أخطر ما تواجهه مصر فى هذه المرحلة العصيبة هو الإعلام حيث يُجمع شرفاء هذا الوطن على خطورة دور الإعلام اليوم فى تشكيل الوعى العام سلباً وإيجاباً لما يملكه من أدوات الإبهار البصرية وأخطرها الصورة قبل الكلمة والمعنى ومع مصادر التمويل الخرافية يستطيع قلب الحقائق وطمس ضوء الشمس عبر سحر الصورة والكلمة وتلفيق الأخبار وفبركة المعلومات مع عدم الإعتذار مهما خاض فى الأعراض والأنساب وهدد السلم الإجتماعى للبلاد إعتماداً على أن (آفة حارتنا النسيان) وسط هذا الصخب وغزارة تدفق المعلومات عبر وسائل الميديا المتنوعة فى عصر السماوات المفتوحة والعبرة بمن يدفع أكثر فكلما زادت جرعة الكذب والتلفيق والفبركة زاد رصيد البنكنوت . فى الوقت الذى يتهم فيه الإعلام الليبرالى المدلس حركة المقاومة الإسلامية حماس أنها فرع من فروع جماعة الإخوان المسلمين فكرياً وتنظيمياً وتأتمر بأمر مرشدها العام د. محمد بديع فى ضاحية المقطم وأنها أكبر المستفيدين بوصول رئيس إخوانى سدة حكم مصر, يكذب ذلك الإعلام ويصدق كذبته بل ويمارس (الإستعباط والإستهبال) بكل سخف وإحتقار للمشاهد والمواطن حينما يدّعى أن حركة حماس هى من قتلت جنودنا الستة عشر فى رفح رمضان الماضى(أغسطس2012) , فكيف بأى منطق أوعقل أن نصدق أن تتورط حماس فى جريمة من هذا النوع مع حليف فكرى على أقل تقدير ناهيك عن روابط الدين وأواصر القربى والجوار؟!! ذلك أنه من الممكن تصديق الرواية فى زمن المخلوع مبارك الخصم اللدود للمقاومة ولكل ما هو إسلامى, فإذا صح الإتهام كذب إدعاءهم بانتماء حماس للإخوان المسلمين فى مصر فكرياً وتنظيمياً!, الأمر الذى يطرح سؤالاً ملحاً: هل من مصلحة حماس أن تقضّ مضجع رئيس إخوانى لمصر يتفق معها فكرياً بعد سنوات من القهر والعداء والتربص من قبل المخلوع مبارك ورئيس مخابراته الراحل عمر سليمان؟!..
وما يكشف مدى كذب وسقوط هذا الإعلام عندما زعم نقلاً عن صحيفة أخبار الخليج البحرينية (3 فبرايرالماضى) أن قطر أعطت حماس 250 مليون دولار لحماية الرئيس مرسى !, وقد تناول إعلام الفتنة من قبل قيام حركة حماس بالدفع بسبعة آلاف من عناصرها المسلحة لحماية الرئيس مرسى فى أحداث الإتحادية نقلاً عن (شبكة فلسطين الإخبارية"شفا" فى(27 ينايرالماضى) متسللين عبر الأنفاق بين غزة ورفح المصرية لمساعدة جماعة الإخوان المسلمين فى حماية الرئيس مرسى!, ولا ننسى إتهام(حماس) بتواجدها القوى فى قلب ميدان التحريرأثناء ثورة يناير فى محاولة يائسة لإنقاذ نظام مبارك وشيطنة الثورة وأبلسة الثوار الخونة والملاعين! وآخر كذبة ونكتة شائعة سرقة(حماس) أقمشة وزى الجيش المصرى وتهريبه إلى (غزة), فيما يتكرر مسلسل الأكاذيب كثيراً وكان أكثرها إثارة فيما يخص بيع أو تأجير قناة السويس لدولة قطرحتى وصل الأمرمن فرط الكذب والتدليس والإستخفاف بالعقول إلى حد شراء قطر أو تأجيرها لأبول الهول ونهر النيل وإنشاء مقر لجامعة الدول العربية فى الدوحة وكأنّ دعم دولة عربية إسلامية مهما كانت صغيرة لنظام ينتمى للتيار الإسلامى أو بالأحرى ينتمى للإخوان المسلمين تهمة وعار لابد أن نغتسل منه وكأنها دولة معادية رغم بعض تحفظى على بعض سياسات قطر فى المنطقة لكن هذه مصالح الدول التى ترسم ملامحها كما ترتأى ولانستطيع أن نلوم إلاّ أنفسنا ونتجاهل خيبتنا وقلة حيلتنا ذلك أنه محكوم علينا دائماً أن نعيش فى جلباب المفعول به وليس الفاعل نتهم الآخرين بالتآمر علينا ولا نفعل شيئاً سوى العويل والصراخ, فى الوقت الذى نكف أذانا عن ( المدلّلة) إسرائيل فى إشارة خبيثة واضحة الدلالة أن الخطر قادم من قطر وحماس وليس إسرائيل ذلك أن إعلام الفتنة لا يفوت فرصة إلاّ ويقوم بشيطنة قطر وحركة حماس بالتوافق التلقائى فى الحال وربطها بسياسة الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين والطنطنة المستمرة على مصطلحات من عينة (قطرنة مصر وأخونة الدولة).
إن محاولات شيطنة وأبلسة قطر وحماس بدأت منذ ثورة 25 يناير2011 لتشويه الثورة وشيطنتها أيضاً من خلال فتح ملفات إقتحام السجون المصرية وسيناريو الفوضى الذى قاده حبيب العادلى ورجاله ودعم قطر للإخوان والثورة وتورط حركة حماس فى إقتحام السجون وإخراج معتقلى الإخوان وعلى رأسهم د. محمد مرسى وكأنّ من المفترض أن تقف قطر ضد ثورة الشعب المصرى ومطالبه المشروعة وتنحاز إلى مربع سلطة الطاغية! , أما إذا تم أمرتة( نسبة إلى دولة الإمارات) مصربدعم فلول نظام مبارك مادياً وإعلامياً فلا ضير ولا حرج!. وإلاّ بم نفسر (طبطبة) الإعلام على رموز نظام مبارك وعلى رأسهم الجنرال الهارب أحمد شفيق وغض الطرف عن سلوكهم السياسى المجلل بالعار وكأنهم حلفاء؟!. أختم بكلمات أستاذنا الكبير فهمى هويدى فى مقال الثلاثاء بصحيفة الشروق(19 مارس الماضى): إن الذين يسعون إلى شيطنة الفلسطينيين وإيغار الصدور ضد حماس لا يعبرون عن مصر الحقيقية( الشقيقة الكبرى) ومن ثم فإنهم لا ينطقون باسمنا, ولكنهم جزء من" الفلول" الذين تآمروا على شعب مصرولا يزالون عبئاً على ثورته.