قال " زفي مازيل " السفير الإسرائيلي الأسبق, أن خطر الحرب الأهلية يبدو حقيقيًا للغاية في مصر وسط الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبالرغم من ذلك فإن الرئيس " محمد مرسي " وجماعة الإخوان المسلمين غير مستعدين للتخلي عن الحكم الذي يعد الجائزة الذهبية التي تم الحصول عليها بعد حوالي قرن من الزمان. تحدث " مازيل " في مقالته التحليلية في صحيفة " جيرزاليم بوست " الإسرائيلية عن الأوضاع في مصر مركزًا اهتمامه على الإخوان وأن الحلم الذي انتظروه لمدة طويلة تحول بعد أن أصبح حقيقة إلى كابوس، فبعد معاناة امتدت ل 80 سنة من الاضطهاد للوصول إلى السلطة بشكل ديمقراطي وجدوا أنفسهم فجأة محور كراهية شعبية واسعة النطاق.
كما أوضح " مازيل " أن الرئيس " مرسي " لن يتخلى عن سلطته ويجري انتخابات رئاسية جديدة وأن الجماعة لن تدخر جهدًا في سبيل البقاء في السلطة، مشيرًا إلى أن العصيان المدني منتشر وأن الاقتصاد في حالة من الفوضى وأن الإخوان الذي حصلوا على فوز واسع في الانتخابات البرلمانية الأولى أصابوا الشعب الذي وضع ثقته فيهم بخيبة أمل مريرة.
ويرى " مازيل " أن الرئيس يعمل كوكيل للجماعة وأنها فقدت كلا من ثقة الشباب والنخبة، مضيفًا أنه بالرغم من ذلك فإن الرئيس " مرسي " يعمل بجدية بتعيين أكبر عدد من رجاله في كل مكان، مشددًا " بكل وضوح إنه هنا ليبقى في مكانه ".
أما عن الجيش فقال " مازيل " أنه كتطوير جديد ومذهل فإن الرئيس " مرسي " بدأ في التحول تجاه الجيش، مستشهدًا بأنه ولأول مرة منذ عهد الرئيس الأسبق " جمال عبد الناصر " بدأت مؤسسة الجيش في استقبال المرشحين الإسلاميين.
وأضاف " مازيل " أن الأمر الغريب أنه بينما يزداد مستوى العنف في الشوارع إلا أن الرئيس ليس لديه ما يقوله وأن الإخوان قرروا البقاء بعيدًا عن الأضواء على أمل رؤية المظاهرات تموت ميتة طبيعية مع شعور المتظاهرين بالتعب أو فقدان الأمل ولكن ليس هناك أي إشارة بأن هذا سوف يحدث قريبًا.
وعن الاقتصاد أشار " مازيل " إلى أن احتياطيات العملة تنزف وربما لا يكون هناك أموال كافية قريبًا لدفع ثمن واردات البنزين والمواد الغذائية الأساسية وما لم وحتى يتم التوصل إلى حل فإن الدول الغربية لن تقرض مصر أي نقود.
في النهاية أوضح " مازيل " أنه وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وعدم رغبة الإخوان في التنازل عن السلطة تستمر المواجهة بين النظام والمعارضة بينما " الرمال المتحركة تهدد بابتلاع كل منهما ".