يفتتح المهندس لؤي حكيم معرض "زمانك يا إسكندرية" للفنانة د. غادة النجار في "أتيليه جدة" للفنون الجميلة، وذلك يوم الأحد القادم الموافق 17 مارس 2011. ويستمر المعرض عشرة أيام. وللفنانة غادة العديد من المشاركات الجماعية في كل من الإسكندرية ومصر، وفازت ببعض الجوائز المهمة، كما لها مقتنيات لدى بعض المؤسسات والأشخاص عن أعمالها. يقول الفنان والناقد عبدالله ادريس أن الفنانة غادة النجار تحيلنا لوحاتها إلى بيئة ومناخات الإسكندرية مدينتها وملهمتها، وهي ما لبثت تستدعي ذاكرتها البصرية ومشاهدتها من هذه المدينة العريقة، فتبدو المشاهد البحرية لسفن الصيد والبحارة مقرونة بإضاءات الأصفر وعتمة الأزرق، هذا الهارموني اللوني هو نتاج امتزاج ذاكرة الفنانة ببيئتها مقابل بيئة إقامتها في جدة، والتي تتشابه مع الإسكندرية إلى حد كبير في محاولتها لإقصاء المشهد الواقعي دون محاكاة، وتعمد الفنانة إلى إعادة صياغة هذا المشهد عن طريق المساحات الهندسية المتناغمة والمتناسقة، ويجمع فيما بينهما اللون الذي يمحي حدود الخطوط، وتحديد المساحات لتصل باللون إلى مسافات من البعد الموسيقي والنفسي والروحي، وكأنها تريد الابتعاد عن التعبير التقليدي بالظل والضوء والمنظور. يضيف ادريس: ويتعدد المشهد في أعمال الفنانة غادة من المشاهد البحرية لبيئة الإسكندرية إلى مشاهد القرى والأرياف ونماذج الموروث الشعبي، لملابس القرويات والعادات السائدة بالريف المصري. والفنانة غادة النجار مسكونة بالمشهد البيئي والتراثي في شكل وقالب فني يرتكز للون والمساحات البنائية، فيما تطل الذات الشخصية للفنانة من خلال هذا المشهد في محاولة لتأكيد حضورها وترك بصمتها وهو ما يأتي في أعمالها القادمة. بينما يري الفنان والناقد طلعت عبدالعزيز أن غادة النجار تصارع بالزمن أمواج الأسكندرية - و إذا كان الفن التشكيلي يشكل جزءً لا يتجزء من المتعة البصرية والرفاهية الحسية عندما تعبر اللوحة من خلال الرؤية لتترجم كافة الحواس مجتمعة هذا المشهد وتتفاعل معه مستحضرة التجربة الحسية من خلال الرؤية، لتشكل إحساسا بالجمال ومتعة المكان وذكريات الزمان .. - وبهذا التعبير نقلتنا الفنانة غادة النجار إلى تنشيط حاسة الشم لرائحة الإسكندرية وترابها الزعفراني ومتعة العين بمشاهد البحر وبنات الإسكندرية، وهن يتمخطرن في ساعات العصرية علي شواطئها، وكأنها تشدو معهن (يا بنات الإسكندرية مشيكوا ع البحر غية) .. أو وهي تصدح برائعة محمد قنديل (بين شطين وميه عشقتهم عنيا يا غاليين عليا يا أهل إسكندرية ) إلى شوارعها التاريخية ومبانيها العتيقة .. التي تروي قصة كفاح ونضال عاصمة من أهم عواصم العالم تاريخا وحضارة .. فتفاعلت حواسنا الجمعية من خلال رؤيتها اللونية على مسطح اللوحة . ولقد فلحت سنوات الغربة في حياتها في الربط بين موطنها ولقمة العيش عندما تهجر وقت راحتها ( قنينة الاختبار بحثا عن حقيقة داخل الجسد الإنساني )، إلى البحث عن ماضي وذكريات شوارع الإسكندرية وصياديها ورمالها الذهبية وشوارعها وحاراتها بفرشاتها وألوانها العاكسة لروحها الجميلة . والمتأمل للوحات غادة النجار في إنتهاجها للمدرسة التكعيبية البسيطة يدرك القيمة الفنية والمعمارية للإسكندرية، واستلهام أساطيرها الإغريقية وهي تخاطب القيم اللمسية لمكونات اللوحة؛ لتحفز المتلقي علي المزيد من التفكير والذكريات، كما وإنها تحكي سيرة ذاتية للفنانة من خلال التطور الطبيعي لأعمالها، فهي شاعرة وصاحبة كلمة تسيطر علي منتجها الفني بشكل واضح، و صاحبة عين تسمع وإذن تقرأ بحساسية الطبيبة الماهرة التي تنطلق مشاهداتها اليومية الوظيفية عبر الميكروسكوب لتكتشف الحقيقة الغائبة عن العين المجردة.