يشهد القطاع العقاري حالة من الترقب في ظل تفاقم الأزمة بين الحكومة وشركات إنتاج الحديد التي صدر لها الترخيص مما دفع العديد من العملاء إلى القيام بعمليات تخزين واسعة لمحاولة تحقيق أعلى نسبة ربح من خلال إنقاص المعروض بالسوق بهدف لرفع الأسعار. وبالرغم من حالة الركود التي يعانى منها القطاع العقاري خلال ال9 أشهر الماضية مازال أصحاب الفرص يحاولون الكسب بشكل احتكاري من خلال رفع أسعار مواد الخام التي يتم استخدامها في صناعة البناء مما يساعد من تفاقم الأزمة .
وقال محمد منصور "مقاول" إن الحكم الصادر بشأن تراخيص الحد يد زاد من بلبلة السوق واضطراب الأسعار واتجاه بعض الوكلاء إلى عمليات تخزين في محاولة منهم لرفع السعر مع بداية شهر أكتوبر القادم .
وأضاف أن عمليات استيراد الحديد التركي سوف تشهد انتعاشا كبير خلال الفترة القادمة في حالة اتجاه وكلاء المصانع خاصة حديد عز وبشاي إلى التخزين والاحتكار .
وطالب منصور بأن تضع الحكومة حدا لتضارب الأسعار الذي تفتعله المصانع والوكلاء بصورة عشوائية ، موضحا أن ارتفاع أسعار الحديد تصاحبه زيادة في أسعار الاسمنت ومشتقات البناء لنتيجة لعدم وجود رقابة على السوق من قبل الحكومة في ظل تردى الأوضاع الأمنية والرقابية .
وفى نفس السياق ، قال أحد وكلاء الحديد إن مصانع الحديد تشهد حاليا حالة من الاضطراب في عمليات الإنتاج ، حيث أن المصانع تعمل منذ بداية الثورة بنصف طاقته الإنتاجية لمحاولة المحافظة على الأسعار وعدم تراجعها في ظل الركود الذي يشهد قطاع العقارات خاصة بعد توقف الشركات الكبرى عن تنفيذ مشروعاتها خاصة "بالم هليز" و" سوديك" بعد سحب عدد من الأراضي منها وتخوف البعض الأخر من توجيه التهم إليه .
وتوقع أن تشهد أسعار الحديد في بداية شهر أكتوبر القادم ارتفاعًا ملحوظًا في ظل اعتماد السوق على الشائعات، وما يتبعه من ارتفاع للمنتجات الأخرى المكملة للصناعة مثل الاسمنت بجميع أنواعه.
وأضاف أن أسعار الأسمنت شهدت هذا الشهر ارتفاعًا ملحوظا في الأسعار بسبب استغلال التجار حالة عدم الرقابة على الأسعار من قبل الجهات المسئولة .
واستقر سعر حديد لشهر سبتمبر الحالي عند 4800 جنيه للطن تسليم أرض المصنع، و4950 جنيهاً للمستهلك النهائي، وتعد هذه الأسعار مماثلة لشهر أغسطس الماضي.
وفى شركة بشاي، بلغ سعر البيع 4875 جنيهاً تسليم أرض المصنع بانخفاض قدره 75 جنيهاً عن أسعار الشهر الماضي.
وعلل سمير نعمان، المدير التسويقي لشركات حديد "عز" تثبيت الأسعار إلى ركود الأسواق خلال الشهر الماضي بسبب شهر رمضان والأعياد، قائلا: إن السوق فقد 15% من معدل الاستهلاك الطبيعي له.
وأضاف نعمان أن ركود الأسواق تسبب في وقف خطوط إنتاج بعض المصانع القائمة في السوق، والتي كانت تعمل بكامل طاقتها.
وتتحكم شركة عز الدخيلة في 50% من إنتاج الأسياخ الحديدية و80% من إنتاج الصلب المسطح، تتلوها شركة بشاي للصلب حيث تنتج 23% من أسياخ الحديد. وتساهم الدول الإفريقية بنسبة 2.10% من صادرات الحديد في العالم، وتبلغ النسبة التي تصدرها مصر 9.83% من حجم الصادرات الإفريقية.