صنعاء: في أول خطاب له منذ عودته إلى اليمن بعد فترة العلاج التي قضاها بالسعودية بعد محاولة اغتياله باليمن صرح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنه ملتزم تماما بالمبادرة الخليجية وبنقل السلطة عن طريق "الانتخابات"، واقترح أن يدرج في المبادرة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، موضحا أنه في حال لم يتم الموافقة على ذلك، سيلتزم بتنفيذها كما هي، إضافة إلى "التجاوب مع البيانات التي صدرت عن البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي"، وأعلن صالح أنه يفوض نائب رئيس الجمهورية تفويضا كاملا للتفاوض حول تفاصيل تنفيذ هذه المبادرة ولتوقيعها. وقال صالح في خطابه: "نحن تحدثنا عن انتقال سلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع مرارا وتكرارا ونحن اليوم نكرر أننا ملتزمون بالمبادرة الخليجية لتنفيذها كما هي والتوقيع عليها من نائب الرئيس (عبد ربه منصور هادي) الذي فوضناه بموجب قرار جمهوري".
وأضاف أن "القرار ساري المفعول وهو (نائب الرئيس) مفوض لإجراء الحوار والتوقيع على المبادرة واليتها التنفيذية لإخراج الوطن من المأزق الخطير".
ولا يزال الرئيس اليمني يرفض أن يوقع بنفسه الخطة الخليجية التي تلحظ استقالته مقابل حصوله على حصانة قضائية.
وتابع صالح "لنتوجه جميعا نحو الحوار والتفاهم والتبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وانتخابات رئاسية مبكرة كما جاء في المبادرة الخليجية لكن أريد انتخابات كاملة رئاسية وبرلمانية ومحلية إذا تم التفاهم حولها".
وأشاد صالح في هذه الكلمة، التي كرسها لمناسبة مرور 49 عاما على ثورة 26 سبتمبر اليمنية، بعمليات قوات الأمن اليمني في محافظة أبين ضد الإرهابيين، "حيث كبدتهم خسائر كبيرة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في مقدمتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية"، واعترف الرئيس اليمني بشرعية مطالب الأحزاب اليمنية المعارضة، متهما في الوقت ذاته "الإرهابيين" بإثارة أعمال الشغب والمواجهة مع قوات الأمن، وفي هذا الأثناء قال: "هناك دول تطلب منا ضبط النفس، ولا تطلب من الآخرين وقف التخريب".
وقد أكد المحلل السياسي نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، أن الجديد في خطاب صالح هو إصراره على البقاء في السلطة، واعتبر أن ذلك بلا شك ؛سيعقد المعادلة اليمنية وطريقة حلها، مشيرا إلى أن حل الوسط بين الجانبين يتمثل -على ما يبدو- في المبادرة الخليجية.
يذكر أن الولاياتالمتحدة قد مارست ضغوطا على الرئيس اليمني على عبد الله صالح للتنحي، خاصة بعد تزايد أعمال العنف في البلاد، وأكد أكثر من مرة أن عليه تسليم السلطة، كما طالب البيت الأبيض الرئيس اليمني عقب عودته إلى صنعاء؛ بالتوقيع على المبادرة الخليجية، وتأمين انتقال سلمي للسلطة.
فيما صرح مصدر سعودي قبيل عودة صالح إلى بلاده، بأن الرئيس اليمني عاد إلى صنعاء بهدف الإعداد للانتخابات، وترتيب الأوضاع اليمنية، على أن يغادر بعدها.