الرباط: حرص مسؤولون مغاربة على ابراز عدم لقاء اي مسؤول رسمي مغربي مع تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة اثناء تواجدها يوم الجمعة الماضي في طنجة للمشاركة في منتدى ميدايز للحوار جنوب جنوب والذي نظمه ابراهيم الفاسي الفهري نجل وزير الخارجية المغربي. وذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية ان وكالة الانباء المغربية الرسمية تجاهلت اية اشارة حول حضور ليفني زعيمة حزب كاديما المعارض للمنتدى الدولي حول السلام في منطقة الشرق الأوسط "منتدى ميدايز" ولم تورد اسمها في لائحة الشخصيات التي شاركت بالحضور، كما لم توزع اية قصاصة حول المداخلة التي قدمتها ليفني في المنتدى ، في المقابل ابرزت الوكالة حضور رفيق الحسيني مدير ديوان الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال المنتدى او النشاطات التي قام بها على هامش حضوره بطنجة. وكان سمير عطية رئيس تحرير النسخة العربية من "لوموند ديبلوماتيك" قد اعلن انسحابه من "ميدايز" حيث كان من المقرر ان يشرف على تسيير احدى الندوات المبرمجة بالمنتدى وربط سمير عطية انسحابه باحتجاجه على حضور تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة. وقال عطية ان البرنامج ولائحة الشخصيات المدعوة للمنتدى الذي ارسل له لم يتضمن ذكر تسيبي ليفني كما انسحب من المنتدى احتجاجا على حضور ليفني الباحث المغربي المهدي لحلو الذي كان مقررا ان يشارك بعرض حول الماء والبيئة. وقوبلت زيارة تسيبي ليفني المتهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية باحتجاجات شعبية مغربية نظمتها مجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين والعراق مقابل الفندق الذي احتضن جلسات المنتدى، وشارك به المئات من الناشطين الذين قدموا من مختلف المدن المغربية كما نظم ناشطون يساريون وقفة احتجاجية بوسط المدينة. واعلن الاعضاء المغاربة في المؤتمر القومي الاسلامي بعد اجتماع عقد بالرباط مساء يوم الجمعة "احتجاجهم الشديد على دعوة رموز الإجرام الصهيوني وفي مقدمتهم المجرمة ليفني وإدانتهم لتصرف السلطة المغربية بالسماح لهم بدخول التراب المغربي وأيديهم ملطخة بدماء الضحايا من أطفال وشيوخ ونساء ورجال فلسطين في استهتار واضح بمشاعر ومواقف الشعب المغربي المناصر لقضية فلسطين وفي الوقت الذي يستمر فيه تهويد القدس وبناء آلاف المستوطنات". كما ادان هؤلاء الناشطون "كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني وينبهون إلى خطورة ما يقع فيه بعض المواطنين المغاربة من استدراج للتطبيع مع العدو الصهيوني قصد محاولة بث الفرقة في النسيج الاجتماعي و الثقافي المغربي". و وتأتي مشاركة ليفني في لقاء طنجة لتطرح تحديا أخلاقيا على الدبلوماسية المغربية بحكم أن الرباط التي يترأس عاهلها الملك محمد السادس لجنة القدس تعتبر من أشد المنددين بالاعتداءات الإسرائيلية ضد قطاع غزة ومن أشد المنددين بسياسة إسرائيل في المستوطنات، ولكنها في الوقت ذاته تقبل مشاركة مسؤولة وزعيمة حزب (كاديما) يعتبرها قضاء بعض الدول الأوروبية بالإرهابية.