قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن ميدان التحرير الذي كان رمزًا لأمل شعر به المصريون بعد سقوط الرئيس السابق "حسني مبارك" أصبح الآن رمزًا للإرهاب واحتقار النساء منذ تولي جماعة الإخوان المسلمين السلطة وانحدار الدولة إلى الفوضى. و أشارت الصحيفة في مقالتها الافتتاحية إلى أن وقوع الاعتداءات والاغتصاب الجماعي على النساء في التحرير أصبح أمرًا شائعًا للغاية في العامين الماضيين وتحول الميدان ليصبح منطقة محظور على النساء الذهاب إليها وخاصة بعد الظلام، وبالرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية إلا أنه وفقًا لصحيفة التايمز، فقد تم الإبلاغ عن 18 حادثة على الأقل في 25 يناير الماضي أثناء مظاهرات ضد الحكومة الإسلامية الجديدة. و أوضحت الصحيفة أن الفضيحة ليست فقط في حدوث مثل هذا العنف وإنما أنه يتم إلقاء اللوم على النساء من قبل الإسلاميين المحافظين لجلبهن الاعتداءات لأنفسهن، ضاربة المثال بما قاله "عادل عبد المقصود", لواء شرطة متقاعد و عضو مجلس الشعب, بأنه في بعض الأوقات تساهم الفتاة بنسبة 100 % في تعرضها للاغتصاب عندما تضع ذاتها في هذه الظروف. وأكدت الصحيفة أن مثل هذا التفكير الملتوي ليس مكروهًا في حد ذاته فقط، ولكنه مصمم لإبعاد النساء عن السياسة والسلطة، مشددة على أنه إذا لم يتحدث الرئيس "محمد مرسي" وحكومته الإسلامية وقوى المعارضة السياسية بوضوح وقاموا بانتقاد الهجمات وإحضار المهاجمين للعدالة فسوف يكونوا شركاء في هذه الجرائم.
كما قالت أنه في عهد "مبارك" قامت الشرطة المنتشرة في كل مكان بإبعاد العنف الجنسي عن الأماكن العامة البارزة والرأي العام، ولكن منذ انسحاب الشرطة عن الميدان والأماكن الأخرى أصبحت الاعتداءات الجنسية أكثر جراءة وعنفَا، كما تم تمكين المهاجمين عبر بعض المعتقدات التقليدية الدينية المتطرفة وسياسة الحكومة.
و تحدثت الصحيفة أيضًا عن انتقاد الإخوان لما خرجت به الأممالمتحدة بشأن إنهاء العنف ضد النساء مؤكدين أنه سوف يعمل على تقويض القيم الإسلامية ويؤدي إلى انحلال المجتمع، فأشارت الصحيفة في المقابل أنه مع اعتبار مصر قائد في العالم العربي فما تفعله وتقوله بشأن النساء وعلاقتهم بالإسلام له أهمية كبيرة.
ومن ثم أكدت الصحيفة أن الإخوان يقولون أنهم ملتزمون بسيادة القانون والمساواة في الحقوق، مشددة على أنه ما لم يتم تطبيق تلك المفاهيم بطرق تسمح للنساء العيش في سلام وكشركاء حقيقيين ومواطنين بجانب الرجال، فهي مجرد شعارات وضمانة مؤكدة النجاح لاستمرار العداء والنزاع في دولة لا تستطيع التحمل.