يصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الأربعاء إلى المغرب ، بدعوة من الملك محمد السادس في إطار زيارة يرتقب أن تقوي أشكال الشراكة بين الرباط وباريس. وسيجتمع هولاند مع الملك المغربي في الدارالبيضاء حيث سيبحث الجانبان قضايا عربية ودولية عالقة، كما رددت ذلك وسائل إعلام البلدين، من ضمنها قضية السلام في الشرق الأوسط، الحرب في مالي، كما سيشغل موضوع الصحراء الغربية حيزا هاما في مباحثاتهما.
ولم يعرف الموقف الفرنسي بخصوص قضية الصحراء، التي تعتبر قضية وطنية بالنسبة للرباط، أي تحول رغم وصول الاشتراكيين إلى الحكم في فرنسا أخيرا، وهو موقف يدعم الطرح المغربي الداعي إلى منح حكم ذاتي للمناطق الصحراوية، وهو ما ترفضه جبهة البوليساريو جملة وتفصيلا التي تنال دعم الجزائر بهذا الشأن منذ عقود ، حسبما افادت قناة "فرانس 24".
ومن المنتظر أن يرافق الرئيس الفرنسي ملك المغرب إلى مديونة حيث سيحضر تدشين محطة لمعالجة المياه شيدت من قبل إحدى الشركات الفرنسية، كما تسربت أنباء تفيد أن هولاند سيزور مسجد الحسن الثاني، برفقة محمد موساوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، في إشارة منه لمكانة هذه الديانة وسط الفرنسيين وتقديرا منه "للإسلام المغربي" الذي يعرف بوسطيته واعتداله، بحسب قراءة بعض الملاحظين.
وسيلقي هولاند خطابا أمام النواب المغاربة تحت قبة البرلمان في العاصمة الرباط، ومن المنتظر أن يسترجع خلال كلمته الأجواء التي عاشها العالم العربي والإسلامي حتى الآن نتيجة ما عرف ب"الربيع العربي"،و التي أعطت مفهوما جديدا للسلطة والحكم في عدد من البلدان المغاربية والعربية، كما سيتوقف في نفس السياق عند التحولات التي شهدها المغرب جراء ذلك.
وتحدث مراقبون عند زيارة هولاند للجزائر قبل أشهر عن تحول السياسة الخارجية الفرنسية تجاه الجارين المغرب والجزائر، علما أن باريس ظلت تضع الرباط في مقدمة أولوياتها عندما يتعلق الأمر بالمنطقة المغاربية، وكل زيارات الرؤساء الفرنسيين السابقين للمنطقة كانت تبدأ من الرباط إلا أن هولاند كسر هذا العرف، ليس لتفضيل هذا الطرف على ذلك، كما فسرت ذلك مصادر فرنسية في وقت سابق، وإنما لأن كل بلد له خصوصيته في العلاقة التي تجمعه مع باريس.