مواجهات عنيفة بعد محاولة الاحتلال اقتحام الأقصى الفلسطينيون يمنعون جنود الاحتلال من اقتحام الأقصى القدسالمحتلة : افادت مصادر إخبارية بانتهاء حالة التوتر التي خيمت على البلدة القديمة والمسجد الاقصى في القدسالمحتلة بعد المواجهات العنيفة التي اندلعت صباح اليوم الأحد بين قوات الاحتلال الإسرائيلي التي حاولت اقتحام ساحة الحرم القدسي وبين عدد من الفلسطينيين حاولوا التصدي لهذا الاقتحام ، مما اسفر عن سقوط 25 جريحا، كما تم اعتقال 20 آخرين. واستخدمت قوات الاحتلال الهراوات وقنابل الصوت والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المعتصمين الفلسطينيين داخل الحرم لإتاحة المجال للمستوطنين لاقتحامه. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال اعتقلت 20 معتصما فلسطينيا و منعت الفلسطينيين من الدخول للحرم كما منعت مركبات وحافلات من الداخل الفلسطيني من الوصول إلى البلدة القديمة. وذكرت شرطة الاحتلال أن ثلاثة من عناصرها اصيبوا في الاشتباك. وقالت مراسلة قناة " الجزيرة " الاخبارية إن المواجهات امتدت بين الشرطة الاسرائيلية والفلسطينيين الى أزقة البلدة القديمة وحواريها ، حيث أن محرك الكهربا بالمدينة قد احترق عقب الموجهات. في غضون ذلك ، أقدمت قوات الاحتلال على قطع التيار الكهربائي عن المسجد الاقصى والمساجد المحيطة فى خطوة تستهدف منع اطلاق نداءات الاستغاثة لحماية الاقصى من المستوطنين الذين يبذلون محاولات جادة لاقتحامه وتدنيسه. ووضعت قوات الاحتلال فى حالة تأهب فى البلدة القديمة من المدينة ودفعت بمزيد من قواتها الخاصة الى المنطقة وأوقفت عشرات تلاميذ المدارس وأخضعتهم لعمليات تفتيش اثر هتافات أطلقها التلاميذ تدعوا لنصرة الاقصى وحمايته وأطلقت تهديدات باغلاق المدارس الى ذلك ، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الشرطة اعتقلت مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر للاشتباه بقيامه بالاخلال بالنظام العام والاعتداء على افراد الشرطة ودعوة متظاهرين الى تنظيم مسيرة احتجاجية. وقد اقتيد حاتم عبد القادر الى قسم الاقليات التابع للشرطة للتحقيق معه. ويؤكد محللون على ان جميع المحاولات الاسرائيلية تهدف الى فرد وضع جديد يؤدي الى سيطرة صهيونية في بعض الاماكن بالبلدة القديمة والتي تتبع الاوقاف والتي تشرف عليها الحكومة الاردنية.
وكانت تنظيمات يهودية من بينها تنظيم يسمى "منظمة حقوق الإنسان في جبل الهيكل" قد دعت إلى المشاركة في مراسم إحياء ما يسمى ب "يوم صعود رامبام" وفي مؤتمر لتشجيع اليهود على الدخول للحرم القدسي. وفرضت قوات الاحتلال منذ مساء يوم أمس حصارا مطبقا على الحرم القدسي، ونشرت قوات كبيرة في محيطه وفي داخله. وأعلنت أنها ستسمح للمستوطنين والسياح الدخول إلى باحة الحرم وتوفير الحماية لهم، الأمر الذي اثار ردود فعل فلسطينية منددة، وصدرت دعوات للقدوم إلى الحرم القدسي لحمايته من اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال. وكانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت أنها لن تفرض قيود على أعمار من يدخلون الحرم لكن عدد كبير منعوا من دخول صلاة الفجر لان اعمارهم تقل عن 45 . وتحاول الشرطة إدخال جماعات يهودية متطرفة لأداء شعائر تلمودية بمناسبة ما يطلقون عليه يوم صعود الرمبام إلى جبل الهيكل، لكن الحركة الاسلامية داخل الخط الأخضر دعت الفلسطينيين لأن يهبوا للدفاع عن المسجد. وقال أحد المصلين إن الشرطة اقتحمت المسجد بالفعل من بوابة المغاربة وتطوق الآن المسجد وتمنع اي مسلم من دخول المسجد . اعتداء سافر ومن جانبها ، حذرت الرئاسة الفلسطينية من "تداعيات خطيرة" للمواجهات بين المصلين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى بمدينة القدس. وطالب نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية , في بيان صحفي,الحكومة الإسرائيلية بوقف كافة الإجراءات "الاستفزازية" بحق الفلسطينيين في القدس. وقال أبو ردينة إن "القدس خط أحمر لا يمكن تجاوزه".وطالب المجتمع الدولي خاصة الرباعية الدولية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية للكف عن هذه الإجراءات "التي لا تخدم سوى توتير الأوضاع في المنطقة". وبدوره ، قال يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ان حماية المسجد الاقصى تقع على عاتق الشعوب الاسلامية والعربية جميعا, ولا يجوز للعرب والمسلمين السكوت عن مثل هذا الافعال. وناشد القرضاوي في اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة" الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وملك المغرب محمد السادس المسؤول عن لجنة القدس، وكذلك العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز بالتحرك لمناصرة المسجد الاقصى وطالب منهم تحمل مسؤوليتهم تجاه المسجد. وقال ان بصفته رئيس لمؤسسة الاقصى العالمية يطالب بتقديم شكوى لليونسكو ضد الممارسات الإسرائيلية باعتباره اثرا عالميا. و ادان الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين أحسان أوجلو قيام القوات الخاصة الاسرائيلية باقتحام الاقصى . واكد اوجلو أن الاعتداء على المسجد الاقصى هو اعتداء سافر على مقدسات المسلمين واصفا الاقتحام المتكرر للحرم القدسى الشريف بالامر البالغ الخطورة والذى من شانه أن يقود الى نتائج لا تحمد عقباها لافتا الى أن تزايد الاعتداءات الاسرائيلية على مقدسات المسلمين فى المدينة المقدسة يستوجب وقفة جادة للامة من أجل الدفاع عن حرماتها . وناشد الامين العام المجتمع الدولى العمل على حمل اسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي ووقف اعتداءاتها على الاماكن المقدسة ، وحذر من أن أى ضرر يلحق بالمسجد الاقصى المبارك والمقدسات الاخرى سوف تكون له لدى المسلمين والموءمنين فى العالم عواقب وخيمة لا يمكن التنبوء بأخطارها على الامن والسلم الدوليين. التميمي يحذر وكان قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي قد حمل الحكومة الإسرائيلية مسئولية أي احتكاكات وتوترات قد تحدث في مدينة القدسالمحتلة ، بعد إعلان الجماعات الإسرائيلية المتطرفة نيتها اقتحام المسجد الأقصى مناسبة ما يطلقون عليه يوم صعود الرمبام إلى جبل الهيكل. وأضاف التميمي أن الاستعدادات لعملية الاقتحام بدأت بتوزيع أكثر من 30 جماعةً يهوديةً متطرفةً ملصقات تدعو لحشد أنصارهم بالقرب من المدينة المقدسة تمهيدا لعملية الاقتحام. وكشف التميمي عن عمليات تدريب واسعة قام بها أفراد من الشرطة الإسرائيلية لاقتحام المسجد وحماية أعضاء تلك الجماعات ، مؤكدًا أن "المسجد الأقصى المبارك يتعرض لأكبر مؤامرة تحيكها سلطات الاحتلال حيث قامت سراً بعمليات تصوير واسعة لساحاته ومبانيه ووضعت الخطط والرسومات والخرائط تمهيدا لتقسيمه على غرار الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل". وطالب المجتمع الدولي واللجنة الرباعية بالتدخل السريع لمنع إسرائيل من مواصلة عدوانها على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مستصرخا أبناء الأمة أن يهبوا "لنصرة المسجد الأقصى". وكانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت مساء السبت أنها ستعزز انتشارها في محيط المسجد الأقصى وفي أحياء مدينة القدس. وقال متحدث باسم الشرطة إن ذلك يأتي "عقب نداءات أطلقها عدد من رجال الدين المسلمين في المدينة للوصول إلى منطقة الحرم القدسي". وأكد المتحدث الإسرائيلي إصرار الشرطة على السماح لليهود بأداء طقوسهم في المسجد الأقصى، وقال "إن الشرطة سترد بصرامة على أي محاولة للإخلال بالنظام وتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي ومحيطه". وأضاف "رغم هذه الإجراءات الاستثنائية سيسمح للمصلين المسلمين بأداء الصلاة في الحرم القدسي كما سيسمح للزوار اليهود بدخول الحرم"، على حد تعبيره.