رحب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بولادة لجنة الشئون الإفريقية بمجلس الشورى التي وجدت للمرة الأولى في تاريخ البرلمان المصري، وذلك بعد إهمالٍ للقارة السمراء على مدار العقود السابقة، مؤكدًا أن ما يحدث بين المسلمين والمسيحيين من عنفٍ في نيجيريا، وما يحدث من تناحرٍ بين المسلمين في الصومال سببه غياب الثقافة الإسلامية الوسطية التي يتبناها الأزهر هناك، فأينما حلَّت الثقافة الأزهرية حلَّ السلام. وتمنى فضيلته -خلال استقبال فضيلته بعد ظهر أمس الاثنين 4 مارس 2013، بمقر مشيخة الأزهر وفدًا من لجنة الشئون الإفريقية بمجلس الشورى برئاسة علي فتح الباب، رئيس اللجنة - أن يكون لهذه اللجنة لجنة مناظرة في مجلس النواب القادم من أجل دعم العلاقات المصرية الأفريقية في عصر ما بعد الثورة.جاء ذلك .
وأشار الإمام الأكبر في مفتتح حديثه إلى الصورة السلبية التي تمثلت في تراجع دور الأزهر تجاه القارة الإفريقية في السنوات الستين التي سبقت ثورة يناير البيضاء، وأن سبب هذا التراجع هو خضوع مؤسسة الأزهر لسيطرة السياسة العامة للدولة آنذاك، وكان المخلصون في الأزهر ينادون باستقلاله، وهذا ما تحقق بفضل الله بعد الثورة، ونُصَّ عليه في الدستور الجديد ليتفرغ لدوره العلمي والدعوي ليس في مصر وحدها بل في العالم أجمع.
وأكَّد فضيلته أن رسالة الأزهر كهيئة إسلامية دعوية غير معنية بالتبشير بالإسلام بالمفهوم الغربي كما يفعل الغرب في تبشيره مستغلًا حاجة الفقراء بالأغذية والأدوية، فالأزهر يبلِّغ رسالةً دعوية تهدف إلى كسر العوائق التي تحول دون تعريف الناس بالحق وتعريف الناس بالإسلام؛ فالإسلام لا يحتاج إلا إلى تقديمه إلى الناس، وتبقى بعدها الإرادة لصاحبها في اعتناق ما يشاء،
وأشار أن اختلاف العقائد سنة ربانية في الخلق؛ فنحن نعتقد أن الاختلاف أزليٌّ أبديٌّ، والقرآن قد حسم المسألة في قول الله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُوْنَ مُخْتَلِفِيْنَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) فما دام هذا الاختلاف مستمرًا، فإن كل ما تفعله العولمة وحملات التنصير إنما هو في اتجاهٍ مضادٍّ لمشيئة الله تعالى، ومحكومٌ عليه بالبطلان.
وقد عرض الإمام الأكبر الجهود التي يقوم بها الأزهر في إفريقيا لنشر الفكر الإسلامي بين مسلمي إفريقيا بعد تمدد التيارات المذهبية غير الوسطية هناك مستغلة فترة تراجع الأزهر،
كما أكد الإمام الأكبر على تخطيط الأزهر لفتح مراكز لتعليم اللغة العربية بهذه الدول، ولكن ما يعوقه في الوقت الحالي هو ضعف المخصصات المالية للأزهر، بالإضافة إلى عدم التعاون الإيجابي من بعض الجهات المعنية بتلك الدول الإفريقية، وطلب من اللجنة المشاركة في تحمل هذه الأعباء بإنشاء صندوقٍ لدعم الأزهر في إفريقيا، وزيادة المخصصات المالية للأزهر في الموازنة، وكذلك الدعم الأدبي والمعنوي؛ كزيادة الاهتمام بالأزهر إعلاميًا، فمن العيب أن نتعرف على أخبار الأزهر من الإعلام الأجنبي.