قالت السفيرة الأمريكيةبالقاهرة آن باترسون أن مصر خطت خطوات كبيرة في العامين منذ 25 يناير 2011 حيث حدثت انتخابات اعتبرت عادة حرة ونزيهة أدت لانتخاب رئيس جديد، على الرغم من الجدل الكبير الذي أثاره سير العملية ثم حدث استفتاء أيد دستورا جديدا ولكن في حين أن الانتخابات والدساتير جزء ضروري من الديمقراطية، فهي ليست كافية. لكي تستكمل مصر المرحلة الانتقالية المؤدية إلى دولة ديمقراطية حرة، فإنها تحتاج أكثر من ذلك بكثير. وقالت السفيرة الأمريكيةبالقاهرة - في الكلمة التي ألقتها خلال لقاؤها بأعضاء أندية الروتارى بالإسكندرية مساء اليوم الأحد -أن الديمقراطية تحتاج إلى مجتمع مدني صحي ونشط فالمنظمات غير الحكومية تعتبر حيوية - وليس فقط المنظمات غير الحكومية السياسية، ولكن أيضا المنظمات مثل نادي الروتاري الدولي الذي يعمل في مجالات واسعة النطاق. لقد تقابلت أنا وموظفي السفارة مع منظمات غير حكومية تركز على تحسين التعليم، وخلق فرص العمل، وتعزيز الحوار بين أتباع الديانات المختلفة، ورعاية روح المبادرة، وتوفير فرص للتدريب المهني. هذه ليست سوى عينة صغيرة مما تتسم يمكن لمجتمع مدني حيوي القيام به بالنسبة لبلد وشعبه، دون داعي لإثقال كاهل خزانة الدولة.
وقالت باترسون إن عبء تكوين المجتمع المدني ورعايته لا يلقي علي عاتق المسئولين المنتخبين. بل الذين ذهبوا إلى ميدان التحرير منذ عامين وأسقطوا ديكتاتورا وحصلوا علي حريتهم، وفعلوا ذلك بقليل من العنف بشكل مبهر و كانت شجاعتهم عندما اتحدوا لحماية متحف القاهرة ومكتبة الإسكندرية مصدرا للإلهام. ولكن الشجاعة تحتاج أن تكون مقترنة بالالتزام بالعمل الشاق لبناء الأحزاب السياسية والانخراط في العملية الانتخابية.
وأشارت إلى انه حان الوقت الآن لبناء الهياكل السياسية للبلاد حيث يحتاج نشطاء مصر إلى توجيه شجاعتهم وجهدهم لإنشاء المؤسسات السياسية - وليس مجرد الهياكل القانونية، ولكن المؤسسات حقيقية تحظى باحترام واسع من قبل جميع عناصر المجتمع وتكبح جماح القادة أو الجماعات التي قد تسعى لفرض إرادتها.
ولفتت السفيرة الأمريكيةبالقاهرة آن باترسون إلى انه يجب أن يجتمع النشطاء السياسيين في مصر علي تشكيل أحزاب سياسية فاعلة، والمشاركة في العملية الانتخابية، والالتزام بالعمل الشاق لبناء الدعم الشعبي للقيم التي يؤمنون بها.
فالذين سوف يبنون مستقبل مصر هم الأفضل في إيجاد الحلول الوسط المعقولة وبناء الإجماع الوطني لبناء مستقبل مصر الذي تستحقه.
وأكدت أن مصر سوف تحتاج إلى كل شعبها، بغض النظر عن دينهم أو خلفيتهم العرقية أو جنسهم لذلك، تحتاج مصر إلى ضمان حماية ومشاركة كاملة لكافة الأعضاء بمتسع نسيجها الغني من المواطنين وقالت لقد كان المسيحيون واليهود جزء لا يتجزأ من مصر منذ آلاف السنين. ومصر هي أيضا موطن لأتباع ديانات وطوائف أخرى ، مؤكدة أن العديد من هؤلاء يشعرون بالخوف الآن عدم وجود دور لهم أو أنهم سيكونون غير آمنين في مستقبل مصر. هم بحاجة إلى معرفة أنهم موضع ترحيب وان مساهماتهم في المجتمع تلقي الاحتضان والتشجيع.
وأشارت باترسون إلى انه بالمثل، فإن المرأة هي نصف المجتمع، بل هي قوية، وذكية، وقادرة ولا تخاف..لقد وقفت المرأة لسنوات كثيرة جنبا إلى جنب مع الرجل للعمل معا لبناء هذا البلد.. والآن ليس الوقت المناسب للتراجع عن مشاركتها.
وأضافت قد أشارت كريستين لاجارد رئيس صندوق النقد الدولي في دافوس في 23 يناير الماضي إلى أن جميع الدراسات تشير إلى الفوائد الاقتصادية للمشاركة الكاملة للمرأة في قوة العمالة، وفي الاقتصاد، وفي المجتمع. فالمجتمعات التي تتعلم إعطاء المرأة الفرصة للمشاركة الكاملة في قوة العمل جنبا إلى جنب مع الرجال تتمتع بنمو اقتصادي أسرع.
ومصر تحتاج إلى النمو الاقتصادي وحده بشدة الآن..فمن الصعب أن تنتشر الديمقراطية مع انتشار الفقر والركود الاقتصادي.