اتفق الرئيسان الامريكي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين على ضرورة تعزيز عملية تحول سياسي لانهاء العنف في سوريا بأسرع ما يمكن، فيما بث ناشطون سوريون شريطاً على الإنترنت قالوا إنه يظهر شاحنات تنقل من العراق أسلحة ومعدات وجنوداً لنظام بشار الأسد . ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن البيت الأبيض في بيان إن الزعيمين اتفقا أيضا في اتصال هاتفي على ضرورة أهمية استمرار "التواصل" بين وزيري خارجيتهما جون كيري وسيرجي لافروف والبحث عن مبادرات جديدة لإنهاء العنف في سوريا.
ولم يدل بيان البيت الابيض بتفاصيل اخرى بشأن المناقشة التي جرت بين اوباما وبوتين بشأن الازمة السورية إلا أن الكرملين قال في وقت سابق إن أوباما وبوتين تعهدا بالعمل على تجنب أي خطوات من شأنها إلحاق ضرر بالعلاقات الروسية الأمريكية التي شابتها توترات بسبب الخلافات بشأن سوريا وقضايا أخرى.
ويوجد خلاف منذ فترة طويلة بين موسكو وواشنطن بشأن مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
وتقول الولاياتالمتحدة انه يجب على الأسد أن يتنحى ولكن روسيا تقول ان خروجه من السلطة يجب الا يكون شرطا مسبقا للتوصل لتسوية من خلال التفاوض.
وأعلن البيت الابيض أن الرئيس الأمريكي سيزور روسيا في أيلول / سبتمبر المقبل لحضور قمة مجموعة العشرين.
وسيلتقي قبل ذلك نظيره الروسي فلاديمير بوتين في يونيو / حزيران في ايرلندا الشمالية على هامش قمة مجموعة الثماني.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد أكد الجمعة خلال زيارته إلى تركيا سعيه لإيجاد عملية انتقال سياسي سلسلة على حد تعبيره، كما أكد على عدم وجود شرعية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وشدد كيري على أن بلاده ستواصل العمل حتى تغير الحكومة السورية من الطريقة التي تتعامل بها مع الأزمة الحالية.
أسلحة ومعدات
وميدانيا ، بث ناشطون سوريون شريطاً على الإنترنت قالوا إنه يظهر شاحنات تنقل من العراق أسلحة ومعدات وجنوداً لنظام بشار الأسد، نقلاً عن قناة "العربية" اليوم السبت.
وشهدت الساعات الماضية الأخيرة في شمال شرقي سوريا، في محافظة الحسكة على الحدود مع العراق تطورا بارزا، فقد أعلن الجيش الحر سيطرته على معبر اليعروبية الحدودي مع العراق، وعلى بلدة اليعروبية أيضا.
وهذا المعبر هو واحد من 3 معابر رئيسية بين العراق وسوريا. وهو ثاني معبر بين البلدين يسيطر عليه الجيش الحر بعد معبر البوكمال.
وسيطر الجيش السوري الحر على هذا المعبر خلال الصيف الماضي بعد يومين من سيطرته على معبر البوكمال، ولكنه عاد وخسره.
وقال ناشطون إن الجيش الحر رفع علمه على الحدود. ولكنهم تحدثوا أيضا عن أن قناصة من الطرف العراقي اعتلوا أبنية من جهة منطقة ربيعة، الواقعة داخل الاراضي العراقية. وتحدثوا أيضا عن وصول تعزيزات عسكرية عراقية الى الحدود.
وأكد عضو الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة، عاصم جربان، في حديث لقناة "العربية"، قيام قوات عراقية بإطلاق النار وقذائف الهاون على مركز اليعروبية الحدودي مع سوريا.
وأشار جربا إلى قصف كثيف وعشوائي من جانب القوات العراقية على قرى وبلدات سورية كان الجيش الحر قد سيطر عليها، مطالباً رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بوقف تدخل بلاده في الأزمة السورية.
وطالب الناشط السوري بالضغط على حكومة المالكي لوقف ما سماه تدخلاً سافراً في الشأن السوري.
وشكل سيطرة الجيش الحر على معبر البوكمال في يوليو/تموز الماضي ضربة لقوات النظام التي خسرت معبرا مهما على الصعيدين الأمني والاقتصادي. وحاولت حينها قوات النظام استعدادته وقصفت مواقع الجيش الحر من دون جدوى. وهذا المعبر حيوي بالنسبة لسوريا اكثر منه بالنسبة للعراق.
ولا يزال هناك معبر وحيد رئيسي بين سوريا والعراق بأيدي قوات النظام هو معبر تنف، وذلك عبر الحدود الواصلة بين البلدين والتي تبلغ نحو 600 كيلومتر.
وحذر المالكي مؤخرا من أن انتصار المعارضة على النظام السوري سيشعل حربا طائفية في سوريا وفي العراق، ويتسبب في انقسام بالأردن.
ودعا الدول التي ترغب في إحداث استقرار بمنطقة الشرق الأوسط إلى مراجعة موقفها من الأزمة السورية.
في غضون ذلك ، وثقت لجان التنسيق المحلية السورية مقتل 125 شخصا برصاص قوات نظام بشار الأسد أمس الجمعة معظمهم في دمشق وريفها وحلب. وذكرت قناة "الجزيرة" اليوم السبت أن القوات النظامية قصفت بشكل عنيف مدينتي الرستن والغنطو في ريف حمص.
وكانت اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية والجيش الحر في حي تشرين بوسط العاصمة حيث استهدف عناصر الحر بقذائف "آر بي جي" مواقع تتحصن فيها قوات النظام والشبيحة في حيي "تشرين" و"جوبر"، ودمروا العديد من الآليات ومدرعات جيش النظام.