أنباء عن إحراز تقدم في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس جلعاد شاليط القدسالمحتلة: ربطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بين وصول وفد رفيع المستوى في الجهاز العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعلى رأسهم أحمد الجعبري إلى القاهرة وبين التقدم في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس" إثر دخول الوساطة الألمانية على خط المفاوضات. ونقلت وكالة " سما" الفلسطينية عن الصحيفة أن هذه هي المرة الثانية التي يصل فيها رئيس الجناح العسكري لحركة "حماس" أحمد الجعبري إلى القاهرة حيث كانت المرة الأولى في عهد رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت ، حينما وصلت صفقة تبادل الأسرى إلى نقطة حاسمة وكانت على وشك التوقيع. وهذه المرة وصل الجعبري عقب أنباء تحدثت عن تقدم ملحوظ في صفقة تبادل الأسرى حيث ذكرت المصادر أن الوسيط الألماني لعب دورًا مهما بهذا الصدد بعدما استطاع إيجاد الدول التي سيلجأ إليها عناصر حماس في حالة خروجهم من السجون الإسرائيلية. ومن الجدير بالذكر، أنه سيوافق يوم غدا الذكرى الثالثة والعشرين لميلاد الجندي جلعاد شاليط وليدخل بذلك عامه الرابع في أسر حماس وقد قررت نشطاء هيئة النضال من أجل شاليط تنظيم عدة فعليات بهذه المناسبة من بينها إقامة خيمة اعتصام أمام مقر وزارة الدفاع. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان مسئولا المانيا كبيرا قام في الاونة الاخيرة بزيارة لاسرائيل ومصر بهدف اعطاء دفع للمفاوضات من اجل تبادل اسرى مع حماس. وكانت المانيا قامت العام 2004 بدور وساطة في المفاوضات التي ادت إلى عملية تبادل اسرى صخمة بين حزب الله اللبناني الذي اطلق سراح رجل اعمال إسرائيلي ورد رفات ثلاثة جنود. وإسرائيل التي أفرجت عن أكثر من 400 معتقل عربي. كما قامت ألمانيا بدور مهم في المفاوضات التي أدت العام 2008 إلى إعادة رفات جنديين إسرائيليين مقابل اطلاق سراح اسرى لبنانيين. حماس تؤكد وفي المقابل ، أكد مسئول العلاقات الدولية في حماس أسامة حمدان أن الحركة تثق بالوساطة الألمانية التي يجريها وفد أمني يتراوح عدده بين ثلاث وخمس شخصيات ينتقل بين حماس وإسرائيل من أجل إتمام صفقة تبادل الأسرى. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن حمدان، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية أجريت معه في مكتبه بدمشق، إن الوساطة الألمانية هي موضع ثقة حماس وهي تملك خبرة جيدة وكبيرة في هذا الإطار خاصة أنها كانت لعبت هذا الدور بين حزب الله وإسرائيل في وقت سابق. وكشف القيادي في حركة "حماس" أن مراحل متقدمة من الصفقة كانت تمت أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت لكنه تراجع لاحقا بعد إجراء مشاورات مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو. وصرح حمدان بأن نتنياهو، الذي يزور ألمانيا حاليا ، سيناقش الموضوع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال محادثاتهم المشتركة في برلين في وقت لاحق اليوم الخميس. وأضاف أن حماس تعتبر أن الصفقة كانت جيدة وفيها ضمانات، لكن أولمرت تراجع بعد أن استشار وتناقش مع نتنياهو دون توضيح الأسباب. وأكد حمدان إن حماس ترحب بأي وساطة أو جهد شرط أخذ موافقة الجانب الإسرائيلي وتنسيق مع الأخوة في مصر وهو ما فعله الوسيط الألماني الذي يحوز ثقة حماس في هذا الاتجاه. وأوضح مسئول حماس أن الوفد الألماني استمع إلى وجهة نظر حماس بشكل جيد وذهب إلى الجانب الإسرائيلي، وحماس بانتظار الرد الإسرائيلي لأنها تلمس جدية لدى الوسيط الألماني. وعما إذا كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) قد سعى لعرقلة هذه الصفقة، كما أشيع، قال حمدان: "نعم حاول وسعى لذلك، لأنه كان يخشى أن يعطي إنجاز الصفقة المزيد من الحظوة والمكانة لحماس على الساحة الفلسطينية". وأكد حمدان أن حماس وضعت معايير وطنية حينما اختارت قائمة الأسرى وليس المحسوبيات الحزبية الضيقة فاختارت النساء والأطفال والمرضى أو من قضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال. وأشار إلى أن العدد الذي قدمته حماس هو بحدود الألف أسير فلسطيني. المصالحة الوطنية وعن الحوار الوطني الفلسطيني والمصالحة، لم يبد حمدان تفاؤلا كبيرا لعدة أسباب "أولها أن محمود عباس ينفذ أجندة إسرائيلية أمريكية في قضية المصالحة ونحن في حماس لا نريد تدخلا خارجيا في قضايانا الفلسطينية". ورفض القيادي الحمساوي الكشف عن أسماء الدول الأوروبية التي تتعامل مع حماس قائلا "إن هناك دولا تتعامل مع حماس بشكل مباشر وأخرى بشكل غير مباشر، دون أن يسمي أي منها". ورحب حمدان بالدور المصري في الحوار الفلسطيني، لكنه قال "إنه غير كاف"، وأشار إلى أن وجود دور عربي متكامل كان سيخدم الشأن الفلسطيني بصورة أكثر فاعلية، وأكد أن العلاقة بين حماس وإيران جيدة ولا يعتريها أي فتور. وقال إن حماس لم تفرض الحجاب في المدارس في غزة ولم تقم بالفصل بين الإناث والذكور وإنها تنتمي إلى الإسلام الوسطي وليس المتشدد كما يريد البعض أن يسوقها. وشدد المسئول الحمساوي على أهمية الشراكة بين حماس وحزب الله باعتبارهما فصيل مقاومة لهما هدف مشترك هو التخلص من الاحتلال الإسرائيلي. واعترف بوجود أزمة في ملئ الفراغ الذي تركه الزعيم ياسر عرفات لدى الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن أبو مازن يشخصن الأمور أكثر مما هو زعيم بارز. وقال إن الرأي في حماس حر والقرار واحد وإن حماس لا تريد الاستئثار بالسلطة.