رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي وطريقة استخراجها مستعجل من المنزل    حكام مباريات الأحد في الجولة السادسة من المرحلة النهائية للدوري المصري    محافظة سوهاج تكشف حقيقة تعيين سائق نائباً لرئيس مركز    وزيرا خارجية السعودية وبريطانيا يبحثان مستجدات الأوضاع    «التعاون الخليجي» يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    انتهاء هدنة عيد النصر بين روسيا وأوكرانيا    الخارجية الهندية تتهم باكستان بانتهاك وقف إطلاق النار    التجويع جريمة حرب    سوبر هاتريك سورلوث يقود أتليتكو مدريد للفوز على سوسيداد برباعية    احتدام المنافسة على البقاء بين مصطفى وكوكا.. نانت يتعادل مع أوكسير ولو هافر يخسر من مارسيليا    فيديو| حريق هائل في مطعم بمصر الجديدة يمتد إلى مبنى سكني ومحال مجاورة    «ذروة الحرارة وانكسارها».. حالة الطقس المتوقعة من الأحد إلى الجمعة (رياح مثيرة للأتربة)    إخلاء منزل آيل للسقوط بمدينة طوخ بالقليوبية حفاظًا على سلامة المواطنين    إصابة شاب صدمه قطار بمحطة سكة حديد أبوتشت بقنا    5 مصابين في انقلاب ميكروباص بالمنيا بسبب السرعة الزائدة    سهير رمزي: بوسي شلبي كانت زوجة محمود عبد العزيز وسندًا له حتى لحظة وفاته    في أهمية صناعة الناخب ومحاولة إنتاجه من أجل استقرار واستمرار الوطن    خالد الغندور: مباراة مودرن تحسم مصير تامر مصطفى في الإسماعيلي    راموس يقود باريس سان جيرمان لاكتساح مونبلييه برباعية    «بعد الأزمة».. خالد الغندور يكشف حارس الزمالك أمام بيراميدز    «أتمنى تدريب بيراميدز».. تصريحات نارية من بيسيرو بعد رحيله عن الزمالك    باسم مرسي يكشف أسباب رفضه اللعب في مصر    بعد أيام من رحيله.. سامي قمصان يتحدث عن صفقة انتقال زيزو إلى الأهلي    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروعات التطوير بمارينا وكومبوند مزارين بالعلمين الجديدة    وزيرة التضامن ترد على مقولة «الحكومة مش شايفانا»: لدينا قاعدة بيانات تضم 17 مليون أسرة    تصل ل1600 جنيه.. جدول زيادة المرتبات 2025 الجديد بعد توجيهات السيسي (تفاصيل)    باكستان تجدد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار مع الهند    رئيس الوزراء الباكستاني: انتصرنا ب«لا إله إلا الله» ودعوات جنودنا في سجودهم    تحذيرات رسمية من خطر انهيار آلاف العقارات بكورنيش الإسكندرية.. "عاطف عبد اللطيف لا بد من إدخال الشركات الخاصة للإنقاذ    أمانة العضوية المركزية ب"مستقبل وطن" تعقد اجتماعا تنظيميا مع أمنائها في المحافظات وتكرم 8 حققت المستهدف التنظيمي    افتتاح النسخة الثالثة لمعرض البورتريه المعاصر بجاليري قرطبة.. الأربعاء    مفاجآت وتفاصيل جديدة.. بيان لأسرة محمود عبدالعزيز للرد على أزمة بوسي شلبي    لا تتعامل بسطحية مع الآخرين.. توقعات برج الحمل اليوم 11 مايو    ضع راحتك في المقدمة وابتعد عن العشوائية.. حظ برج الجدي اليوم 11 مايو    حان وقت التخلص من بعض العلاقات.. حظ برج القوس اليوم 11 مايو    أبرزها الإجهاد والتوتر في بيئة العمل.. أسباب زيادة أمراض القلب والذبحة الصدرية عند الشباب    تبدأ قبلها بأسابيع وتجاهلها يقلل فرص نجاتك.. علامات مبكرة ل الأزمة القلبية (انتبه لها!)    منها «الشيكولاتة ومخلل الكرنب».. 6 أطعمة سيئة مفيدة للأمعاء    بحضور مدبولي وكبار رجال الدولة.. وزير العمل يعقد قران ابنته (25 صورة)    بوتين يعبر عن قلقه بشأن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 11 مايو 2025 (آخر تحديث)    سعر الذهب اليوم الأحد 11 مايو محليًا وعالميًا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير (تفاصيل)    قلعة طابية الدراويش.. حصن مصري يحتضن حكاية اختطاف أعيان باريس    «رفضت تحبّه فقتلها».. محكمة النقض تُنهي قضية سلمى بهجت بالإعدام (القصة كاملة)    أخبار × 24 ساعة.. رفع معاش تكافل وكرامة ل900 جنيه يوليو المقبل    رسميًا.. جداول امتحانات السادس الابتدائي الفصل الدراسي الثاني 2025 بالمنيا    وزير الشئون النيابية يشارك بالاجتماع الوزاري الرابع للجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بالتجمع العمراني غرب الضبعة بالساحل الشمالي الغربي    صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : رسالة مفتوحة لمعالي وزير الأوقاف؟!    ضبط شاب حاول التعدي جنسيًا على طفلتين داخل عقار في إمبابة    نائب رئيس الوزراء: مصر تضع الملف الصحي بجميع ركائزه على رأس أولوياتها    رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة    عالم أزهري: خواطر النفس أثناء الصلاة لا تبطلها.. والنبي تذكّر أمرًا دنيويًا وهو يصلي    محافظ الدقهلية يتفقد مستشفى أجا في زيارة مفاجئة ويبدي رضائه عن الأداء    هادي الباجوري: شخصية هاني في «واحد صحيح» فيها جوانب مني| فيديو    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقية عقد توطين وتوريد 21 وحدة قطار مترو بواقع 189 عربة لمشروع مترو الإسكندرية.. مدبولى: هذا التوقيع تنفيذاً لتوجيهات الرئيس السيسى بالتوسع فى إنشاء شبكة من وسائل النقل الجماعى الأخضر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 10-5-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السكران: التعليم كارثى ويجب تغيير نصوصه فى الدستور
نشر في محيط يوم 26 - 01 - 2013

تسببت الأحداث التي شهدتها مصر في عدد من محافظاتها خلال إحياء ذكرى 25 يناير في تحول المناظرة التي كان قد أعلن عنها معرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن فعالياته للتحدث حول "مستقبل التعليم"، إلى ندوة حيث اعتذر اثنان من المحاضرين وهما د. أحمد الحلواني ود. محمد السروجي فيما لم يتمكن الدكتور كمال مغيث من الحضور بسبب الارتباك أيضا الذي سببته الأحداث في الطرق، و لم يحضر سوى الدكتور محمد السكران، الذي أكد أن حال التعليم في مصر مازال كارثى، وأنه لم يتغير بعد الثورة بل زادت الأمور تعقيدا.

وقال الدكتور محمد السكران، أستاذ أصول التربية بجامعة الفيوم، ورئيس رابطة التربية الحديثة: التعليم يعد وبكل المعايير قضية القضايا ووراء كل ما يحدث في المجتمع من إخفاقات أو نجاحات وهو الضمان الأساسي إن لم يكن الوحيد لنهضة الأمة وتقدمها في كل الميادين والمجالات، وعلى كل المستويات، ففي كل منها يوجد التعليم، تعلما وتعليما، علما وثقافة، فنهضة الأمم لا تتحقق بالثروات، ولا بحجم السكان، وإنما بالإنسان المتعلم، والمبدع على وجه الخصوص.

وأضاف السكران: هذا ما تؤكده حقائق التاريخ ومعطيات الواقع في العديد من دول العالم المتقدم منه والنامي، وضرب مثال باليابان ودول جنوب شرق أسيا، والتي وصلت من التقدم ما يفوق الغرب الأوروبي منه والأمريكي.

أما فيما يتعلق بمستقبل التعليم المصري فإنه ينبغي علينا بداية التفرقة بين "مستقبل التعليم"، "وتعليم المستقبل"، فمستقبل التعليم يعني ببساطة ما سوف يكون عليه التعليم في المستقبل بناء على ماضيه وحاضره، وأنه محصلة ماضي وحاضر التعليم، أما "تعليم المستقبل" فإنه يعني ما ينبغي أن يكون عليه في المستقبل في ضوء تحديات وتوقعات المستقبل.

وأكد السكران أن مستقبل التعليم المصري كارثي وذلك في ضوء تاريخه وواقعه فإنه وكما تؤكد حقائق التاريخ ومعطياته، وعشرات الدراسات والمؤتمرات، أنه سيكون مستقبلا محفوفا بالمخاطر، ولم لا وقد عانى وما يزال يعاني بالدرجة التي بات معها الحديث عن هذا الوضع مملا، من كثرة تكراره، ويكفي أن نشير وعلى سبيل المثال لا الحصر أن تعليمنا المصري كان ولا يزال، يعاني ظروفا وأوضاعا اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية قاسية، عملت على اهتزاز بنيانه واضطراب سياساته وفقدان الثقة في أهميته وجدواه.

وأوضح أن من أسباب سوء التعليم في مصر أن المنظومة التعليمية تعنى الوزير، الذي لابد أن يصدر قرارات باسمه، حتى وإن لم يمكث في الوزارة بضعة شهور أو أيام، المهم أن تكون له سياسة باسمه، وقرارات صادرة عنه، مما أدى إلى عدم استقرار السياسات والقرارات، حول موضوع تفرض طبيعته الاستقرار، والتأني في اتخاذ وتنفيذ قراراته.


كما أن التعليم يعاني من مركزية صارخة قاتلة لكل ابتكار، فتحولت إدارته إلى أداة للجمود والركود وفقدان الحماس والخوف من تحمل المسئولية.
وأضاف أن التعليم يحمل بذور الطبقية والثنائية البغيضة بين أنواعه بكافة أشكاله وصوره، ما بين حكومي وخاص، ديني ومدني، عام وفني، وطني وأجنبي.. وغيرها من الثنائيات التي أدت وتؤدي إلى الطبقية والانفصام والإزدواجية في الثقافة والشخصية المصرية.


وأشار إلى أن العملية التعليمية تتم في مدرسة تعاني أبسط مقومات الحياة الإنسانية وتحول دون القيام بأي نشاط تربوي، ناهيك عن المناخ الاجتماعي السائد الذي يعاني القهر والعنف وبات ظاهرة تهدد كياننا التعليمي والمجتمعي.

وتابع: التعليم في مصر يعمل من خلال طرائق ووسائل تبتعد تماما عن حاجات البيئة وظروفها، وميول ورغبات المتعلمين ومن خلال طرائق ووسائل تبتعد تماما عن المحتوى، وتتسم بالجمود والتخلف، وتساعد على الحفظ والاستظهار بل الغش والخوف والفزع وكل السلوكيات غير المقبولة أخلاقيا وتربويا واجتماعيا.

كما يعمل من خلال مناهج وطرائق تدريس تكرس ثقافة الذاكرة والعقلية الاتباعية لا الإبداعية الناقدة وترسخ الإتكاليه والفردية ومشاعر الاغتراب ومن ثم عدم القدرة على المبادرة وبذل الجهد والعمل الجماعي والولاء والانتماء للمجتمع المدرسي بل وللمجتمع كله.
كما أن التعليم ما يزال يعمل من خلال محتوى ومناهج وطرائق تحول دون تحقيق المواطنة أو تكرس ثقافة حقوق الإنسان والحفاظ على الثقافية القومية وتجانس الأمة فكرا ووجدانا .
أما عن ضعف الميزانية المخصصة للتعليم فقال السكران حدث ولا حرج حيث يحتل المرتبة الدنيا عند المقارنة بالوزارات الخدمية والإنتاجية والسياسية، وما تزال الميزانية دون مستوى 3.4% من الناتج القومي، يتم إنفاق معظمها على الأجور والمرتبات".
وقال السكران: بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير كان المأمول حدوث تغيرات وتطورات بنيوية في التعليم ووضع استراتيجية مستقبلية تكون على مستوى تطلعات وطموحات الثورة إلا أن هذا لم يحدث، أما ما حدث فينذر بمستقبل محفوف بالمخاطر للتعليم المصري، هذا إلى جانب التوسع في المدارس الدينية وأيضا المدارس التجريبية ذات المصروفات العالية والتي لا يستطيع الالتحاق بها أبناء الفقراء بل والتوجه إلى إنشاء فصل تجريبي داخل كل مدرسة حكومية، والتوجه إلى إسناد المشروعات الجامعية لشركات قابضة، وتحويل الساعات المعتمدة لهذه الشركات.

وأكد السكران وجود عديد من الثغرات في النصوص المتعلقة بالتعليم في الدستور الجديد ومن هذه الثغرات: إخضاع جميع المؤسسات التعليمية لما يطلق عليها خطة الدولة، لابد من إخضاعها لخطط التنمية والمشاريع القومية، وأيضا صياغة النصوص المتعلقة بمجانية التعليم صياغة ممكن أن تقضي إلى تخلي الدولة عن مسئولياتها إزاء هذه المجانية.

وأشار إلى أنه من الملفت للنظر والمثير للعجب صعوبة أن تجد التعليم على أجندة برامج من يتنافسون من السياسيين في الانتخابات تشريعية كانت أم رئاسية، مما يؤكد قلة الاهتمام بالتعليم عند مقارنته بالأنشطة الأخرى سياسية كانت أم اقتصادية.
ولمواجهة الأخطار الخاصة بالتعليم وغيرها، طالب السكران بضرورة حيادية التعليم ومقاومة كل محاولات تدخل السياسة فيه أيا كانت نوعية هذه السياسة وتوجهاتها، ويمكن أن يتحقق هذا من خلال إنشاء مجلس وطني للتعليم، بعيدا عن السياسة وتقلباتها والتيارات الدينية وتوجهاتها، وبعيدا عن هيمنة الأجهزة التنفيذية والتشريعية.

كما طالب بوضع رؤية مستقبلية للتعليم المصري تستمد مقوماتها من فلسفة واضحة قادرة على مواجهة تحديات المستقبل ومن حاجات المجتمع وتطلعاته للنهضة والتقدم ومنطلقه من قيم وثقافة الدولة المدنية العصرية ومن ثوابت الهوية والذات القومية.

وضرورة أن تتضمن النصوص الدستورية وبوضوح التزام الدولة بتوفير التعليم للجميع وبالمجان في جميع المراحل التعليمية وعلى استقلال الجامعات وحرية البحث العلمي دون قيد أو شرط إلا قيد العلم وقيمه والتزاماته العلمية.

يؤكد السكران: نريد تعليما يكرس ثقافة الدولة المدنية والمواطنة وحقوق الإنسان ويعمل من خلال تميز الأفراد ولا تمايزهم بسبب الجنس أو العقيدة أو الاتجاهات والأيدلوجيات والانتماءات الحزبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.