "بعض الشظايا كادت تصيب شاحنتي. لا يوجد عدد كاف من المقاتلين لتعزيزنا. ويوجد 12 شاحنة فقط. القناصة والمقاتلون يمكنهم رؤيتنا ... لكن لا يمكننا رؤيتهم."
والسيطرة على سرت سيكون نصرا مهما للمجلس الانتقالي سيقربهم من تحقيق السيطرة على البلاد بالكامل بعد أكثر من شهر من سيطرة مقاتليهم على العاصمة طرابلس.
وحول القذافي مدينة سرت مسقط رأسه التي أنفق على تشييدها ببذخ الى عاصمة ثانية غير رسمية. وعرض الهدنة ربما لن يكون حاسما. وأجرى شيوخ قبائل بني وليد -- البلدة الاخرى التي مازال يسيطر عليها أنصار القذافي -- محادثات مطولة مع قوات المجلس الوطني الانتقالي الذين واجهوا مقاومة شرسة من مقاتلين رفضوا الاستسلام.
ويتعرض المجلس الوطني الانتقالي الذي يدير ليبيا لضغوط لإنهاء القتال. وحذرت منظمات المساعدات الانسانية من تدهور أحوال المدنيين في سرت وبني وليد التي تقع الى الجنوب الشرقي من طرابلس.
وتدفق عشرات المدنيين في سيارات محملة بالمتعلقات الخاصة خارج سرت الى الشرق والغرب خلال الايام القليلة الماضية. وقال جورج كومينوس رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر في ليبيا في بيان "اننا نشعر بقلق بالغ بشأن الاشخاص داخل بني وليد وسرت وبالقرب منهما."
وقال المتحدث باسم لجنة الصليب الاحمر ستيفن اندرسون ان الوكالة تحاول الوصول الى اشخاص محتجزين في البلدتين وتقديم مساعدات الى الاف الاشخاص الذين فروا.
وقال ان الناس داخل المدينتين وجهوا نداءات عن طريق رسائل بالبريد الالكتروني والهاتف لمساعدتهم. وأضاف "الناس يتحدثون عن ان امدادات الادوية والطعام تنفد."
من جهتهم اشار مقاتلو المجلس الانتقالي والافراد الذين فروا من سرت ان المقاتلين الموالين للقذافي يحاولون منع المدنيين من المغادرة ويستخدمونهم دروعا بشرية.
وقال رجل يدعى يوسف وهو يقود سيارته بصحبة زوجته بعيدا عن سرت "قوات القذافي تحاصر المنطقة وأغلقتها باطلاق الرصاص على الناس." وأضاف "يوجد كثير من الناس الذين يريدون الخروج لكن لا يمكنهم ذلك."
وقال موسى ابراهيم المتحدث الهارب باسم القذافي يوم الاثنين ان الزعيم المخلوع موجود في ليبيا وانه سعيد جدا لانه يقوم بواجبه في هذه "الملحمة العظيمة" للمقاومة.
ولم يعلق ابراهيم على مكان وجود القذافي لكنه قال انه شخصيا كان في سرت في اليوم السابق ،وقال ان الوضع سيء للغاية.