رحلت عن عالمنا صباح اليوم الكاتبة المصرية والقاصة ليى الرملي . اتسمت لغة الرملي بالإبداع، وأشاد النقاد بأعمالها، وفي مجتزأ من إحدى قصصها بعنوان "شوق السنين" تقول الرملي : بين أحضان النوم تململت يدوي في أذنيها صوت لا تعي ما هيته أو مصدره، هل هو جزء من حلم لم يكتمل؟ أم هو آت من عالم اليقظة؟ أستكانت للذة دفء الفراش بعد ان سكن الصوت وتلاشي، لكنه سرعان ما عاد مرة أخري يلح علي أذنيها، مما أضطرها الي فتح عينيها، والتلفت بحثا عن مصدره، ثم رفعت سماعة الهاتف الراقد بجوارها لتخرسه. استقبلت أذناها صوتا رخيما، ميزته سريعاً وكأنها نامت علي نبراته بالأمس، إنساب داخلها بعذوبة يوقظ مشاعرها، يزلزل كيانها، همست لنفسها أخيرا تذكرني.. ما الذي أعاده بعد طول غياب؟ ولماذا الآن؟ تري ماذا فعلت فيه السنون؟) خشيت افساد اللحظة فكبلت تساؤلاتها طال بينهما الحديث وتشعب في قفزات سريعة متوترة. حلق بها صوته الي عنان السماء، طارت بأجنحة النشوة، لم تعد تدري ان كانت تعيش حالة يقظة أم نوم، رأته يطوقها بذراعه، يجوب بها المدينة تفضحهما النشوة في عيونهما، تجردها عيناه الجريئتان من ملابسها، تضاجعانها علي قارعة الطريق وعلي مرآي من المارة. انتبهت علي صوته يطلب رؤيتها، وقبل ان تجيب طلبه حدد هو موعدا ومكانا للقائهما، طارت بها الفرحة، فكم كانت تخشي انتهاء المحادثة دون هذا الطلب، تفجرت داخلها ينابيع حب، كانت قد ظنتها جفت، وأدارت رأسها أحاسيس شبقة كانت تتصورها شاخت، فردت عليه بلهفة فشلت في تلجيمها: - أمازلت تتذكر هذا المكان؟ سوف تجدني في الموعد أعادت السماعة الي مكانها وهي ساهمة، تسترجع ملامح ذلك المكان الذي لطالما أحتضن حبهما وظللهما بظله الحاني، هامت بين جنبات البيت بذهن شارد وعينين حالمتين تتفتح داخلها أماني ظنتها ذبلت وماتت منذ زمن، تمنت ان يضمها لصدره عند اللقاء، حنت للذة القتاء جسديهما، شعرت بأنامله تداعب وجنتيها، وشفتاه تعتصران شفتيها تلاحقت دقات قلبها، وتوسلت عيناها إلي ساعة الحائط تستعجلها. وقفت أمام المرآة تتأمل جسدها تتحسس بصمات الزمن علي ملامح وجهها، تتساءل ان كان سيراها بعين الماضي أم عين الحاضر، طالت وقفتها وتعددت تخميناتها لردود أفعاله، التقت عيناها بعقارب الساعة، فوجئت باقترب موعد اللقاء، هرولت صوب صوان ملابسها، تجول عيناها بين الوان ومودلات ملابسها وهي تهمس: أود أن يراني في أبهي صورة. طالت حيرتها لكنها خافت ضياع الوقت، فحسمت موقفها وسحبت رداء تذكرت عشقه للونه الأخضر، ارتدته سريعا ثم اكملت زينتها القت نظرة سريعة علي صورتها في المرآة، وانطلقت تلمع عيناها ببريق الفرح، تعانق الدنيا ومن فيها، تجاهد من أجل ترتيب افكارها لكنها عجزت، غرقت في دوامة الاضطراب، تسابق عيناها سيارة الاجرة التي اقلتها، عاجزة عن تحمل دفقات الشوق التي تتفجر داخلها