ستظل قضية تطوير وتحديث التعليم في مصر القضية الخطيرة والمهمة جدا والتي تحتاج الي حلول عاجلة ومستقبلية لانه مهما بحثنا في قضايانا المختلفة الاخري سنجد ان الاصل في جميع المشاكل التي نواجهها سوء التعليم الذي اذا نجحنا في حل مشاكله سنجد الطريق ممهدا لنجاح باقي القضايا. وفي رسالة للدكتور محمد سكران استاذ العلوم التربوية ورئيس رابطة التربية الحديثة يري ان الساحة المصرية في الوقت الحاضر تشهد أحداثا, ومواقف واتجاهات متباينة حول ما ينبغي أن تكون عليه مستقبل الدولة المدنية, فهناك من يري أن مصر بعمقها التاريخي والحضاري, وبحكم موقعها في المنطقة, وما تحظي به من مكانة عالمية متميزة, لابد وأن تكون دولة مدنية عصرية, في حين أن هناك من يدعو إلي أن تكون مصر دولة دينية, ومن هؤلاء وأولئك من يري أن مصر لابد وأن تكون دولة مدنية ولكن بمرجعية دينية, إلي جانب توجهات الأحزاب الليبرالية والعلمانية, الصوفية والسلفية. باختصار- كما يقول الدكتور سكران- تعيش مصر الآن مرحلة زمنية حاسمة تستدعي من الكل أعمال الفصل والفكر, ودراسة معطيات الواقع المحلي والعالمي, حول نوعية الدولة التي ينبغي أن تكون عليها مصر المستقبل, وما دور التعليم في هذا المجال؟وقد اتفق العلماء والمثقفون خلال بحث هذه القضية أن للتعليم دوره المهم في نشر وتكريس ثقافة الدولة المدنية, من خلال عشرات الآليات والإجراءات والمنظومات, والسياسات, ويأتي في مقدمتها احداث تغيير في وظيفة التعليم والهدف منه بحيث يتم التركيز علي وظيفة' بناء العقل', باعتبار العقل أساس العلم والنهضة والتقدم ولارتباطه الوثيق بالمستقبل وأن يعمل التعليم من خلال ثقافة الإبداع باعتبار الابداع هو العملة الصعبة في عالم يتميز بالتسارع في تغييره وتطوره, وفيه لا يقاس تقدم الأمم بعدد سكانه أو امتلاكه المواد الخام وإنما بعدد مبدعيه وضرورة الربط بين التعليم واحتياجات المتعلمين, والبيئة التي يعمل من خلالها فلكل بيئة احتياجاتها ومتطلباتها التعليمية التي تختلف عن الأخري وأن تعمل المنظومة التعليمية علي غرس مفاهيم الحرية والديمقراطية, والمشاركة السياسية وتعميق مفاهيم وأخلاقيات وثقافة الدولة المدنية والعمل علي تكوين الوعي الصحيح بالدولة المدنية وثقافتها. ويؤكد في نهاية رسالته اننا نريد تعليما يعمل علي تعميق وتنمية ثقافة الدولة المدنية العصرية, والوعي بمتطلباتها, خاصة ونحن نعيش مرحلة تحول سياسية وديمقراطي, كما أننا نعيش عشرات التحولات المحلية والإقليمية والعالمية, والتي تفرض التعامل معها بعقليات مبدعة, وتأكيد أن مصر التاريخ والحضارة وأنها المستقبل الواعد. الي هنا تنتهي رسالة الدكتور محمد سكران ولكن ستظل قضية التعليم هي المفتاح لحل مشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها فهل سنبدأ؟ [email protected] المزيد من أعمدة محمد حبيب