خرجنا بنتائج طيبة من الدعوة الكريمة التى دعا إليها الأزهر ممثلا في الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب حيث قام بمبادرة كريمة بدعوة رموز العمل السياسي كافة ، وأيضا دعا ممثلين عن الكنيسة المصرية ، وأنهينا هذا الاجتماع ، وكان كله يدور حول قضية مهمة أعتقد أن الشعب المصري في حاجة ماسة لها وهي "نبذ العنف". هذا الاجتماع حضره العديد من القوى السياسية والأحزاب والرموز منها عمرو موسى - وحمدين صباحي و د. عبد المنعم أبو الفتوح - سعد الكتاتني ود محمد البرادعي و السيد البدوي ود . محمود عزت كما حضر أيضا الداعية و العالم الجليل الشيخ محمد حسان وغيره من رموز الرأي والفكر والسياسة .
في البداية تم تقديم الوثيقة التي تضمنت الأمور التي يجب الاتفاق أو الإجماع عليها ، حيث علمنا بعد حضورنا الاجتماع أن هذه الدعوة كانت فكرة راود الشباب الثوري، الذي كان لهم دورا في الثورة المصرية وعلى رأسهم وائل غنيم وعبد الرحمن يوسف ، وعلمنا انهم هم أصحاب اقتراح الدعوة وشارك في صياغة هذا الوثيقة وبمجرد الإطلاع عليها حدث إجماع عليها لأن بنود هذه الوثيقة لا اعتقد بأي حال من الأحوال أن يختلف حول مضمونها أو حول بنودها أي طرف لأنها جملة تتكلم عن نبذ العنف .
مثلا
البند الأول :
هو حق الإنسان في الحياة وهو مقصد من اسمي المقاصد في جميع الشرائع والأديان والقوانين ولا خير في أمة أو مجتمع يهدر أو يراق فيها دم المواطن أو يبتذل فيها كرامة الإنسان أو يضيع فيها القصاص العادل وفقا لقانون ، اعتقد إنه بند لا أحد يختلف عليه.
البند الثاني:
التأكيد على حرمة الدماء والممتلكات الوطنية العامة أو الخاصة والتفرقة الحاسمة بين العمل السياسي أو العمل التخريبي ولا اعتقد أن هناك خلاف حول هذا .
البند الثالث :
التأكيد على واجب الدولة ومؤسستها الأمنية في حماية أمن الوطن وسلامة وصيانة حقوق وحرية أفراده من الناحية الدستورية والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة أيضا هذا مسار إجماع واتفاق .
البند الرابع :
نبذ العنف بكل صوره أشكاله وإدانته الصريحة القاطعة وتجريمه وطنياً وتحريمه دينياً و أيضا هي مسائلة لا خلاف حولها .
البند الخامس :
إدانة التحريض أو التبرير أو الترويج للعنف أو الدفاع عنه أيضا مسار اتفاق.
البند السادس :
أن اللجوء للعنف و التحريض عليه والسكوت عنه وتشويه كل طرف للأخر وترويج الشائعات وكافة صور الاغتيال المعنوي كلها جرائم أخلاقية أيضا متفق عليه.
البند السابع :
الالتزام بالوسائل السياسية السلمية في العمل الوطني العام أيضا مسار إجماع واتفاق.
البند الثامن :
الالتزام بأسلوب الحوار الجاد بين أطراف الجماعة الوطنية والدعوة إلي الحوار أيضا مجمع عليه.
البند التاسع :
حماية النسيج الوطني الواحد من الفتن الطائفية المصنوعة والحقيقية ومن الدعوات العنصرية ومن المجموعات المسلحة الخارجة على القانون ومن الاختراق الأجنبي ومن كل ما يهدد سلامة الوطن مجمع عليه .
البند العاشر :
حماية كيان الدولة المصرية وهي مسؤولية جميع الأطياف حكومة وشعباً ومعارضة وشباباً وأحزابا وجماعات وحركات .
هذه هي بنود الوثيقة واعتقد أنه حدث إجماع ولم يكن هناك خلاف بالمرة حول بند من البنود ولكن أنا بدوري قلت ان أفضل ما في هذه الوثيقة هو كلمتين موجودة في البند الخامس التي تتحدث عن إدانة العنف والتحريض أو تسويغه أو تبريره أو الترويج له أو الدفاع عنه .
آخر كلمتين اعتقد أفضل ما في هذا الوثيقة أو استغلاله بأي صورة من الصور التي أرى بوضوح أن المشكلة ليست في إدانة العنف وليس باستنكار العنف لان كل الموجودين يشكو ويستنكر ويدين العنف وأعتقد كل القادة السياسيين في مصر يقومون بذلك إننا لم نجد احد من القادة السياسيين يدعو إلي العنف صراحة أو بدعوى إلي عدم أدانته أو يروج له .
ولكن المشكلة الحادثة هو مشكلة استغلاله وتوظيفه و استثماره في تحقيق مكاسب سياسية ، هذا يعد جريمة وأنا قلت هذا واعتبره أفضل ما جاء في الوثيقة ، لان المشكلة الآن في مصر هي توظيف و استثمار البعض للعنف في خدمة مصالح ما ؟!.
ولذلك قلت يجب التأكيد على هذا المعنى لان الإدانة قد يكون لا احد يختلف عليها وكان من رائي انه يجب أن تضاف لهذه البنود بندين اثنين رأيت أنهما من الأهمية بالمكان .
البند الأول :
يتعلق بخطاب الشباب ، الشباب الذي ينزل سواء بلاك بلوك وسوء أي فصيل أخر من الشباب لابد أن تتضمن الوثيقة بنداً أساسيا في مخاطبة هؤلاء الشباب أمل الأمة ونحثهم نحن الشباب على أن ينبذوا العنف بكل صوره وان نعالج عندهم الأسباب التي دفعتهم لهذا العنف وتكلمت بصراحة وقلت للجالسين كلهم بما فيهم رموز جبهة الإنقاذ ليس لهم سيطرة على هذا الشباب ، الشباب اعتقد انه تخطى جبهة الإنقاذ وان جبهة الإنقاذ لا سيطرة لهم على هذا الشباب ، فبتالي لو اكتفينا بمخاطبة أنفسنا كمجتمعين نكون بعدنا عن ما يجب أن نفعله فمخاطبة الشباب أمر مهم مخاطبة الشباب بالبعد عن العنف عن إشكال العنف عن صور العنف ودعوتهم إلى وجود الحوار مع أي طرف يختارونه مع أي قيادات يختارونها سوء كانت رسمية أو غير رسمية ونتناقش في السبب الذي يدعو الى العنف في الشارع المصري .
وأقول وأعرف انه يوجد بلطجية يتم استثمارهم من قبل شخصيات معروفة هؤلاء ليس لهم دخل في فكر أو رأى ولا مبدأ وليس لهم قضية ولكن أنا أتكلم عن الشباب الذي يحركه رأى ويدفعه إلى عنف هؤلاء المحتاجين الى احتواء والى حوار وجلسات ومناشده لأننا لا نريد ان نقول كل الذي يستخدم العنف بلطجية الكثير منهم بلطجي ومدفوع ومجيش من قبل أطراف بعينها ولكن هناك جزء لجأ إلى العنف من أجل آراء معينة وأفكار معينة رؤية معينة يرها ولابد من مخاطبة هؤلاء .
البند الثاني
والذي تبنيت إضافته وذكرته أثناء الحوار هو مخاطبة الإعلام لان هناك بعض وسائل الإعلام أو بعض الإعلاميين يسوقون ويحرضون وعلى أحسن الاحتمالات هم لا يتبنون خطا واضحا في إدانة العنف وإنما هم يسكتونه عنه ويظهرون المشهد أو يحاولون إظهار المشهد على ان هناك ثورة ثانية .
هناك شعب خرج هناك كذا وكذا ..وهذا اعتبره جريمة أيضا أن نظهر الأمر على غير الحقيقة وان نصور للناس عن طريق وسائل الإعلام ان هناك ثورة ثانية وان هناك شعب يثور هذا أمر أنا اعتبره جريمة لأننا لس ناأمام ثورة ثانية على الحقيقة ليس أمام شعب ثائر على الحقيقة قد يكون شعب له مطالب يتعرض لأزمات يريد حل الأزمات التي يعيشها ليلا نهار ولكن ليس هناك شعب يقوم الآن بثورة حتى نصور المشهد على انه ثورة ثانية .
فقلت لابد من إضافة بند أخر يتعلق بأن الإعلام يجب أن يلتزم بنبذ العنف وعدم تصوير المشهد على أنه ثورة ثانية .
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه