أكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، أنه سلم الراية لمفتي الديار المصرية الجديد الدكتور شوقي عبد الكريم لاستكمال الجهاد في سبيل الله، موضحا أن الجهاد هو عبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس الإنسانية في طريق الله، كما هنأ جمعة الدكتور شوقي عبد الكريم على توليه المنصب الجديد، متمنيا له التوفيق. جاءت هذه الكلمة أثناء حفل دار الإفتاء بمناسبة تعيين الدكتور شوقي عبد الكريم خلفا للدكتور علي جمعة كمفتي للديار المصرية، والذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ دار الإفتاء الذي يسلم فيه المفتي القديم مهامه لخلفه في مؤتمر علني.
كما شدد الدكتور علي جمعة على الدور التي تقوم به دار الإفتاء، مؤكدا أن دار الإفتاء تم تأسيسها منذ أكثر من 700 عام، و أن هناك تسجيلات منذ أكثر من 200 عام، و قال: "نحن أمام مؤسسة عريقة لم تنفصل عن الأزهر الشريف في يوم من الأيام، ولم تقصر في أداء واجبها و لم تتخلف عن خدمة الناس"، واصفا دار الإفتاء بأنها مؤسسة "عالمية و إقليمية".
كما تقدم جمعة بالشكر لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف التي كان عضوا بها ، لالتزامها بانتخابات نزيهة و حرة لا تري إلا الكفاءة و العلم، مشيرا إلي أن الأزهر مليء بالكفاءات و أن الأمة كلما وقعت في مشكلة ما تلجأ و تستنجد بالأزهر و أن الأزهر لن يتأخر عن تقديم المساعدة، كما أعتبر أن العمل المؤسسي هو أقصر الطرق للنجاح و الاستمرارية، كما وجه الشكر إلي العاملين بدار الإفتاء، مطالبا منهم الاستمرار في الحفاظ على المؤسسة و الوحدة.
وطالب بالحفاظ على مصر ووحدة شعبها، معلنا أن مصر مليئة بالخيرات، مشبها إياها بالسفينة التي لو هلكت هلك الناس جميعا.
من ناحية أخري، أكد الدكتور شوقي عبد الكريم مفتي الديار المصرية الجديد، أن الدين الإسلامي علم الجميع ضرورة التواصل بين جميع الأجيال، متمنيا أن يوفي عهده لمن سبقه، مؤكدا ان روح الود و الحب يجب أن تسود بين جميع الأجيال.
كما أعتبر شوقي عبد الكريم أن استكمال المسيرة تتطلب وعي بطبيعة المرحلة و عمل دءوبا يرتكز على المعايير المؤسسية التي تم إرسائها داخل «دار الإفتاء»، معلنا أنه سيهتم بكل الكوادر و الطاقات البشرية بداخل الدار، موضحا أن همه الأكبر هو إصدار الفتاوى و الأحكام الشرعية، و الإسهام الفاعل في بث الوعي العام و استفتاء العلماء لتجنب الوقوع في أي أشكال، والعمل على أصلاح المفاهيم الفاسدة التي خلفتها بعض الفتاوى التي وصفها ب"الشاذة"، مشددا على ضرورة توحيد المؤسسة الدينية في مصر، ومحاباة الأزهر الشريف، موضحا دور الأزهر في نشر الوعي الديني و الوطني في مصر.
كما طالب وسائل الإعلام باتخاذ أي أخبار متعلقة بدار الإفتاء، من الدكتور إبراهيم نجم المتحدث الرسمي باسم الدار، مشددا على ضرورة أن تتحري وسائل الإعلام الدقة في ما تنشره.
كما رفض استخدام الدين أو دار الإفتاء في المعارك السياسية، مرحبا أيضا بمشاركة علماء الأمة في أصلاح الوطن و الحديث عن شئون الوطن.
وخاطب الشعب المصري، قائلا : لقد تم تكليفي في هذا المنصب الشريف ، خدمة لهذا الوطن الذي ننعم بخيراته، لذا العمل في مصلحة هذا الوطن فرض عين".