الأوقاف ليست جزيرة منعزلة عن نظم الدولة الوزارة تعرضت للتخريب الممنهج والمنظم في فترة النظام السابق ليقل من شاء ما يريد نحن في ميدان عمل وليس ميدان حرب
حاورته – آيات عبد الباقي تشهد وزارة الأوقاف المصرية الآن المزيد من التوترات والاحتجاجات التي أخرجتها من دائرة الاختفاء عن الساحة المصرية لتجعلها في قلب الأحداث، فما بين احتجاجات الأئمة وتغيير سياسة الوزارة والقرارات الصادرة ليل نهار، يبقي الشيخ والإمام -أمام المجتمع- الرجل القويم الذي ينبغي أن يتحرك من مكانه في خطوات محسوبة حفاظا علي هيبته ومكانته.
ولما يدور حول وزارة الأوقاف من شبهات باعتبارها أغنى الوزارات علي مستوى الجمهورية ماليا وأكثرها فسادا -كما يرى الكثيرون- ،ولما تشهده من تغيرات وتنقلات أثرت بالفعل علي الوزارة ومازالت تؤثر ، ننشر حوارا صريحا مع الدكتور "جمال عبد الستار" الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر ووكيل أول وزارة الأوقاف المصرية ورئيس اللجنة المركزية للدعوة بها ، وكان الحوار كالتالي:
لماذا تتهم وزارة الأوقاف دوما بالفساد ، خاصة وهي أغنى الوزارات ؟
الوزارة تعرضت للتخريب الممنهج والمنظم في فترة النظام السابق وتم نهب أموال طائلة منها، بدليل وجود موروث معروف من وقائع الفساد التي اكتشفت من صرف رواتب ومكافآت بدون وجه حق ومساجد وهمية على الورق ليست موجودة على الأرض.
وما خطة الوزارة التي تتبعها للقضاء مع هذا الفساد المتفشي فيها؟
نحن نتعامل مع تلك المرحلة بطريقتين ، الأولي التطوير سواء علي مستوي الأئمة أو الإدارات أو المديريات والاستفادة من الكفاءات المتعددة الموجودة في الوزارة سواء عن طريق الاختيار الأمثل أو محاولة الترقية العلمية و الفكرية والإدارية، والوزارة كما فيها فساد فيها إمكانات ضخمة ربما لم يتم استغلالها بطريقة أو أخرى .
والطريق الثاني هو طريق التطهير ، فأي شخص في الوزارة لا يقوم بواجبه وليس عنده استعداد أن يستقيم لابد أن نستخدم معه اللوائح والنظم الإدارية ،ولن نسمح أبدا لأي مسئول أو عامل أو إداري بالتقصير.
القيادة الجديدة بوزارة الأوقاف قامت بعمل خطة لإصلاح الأوقاف تقوم على بناء الدعاة أولاً, وإحداث تغييرات في العديد من مديريات الأوقاف على مستوى الجمهورية.
ولكن يرى الكثيرون أن الوزارة مقصرة تجاه معاقبة المخالفين والمخطئين من الأئمة ، ما قولك ؟
نحن نبحث عن جميع مفاتيح النجاح داخل الوزارة، الأوقاف ليست جزيرة منعزلة عن نظم الدولة، فهناك طرق كثيرة للمعاقبة والجزاءات التي نص عليها القانون،وحاليا يتم إعادة النظر ورفع البيانات عن كل الأئمة والنظر في أدائهم ، وهناك قوانين ولوائح تقرر عقوبات علي كل من يقصر أو يخطأ وهي موجودة بالفعل ، إلي جانب وجود طرق لإثابة وتشجيع المحسن منهم.
القيادة الجديدة بوزارة الأوقاف قامت بعمل خطة لإصلاح الأوقاف تقوم على بناء الدعاة أولاً, وإحداث تغييرات في العديد من مديريات الأوقاف على مستوى الجمهورية.
رد سيادتكم علي تهمة "أخونة وزارة الأوقاف"؟
فليقل من شاء ما يريد نحن في ميدان عمل وليس ميدان حرب، فليرى ماذا تفعل الوزارة وأعمالها وأهدافها ثم يحكم بعد ذلك ، فالبناء يعجب كل الناس ، والهدم لا يحسنه إلا المنافقون، ونحن نسعى للبناء وليس الهدم.
وما رد فعل الوزارة علي تلك الاحتجاجات المتتالية من الأئمة؟
نحن الآن نرفع البيانات عن كل الأئمة والدعاة الموجودين وإعادة النظر في إمكاناتهم وأدائهم وهناك إجراءات قانونية نتخذها في مسار تلبية احتياجات الدعاة والأئمة من زيادة الرواتب ورفع البدلات التي يتقاضاها كل إمام أو داعية، وذلك بعد زيادة بعض موارد الوزارة ذاتيًّا وتوفير بعض الوحدات السكنية للدعاة والعلماء.
وما الهدف إذا من إنشاء نقابة للدعاة؟ تهدف إلي تغيير الساحة الدعوية في مصر عن طريق إيجاد خطاب دعوي موحد يجمع الجهات الدعوية في مصر، وتوفير الرعاية والكفاءة العلمية والاجتماعية للدعاة، والتعاون في مشروعات الدعوة بين المؤسسات الدعوية المختلفة في مصر ، مع ضمان حماية الأئمة والدعاة من الاعتداء سواء أمني أو فكري بما يسمي"حصانة الإمام".
وعن انضمام أكثر من مليون داع وإمام من خريجي الأزهر للنقابة، كيف سيتم احتواء هذا الكم ؟
كون أن النقابة ستضم هذا العدد فليس هناك مشكلة في ذلك خاصة أن هناك العديد من النقابات تضم أكثر من ذلك بكثير،ولا توجد مشكلة في عدد الأئمة طالما النقابة مستقلة وحرة وقانونية، فمجلس إدارة النقابة سيديرها كأي نقابة أخرى.
كيف سيتم اختيار الأئمة ؟ عن طريق انتخابات حرة ونزيهة وواضحة لكل المنتسبين للنقابة ، وقد أعدت النقابة مشروعا لتطبيق كادر للأئمة والمشاركين بها.
وهل ستكون اللقاءات المنعقدة مع الأئمة عشوائية أم سيتم وضع قوانين محددة لها؟
مازلت أعقد الاجتماعات مع الأئمة باستمرار، ولكن الآن أصبح قانونا ، فالالتقاء الشهري بالأئمة في المحافظات تبعا لجدول ثابت، وليست عشوائية لأن اللقاء بالأئمة ورفع مشاكلهم ومناقشتهم هو مفتاح النجاح.
كيف ترى مستقبل وزارة الأوقاف؟
أملنا في الله كبير ، فالوزارة بها إمكانات ضخمة ونحن نعمل علي استغلالها لتغيير الساحة الدعوية تماما ، وعندنا من الكفاءات الدعوية والإدارية ما إن استثمرت الا وحققت نجاحا كبيرا إن شاء الله ونحن الآن نعمل علي تطهير الوزارة من الفساد سواء المالي أو الإداري أو الفكري.