يحيي اللبنانيون، مساء الخميس الذكرى الثامنة لاغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري بمهرجان حاشد في وسط بيروت تحت شعار " سوف نعمل الحلم حقيقة". ومن المتوقع أن يلقي سعد الحريري، نجل الراحل، ورئيس "تيّار المستقبل" المعارض كلمة تليفزيونية في الاحتفال بعد كلمة لمنسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار"- المظلة التي تنطوي تحتها قوى المعارضة ومنها تيار المستقبل- النائب السابق فارس سعيد وعدد من قيادات المعارضة. وبحسب تصريحات صحفية لمنسق عام الإعلام في تيار "المستقبل"، عبد السلام موسى، فإن المهرجان سيعرض فيلمين وثائقيين، أحدهما عن رفيق الحريري ورؤيته للبنان "وكيف يجري اليوم التفريط بإنجازاته"، بحسب قوله. ويتناول التقرير الثاني قتلى قوى 14 آذار الذين تعرضوا لعمليات اغتيال، ويعرض مقتطفات من تصريحات كل شخصية منهم حول رؤيتها للبنان كوطن ودولة مؤسسات. وتوافد المئات من أنصار قوى 14 آذار على ضريح رفيق الحريري في وسط بيروت قرب مسجد محمد الأمين، كما قاموا بإضاءة الشعلة الموجود مكان الانفجار الذي يبعد عن الضريح 2 كلم مربع. جدير بالذكر ان اغتيل رفيق الحريري وعدد من مرافقيه في 14 فبرايرعام 2005 في قلب بيروت بتفجير ضخم استهدف موكبه. وأشارت القوى السياسية المؤيدة له وقتها بأصابع الاتهام إلى كل من النظام السوري بقيادة بشار الأسد، وحزب الله في لبنان، وهو ما دأب الطرفان الأخيران على نفيه. وتأتي ذكرى الاغتيال هذا العام تزامنًا مع الموعد المرتقب لانطلاق جلسات المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال الحريري في 25 مارس المقبل. وتم إنشاء المحكمة بقرار من مجلس الأمن الدولي عام 2007، وهي المحكمة الدولية الأولى المكلفة بالنظر في جريمة إرهابية، وهو الوصف الذي أطلقه المجلس على عملية اغتيال الحريري. والمحكمة، مقرها لاهاي، مكلفة كذلك بالنظر في عمليات التفجير والاغتيالات التي شهدها لبنان بين عامي 2005 و2007 التي يثبت ارتباطها باغتيال الحريري. ورفيق الحريري (1944- 2005) شخصية عصامية بنت ثروة ومركزًا سياسيًّا مرموقًا بجهودها الخاصة، وهو من أبرز الشخصيات السياسية التي تولت رئاسة الحكومة في لبنان، وتولى هذه المنصب لأكثر من فترة. وكان له دور مشهود في إعادة العافية للاقتصاد اللبناني بعد سنوات الحرب الأهلية، وفي تأسيس العديد من المشروعات الخيرية، وتبنى في سنواته الأخيرة توجهات معارضة لما كان يسمى ب"وصاية" النظام السوري على لبنان.