قام الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى بزيارة لمحافظتي عدن وأبين جنوب البلاد، تفقد خلالها عددا المناطق بالمحافظتين بعد أحداث العنف التي شهدتها خلال اليومين الماضيين، نتيجة ما وصفه البعض بالعصيان المدني الذي نظمه الحراك الجنوبي بالمحافظتين. والتقى منصور خلال زيارته التفقدية لمحافظة عدن بقيادة السلطة المحلية والمسئولين في المجلس المحلي ومدراء عموم المكاتب التنفيذية والقيادات الأمنية والعسكرية لتدارس قضايا تنفيذ المهام على مختلف الصعد.
وتشهد مدن الجنوب اليمنى حالة من العصيان المدنى لليوم الثالث على التوالى الذي نفذه انصار الحراك الجنوبي في عدن ومدن جنوبية، حيث نجح ناشطو الحراك الجنوبى في تنفيذ العصيان رغم مقتل 3 في مواجهات مع قوات الامن ، ونفذ ناشطو "الحراك الجنوبي في عدن عصيانا مدنيا، وأغلقوا الطرق فيما جرت اشتباكات مع قوات الأمن اليمنية أدت إلى مقتل اثنين من الناشطين وأحد عناصر الشرطة، حسبما أعلن مسئول أمني يمني ومصادر الحراك.
وحول الأحداث التي شهدتها عدن اليومين الماضيين، قال العميد عبد الحفيظ السقاف مدير جهاز الأمن المركزي في عدن: "إن شرطيا قتل وأصيب آخر في اشتباكات اندلعت عندما تدخلت قوى الأمن لفتح طرقات أغلقها أنصار الحراك الجنوبي ونزل العشرات من الناشطين إلى الشوارع في أحياء خور مكسر والمعلا والشيخ عثمان ودار سعد قاطعين الطرقات عبر حرق إطارات سيارات مما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الجيش".
كما تحدث سكان في حي المنصورة عن +اشتباكات قوية جدا بين قوات الجيش والناشطين.
من جهته، قال أحد قادة الحراك لطفي الشطارة: "هناك عصيان مدني في عدن احتجاجا على مجزرة 21 فبراير"، في إشارة إلى مقتل خمسة من الحراك على أيدي الشرطة الخميس الماضي، اثناء تظاهرة تطالب بانفصال الجنوب.
وجاء الحادث متزامنا مع احتفالات الجنوب الخميس الماضى بالذكرى الأولى لانتخاب الرئيس هادي منصور في 21 فبراير 2012 لفترة انتقالية من عامين بموجب اتفاق بشان رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد ثورة شعبية ضد نظامه استمرت لأكثر من عام.
وخلال زيارته لمحافظة أبين جنوب اليمن، تفقد الرئيس عبد ربه منصور هادي الأضرار التي لحقت بالمباني والمنشآت ومنازل المواطنين والمزارع، جراء اعتداءات تنظيم القاعدة الإرهابي خلال اليومين الماضيين.
كما تفقد مصنع الوحدة للإسمنت بمنطقة باتيس، حيث اطلع على طبيعة سير العمل والإنتاج، واستمع من المسئولين إلى كيفية التجهيزات الكاملة لتدشين العمل والإنتاج مطلع مارس القادم.
وأكد منصور أن الأعمال جارية على قدم وساق من أجل إعادة الاعمار وإعادة الحياة على ما كانت عليه قبل عدوان الجماعات الإرهابية على العديد من المناطق بالمحافظة.
وفى سياق أحداث العنف التي شهدتها بعض المناطق الجنوبية، كشفت وزارة الدفاع اليمنية النقاب عن أن عبد الوهاب الوالي قائد قوات الأمن المركزي نجا من الهجوم الذي شنه مسلحون مجهولون في بلدة المكلا لكن اثنين من حراسه أصيبا.
في حين أقدمت عناصر مسلحة تابعة للحراك الجنوبي في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن على حرق محلات تابعة لتجار من المدن الشمالية لليمن وسيارات ومقرات التجمع اليمنى للإصلاح "الإخوان المسلمون أكبر أحزاب المعارضة عضو تحالف أحزاب اللقاء المشترك". من جانبه، قال أمين عام الحراك الجنوبي العميد عبدالله الناخبي: "إن يدور في عدن وحضرموت من أعمال إرهابية يريد أصحابها جر البلاد إلى مربع العنف".
وفى نفس السياق، شهدت العاصمة صنعاء أعمال شغب خلال الساعات الماضية، حيث خرج طلاب كلية الشرطة في انتفاضة كبيرة ضد مدير الكلية العقيد دكتور عبدالله صالح محمد هران وقطعوا شارع كلية الشرطة ، ويطالب الطلاب بتغيير مدير الكلية الذي يتهمونه بممارسة سلطات حزبية، وطالبوا بتعيين مدير مستقل للكلية غير حزبي. في المقابل، أدان بيان لمسئول بالمكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة حضرموت الهجوم على مقاره. ودعا البيان الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني ورعاة المبادرة الخليجية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر إلى استنكار الاعتداء على مقرات الحزب "والاعتداء على حراساتها بالرصاص الحي".
وتأتي هذه الأحداث بعد يومين من أحداث عنف شهدتها مدينة عدن عندما تصدت قوات الأمن لمظاهرة تابعة لأنصار الحراك المطالب بانفصال الجنوب حاولت اقتحام ساحة العروض في خور مكسر حيث كان يقام حفل للجنوبيين المؤيدين للوحدة اليمنية، وأدت المواجهات الى مقتل ستة اشخاص واصابة العشرات.