عرضت جريدة الواشنطن بوست لكتاب " رحلة مع هيلاري كلينتون من بيروت لقلب القوة الأمريكية " للكاتب كيم غطاس . يبدأ محرر العرض عرضه بترديد ما يعرفه الجميع عن هيلاري كلينتون ، فهي وزيرة الخارجية الأمريكية المعروفة بعدم معرفة الكلل في عملها ، شديدة الولاء للبيت الأبيض ورئيسه باراك أوباما ، البليغة في تعبيراتها ، من تعرف كيف تعبر عن القيم الأمريكية ، وكيف تطبقها على أرض الواقع ، ولذا فهي لها شعبية تبلغ عنان السماء ، ومع ذلك يبقى السؤال : ما هي انجازات هيلاري كلينتون كوزيرة خارجية أمريكا ؟؟ كتب كيم غطاس – مراسل البي بي سي بوزارة الخارجية الأمريكية – هذا الكتاب إعجابا بهيلاري التي رغم فشلها في احراز اختراقات دبلوماسية قوية ، إلا إنها استطاعت رفع مكانة الولاياتالمتحدة في جميع أنحاء العالم من خلال شخصيتها القيادية القوية ، وحبها واهتمامها الشديد بقضايا المرأة والطفل . ويعتقد المحرر أن نقطة الضعف الموجود بهذا الكتاب هو الاعتقاد بما يوجد بالكتاب دون تقديم دليل على ما يقول . يؤكد غطاس أن هيلاري استطاعت أن تقوم بوظيفتها على أكمل وجه أكثر من سابقيها ، فقد استطاعت أن تتغلب على توتر العلاقات بينها وبين أوباما في بداية عهده الرئاسي . ففي البداية حاولت تجنيب أجندتها الخاصة في سياسة الولاياتالمتحدة ، خاصة مع تعثر بلادها مع اتجاه أوباما لاقرار سلام بالشرق الأوسط ورفضه للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية في عام 2009 ، ولكن في عام 2010 اعترفت أن اقرار السلام في الشرق الأوسط مشروع خاسر لا يستحق العناء . ثم جاءت الثورات العربية في عام 2011 لتحرص هيلاري على عكس سياسية البيت الأبيض تجاه ما يحدث ، فقد دعت للتدخل العسكري في ليبيا وسوريا ، كما دفعت الرئيس المصري السابق حسني مبارك لمغادرة الحكم رغم أنها ترى أن مصر كانت أكثر استقرارا في عهده من الوقت الحالي . وتراجعت عن الدعم العسكري إلى العودة إلى الجهود الدبلوماسية فقط كدعم المتمردين في سوريا وليبيا ، كما تعمل على الضغط في بعض الأحيان من خلال التهديد بسياسات عدوانية . يعترف غطاس أنه رغم أنه مراسل بي بي سي بوزارة الخارجية ، إلا أنه توجد الكثير من الأسرار التي لا يعرفها سوى هيلاري نظرا لكثرة الأجتماعات الثنائية أو متعددة الأطراف التي تجري خلف الأبواب المغلقة وتظل سرية للغاية . ومع ذلك يحاول غطاس من خلال كتابه أن يرصد كل ما هو ظاهر من مكالمات وحوادث وأحداث حول وزيرة الخارجية الأمريكية . ويستعرض سياسة وزيرة الخارجية في علاقات أمريكا مع روسيا وكوريا الشمالية وهي علاقات متوترة ليست بالجيدة ، ومحاولتها زيادة نفوذ دولتها في آسيا ، كما يناقش لماذا تظل العلاقات متوترة بين واشنطن وبكين . كما يناقش سياسة هيلاري في تنفيذ قرار أمريكا في عزل إيران إقتصاديا ودبلوماسيا ، وتنسيقها مع دول أوروبا وبعض الدول العربية كالمملكة العربية السعودية لتعويض تخفيضاتهم من الصادرات الإيرانية . ويستعرض اختلاف هيلاري وأوباما في بعض الأحيان في التعامل مع الموظفين التابعين لهم وخاصة في منطقتي باكستان وأفغانستان ، ومنها ما يتعلق بالمبعوث الدبلوماسي ريتشارد هولبروك الذي رفضت هيلاري فصله رغم ضغط البيت الأبيض عليها لفصله . يستعرض غطاس مواقف وزراء خارجية أمريكا السابقين ، فهذه كوندليزا رايس التي انتزعت قرارات سياسية هامة بشأن إيران وكوريا الشمالية بعيدا عن المحافظين ، وهذا هو كولن باول الذي أيد الحرب على العراق بناء على أدلة خاطئة ، وهي قرارات كانت ستتغير لو كانت هيلاري هي وزيرة الخارجية حين حدوثها . وأخيرا فهي شخصية ثابتة الجنان لا تعرف الكلل ، وستكون مرشحا قويا إذا ترشحت مرة اخرى للرئاسة الأمريكية . عرض هذا الكتاب بجريدة الواشنطن بوست المحرر ستيفن أر إيزمان وهو مراسل سابق لصحيفىة النيويورك تايمز ، ومدير تحرير في معهد بيترسون للإقتصاد الدولي .