التقى الدكتور أسامة ياسين، وزير الشباب مع ممثلي مؤسستي صناع الحياة، وتروس لبحث سبل التعاون معهما ،خلال الفترة المقبلة، في تدشين مبادرة تطوعية تجمع شباب مصر تحت مظلة واحدة تقتضي محو الأمية في مختلف محافظات الجمهورية كهدف قومي تسعى البلاد لتحقيقه. وتناول اللقاءان، اللذان عقدا بديوان عام الوزارة، أعداد المدربين المتوفرين فعليا لدى المؤسستين، ومناهج التدريب، ومعايير الجودة والأداء، وأوجه الاستفادة من المؤسسات العاملة في مجال محو الأمية، وكذا تجارب الدول المتقدمة في محو أمية مواطنيها كتجربتي كوبا والبرازيل، وذلك تمهيدا لتوقيع بروتوكول تعاون بين الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني لمحو الأمية بمصر لتصبح بلداً خالية من الأميين على أيدي شبابها.
وطالب د.ياسين ممثلي صناع الحياة وتروس بصياغة المبادرة وتوضيح أهدافها العامة، ومحتواها التدريبي، وعدد المدربين، ومعايير الأداء والإنجازات التي ستتحقق لمناقشتها الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى عرض بيانات الكفاءات البشرية، والخبرات، والجهات العاملة في مجال محو الأمية لإدماجهم ضمن المبادرة، مؤكدا أهمية وجود رعاة للحملة للترويج الجيد لها، ووصولها لأكبر عدد من المستفيدين في كل أنحاء البلاد خاصة وأن الوزارة ستتيح كافة منشآتها من مراكز شباب، ومدن شبابية، ومراكز تعليم مدني، ومعسكرات ونزل شبابية لتنفيذ المبادرة داخلها.
وطرح ياسين فكرة تنفيذ برنامج يسلط الضوء على فعاليات ما يدار داخل فصل محو الأمية في أحد الأماكن التابعة للوزارة لنقلها عبر إحدى القنوات التلفزيونية والإذاعية تحت مسمى "قمحاوى 2013"، يقدمه أحد المدربين المتميزين من مؤسسات المجتمع المدني المشاركين بالحملة، كفكرة تساهم في نجاح المشروع، وتجعل المتعلم قبل الأمي يتابع البرنامج الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الإعلام، مشيرا أنه يمكن خلال شهر واحد تدريب 10000 شاب متطوع من قبل 200 مدرب متوفرين لدى مؤسسة صناع الحياة وحدها، ليكونوا قادرين -بعد ذلك- على محو أمية 100 ألف مواطن في مدة تتراوح من 4 إلى 6 شهور.
وأكد وزير الشباب على أهمية تفعيل الشراكات الاستراتيجيات مع جميع الوزارات الأخرى، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص للاستفادة من أفكارهم البناءة وكفاءتهم البشرية المتميزة في سبيل تحقيق التنمية في مختلف المجالات، مشيرا إلى أهمية التواصل مع شباب الجامعات الحكومية والخاصة والذي يبلغ عددهم حوالي 1.1 مليون طالب يمكنهم أن يكونوا أعضاءً فاعلين بحملة محو الأمية كونها تعتمد بالأساس على العمل التطوعي.
وأعلن ياسين استعداده للقاء جميع مؤسسات المجتمع المدني ،خلال الأسبوع المقبل، لعرض الإطار المبدئي لإستراتيجية الوزارة عليهم، والتعرف على دورهم فيها من خلال المشاركة في تنفيذ المبادرات التي يطرحها الشباب أنفسهم، فضلا عن إمكانية مشاركتهم في المبادرات التي تنفذها الوزارة الفترة الراهنة، قائلا:" مؤسسات المجتمع المدني ضلع أساسي داخل المجتمع، ولها دور كبير في تحقيق التنمية الشاملة للبلاد، وعلينا جميعا الاستفادة من الأفكار المشروعات التي تطرحها لتضعها الدولة تحت حيز التنفيذ".
وعلى جانب أخر، بحث الدكتور أسامة ياسين مع عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي تنفيذ بروتوكول تعاون بين وزارة الشباب والصندوق لمكافحة ظاهرة الإدمان والتدخين داخل المجتمع من خلال رؤى وخطط واضحة تحارب تلك الظاهرة السلبية.
وأكد عمرو عثمان أن بروتوكول التعاون الذي تم توقيعه مع المجلس القومي للشباب سابقا يحتاج إلى إحياء بصورة أكبر من خلال ثلاثة محاور، الأول يعمل على إعادة تأهيل الكوادر التي تم تدريبها من الشباب، والثاني يركز علي تطبيق الدليل التدريبي في مكافحة التدخين والإدمان داخل مراكز الشباب لتعزيز الشخصية المصرية الرافضة للعنف، بينما يرمى المحور الثالث إلي إدراج مسألة التوعية بقضية التدخين والمخدرات في كل الأنشطة والبرامج التي تنفذها وزارة الشباب.
فيما أوضح د.ياسين أن المبادرات تعتمد بشكل كبير على العمل التطوعي البناء الذي يهدف تقدم البلاد وتطورها في جميع المجالات، وأنه لابد من التواصل مع جميع مؤسسات الدولة للتصدي لظاهرة الإدمان الخطرة، داعيا للاجتماع مع ممثلي صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي خلال الأسبوع المقبل بعد التوصل لرؤى وخطط أكبر للبروتوكول، ومعرفة مؤشرات الأداء على ارض الواقع، وعدد المستفيدين الفعلي، وذلك تمهيدا لتدشين المبادرة من خلال دورة تنشيطية في أحد الأماكن التابعة للوزارة بالقاهرة، يشارك بها للشباب الذي سبق وأن تم تدريبهم ليقوموا ،بعد ذلك، بدورهم في توعية نشء وشباب مصر بمخاطر وأضرار التدخين والإدمان.