أطلقت القوات اليمنية النار، الأحد، على متظاهرين يطالبون بتقديم الرئيس علي عبد الله صالح إلى المحاكمة، ما أدى إلى مقتل شخص وتفرق المسيرة، ومع ذلك يستمر الالتزام بوقف النار الهش في العاصمة. وألقى صالح، الذي يتعرض لمزيد من الضغوط الدولية للتخلي عن السلطة، خطابا بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لانقلاب سبتمبر 1962 الذي أطاح بآخر الأئمة الذين حكموا اليمن وأعلن قيام الجمهورية. وقال صالح في خطابه «تحدثنا عن انتقال سلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع مرارا وتكراراً ونحن اليوم نكرر إننا ملتزمون بالمبادرة الخليجية لتنفيذها كما هي والتوقيع عليها من نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي فوضناه بموجب قرار جمهوري». وأضاف أن «القرار ساري المفعول وهو (نائب الرئيس) مفوض لإجراء الحوار والتوقيع على المبادرة وآليتها التنفيذية لإخراج الوطن من المأزق الخطير». ولا يزال الرئيس اليمني يرفض أن يوقع بنفسه الخطة الخليجية التي تشترط استقالته مقابل حصوله على حصانة قضائية. وتابع صالح: «لنتوجه جميعا نحو الحوار والتفاهم والتبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وانتخابات رئاسية مبكرة، كما جاء في المبادرة الخليجية، لكن أريد انتخابات كاملة رئاسية وبرلمانية ومحلية إذا تم التفاهم حولها». جاءت تصريحات صالح في خطاب له بثه التليفزيون اليمني الرسمي، هو الأول منذ عودته المفاجئة الجمعة إلى صنعاء بعد غياب استمر أكثر من 3 أشهر تلقى خلالها العلاج في السعودية بعد هجوم استهدف القصر الرئاسي. وأكد صالح في خطابه أنه يتمتع بصحة جيدة، موضحا أنه سيتابع علاجه خلال الأشهر المقبلة، دون أن يحدد البلد الذي سيتوجه إليه لهذا الغرض. وأدت المعارك بين الوحدات العسكرية الموالية والمعارضة وكذلك بين القبائل المؤيدة والمناهضة للرئيس إلى سقوط 173 قتيلا منذ اندلاع الاشتباكات قبل أسبوع في صنعاء. ويسود الهدوء النسبي العاصمة منذ بعد ظهر السبت إثر دعوة الرئيس اليمني إلى وقف للنار، فور عودته المفاجئة من السعودية. لكن مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أفاد بأن قوات الطرفين لا تزال منتشرة في الشوارع، رغم أوامر صالح بسحب العسكريين المؤيدين والمنشقين من العاصمة. وصباح الأحد، دعا الشبان المعتصمون في ساحة التغيير إلى التظاهر، انطلاقا من المكان للمطالبة بتقديم الرئيس اليمني إلى المحاكمة، كما وجهوا دعوة إلى التظاهر في المدن الأخرى. وانطلقت المسيرة من ساحة التغيير، وطالب المشاركون فيها بالحرية مرددين «الشعب يريد محاكمة الجزار»، في إشارة إلى صالح، الذي عاد الجمعة من السعودية. وساحة التغيير رمز حركة الاحتجاجات حيث يعتصم شبان منذ ثمانية أشهر، مطالبين برحيل صالح. وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية الموجود في المكان بأن قوات الجيش الموالية للرئيس أطلقت النار على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل أحدهم. وأضاف أن الشاب قتل بطلق ناري في الرأس، بينما كان يعتلي إحدى حافلات الركاب الصغيرة في مقدمة مسيرة يشارك فيها عشرات الآلاف، وكان ممسكا بمكبر للصوت ويطلق هتافات. وأصيب 17 آخرون بينهم 3 أشخاص كانوا داخل الحافلة بجروح، كما تفرقت المسيرة.