قال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري إن "نظام بشار الأسد سيسقط حتمًا، وسقوطه سيكون مدويًا في سوريا والعالم العربي وكل الدنيا". وفي كلمة متلفزة تم بثها اليوم الخميس في مهرجان حاشد في البيال وسط بيروت خلال إحياء الذكرى الثامنة لاغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري أعلن سعد الحريري أنه سيكون إلى جانب قوى 14 آذار في معركة الانتخابات التي ستجري في يونيو/حزيران المقبل، مهما كان القانون ومهما كانت التحديات.
ويعيش سعد الحريري خارج لبنان منذ نحو سنتين "بسبب التهديدات الأمنية" بحسب تصريحات صحفية له في وقت سابق.
ولفت الحريري في كلمته إلى أن "مشكلة السلاح غير الشرعي في لبنان (في إشارة إلى سلاح حزب الله) بكل وظائفه الإقليمية والداخلية والطائفية والعائلية والجهادية والتكفيرية، هي أم المشاكل في لبنان".
وأوضح أن "كل اللبنانيين يعرفون أن حزب الله يمتلك ترسانة من الأسلحة الصاروخية والثقيلة والخفيفة يقال انها تفوق ترسانة الدولة، وفي المقابل هناك فتات من السلاح بأيدي تنظيمات وفصائل لبنانية وفلسطينية خارجة عن القانون ولجأت الى هذا الخيار بذريعة الدفاع عن النفس".
وأشار الحريري إلى أن "المحكمة الدولية (المختصة بالتحقيق ومحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري) تتقدم والمجرمون سينالون العقاب عاجلا ام آجلا، ولكن هل يعقل ان يواصل حزب الله دفن رأسه في الرمال ويرفض أن يرى حال القلق والنفور والانقسام في الساحة الاسلامية بسبب رفض تسليم المتهمين وحالة الاستقواء على المحكمة الدولية؟".
وتأتي ذكرى الاغتيال هذا العام تزامنًا مع الموعد المرتقب لانطلاق جلسات المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال الحريري في 25 آذار/مارس المقبل.
وتم إنشاء المحكمة بقرار من مجلس الأمن الدولي عام 2007، وهي المحكمة الدولية الأولى المكلفة بالنظر في جريمة إرهابية، وهو الوصف الذي أطلقه المجلس على عملية اغتيال الحريري.
والمحكمة، مقرها لاهاي، مكلفة كذلك بالنظر في عمليات التفجير والاغتيالات التي شهدها لبنان بين عامي 2005 و2007 التي يثبت ارتباطها باغتيال الحريري.
ورفيق الحريري (1944- 2005) شخصية عصامية بنت ثروة ومركزًا سياسيًّا مرموقًا بجهودها الخاصة، وهو من أبرز الشخصيات السياسية التي تولت رئاسة الحكومة في لبنان، وتولى هذه المنصب لأكثر من فترة.
وكان له دور مشهود في إعادة العافية للاقتصاد اللبناني بعد سنوات الحرب الأهلية، وفي تأسيس العديد من المشروعات الخيرية، وتبنى في سنواته الأخيرة توجهات معارضة لما كان يسمى ب"وصاية" النظام السوري على لبنان.