شدد فضيلة الإمام الأكبر أنَّ مصر لم تعرف قط حربًا أهلية ولا حربًا دينيَّة ولا مذهبيَّة ولا عرقيَّة، وأنها كما يطمئننا القرآن الكريم، والسنة النبوية والحضارة الإسلامية، أنها كانت وستظل بلد الأمن والطمأنينة وهي كنانة الله في أرضه، ومَن أرادها بسوء قصمه الله، مؤكدا أنَّ بيت العائلة المصرية بلجانه المتعددة وأنشطتها مستمر في لقاءاته واجتماعاته على طريق استعادة القيم المصرية العُليا لتقديم نموذج فريد للتعايش. ووعد شيخ الأزهر أنَّ الأزهر يعد لإنشاء قناته لتكون منبرا للفكر الوسطي المعتدل والمتسامح لنظل أمة وسطا كما يقول القرآن الكريم، وأكد قداسة البابا على هذه المعاني وعلى أهمية قناة الأزهر وعلى ثقته وثقة الكنيسة في هذه الأخوة وروح التعاون التي ستمضي قدما إلى الأمام إن شاء الله.
جاء ذلك خلال زيارة الإمام الأكبر للأنبا "تواضروس" بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المركسية؛ وذلك لتهنئة الإخوة الأقباط بمناسبة احتفالاتهم بأعياد الميلاد المجيد. مصاحبا له وفد رفيع المستوي من هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية وقيادات الأزهر ضمَّ كلاًّ من: فضيلة الشيخ عبد التواب قطب، وكيل الأزهر الشريف.
كما ضم الوفد الدكتور علي جمعه، مفتي الجمهورية، والدكتور محمود حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء، والسفير محمود عبد الجواد، المستشار الدبلوماسي لشيخ الأزهر، والدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار، والشيخ علي عبدالباقي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والشيخ توفيق عبد العزيز، رئيس قطاع مكتب شيخ الأزهر، والشيخ جعفر عبدالله، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية.
وجرت خلال اللقاء أحاديث وديَّة تدور كلها حول الوطن والمحبة والرحمة كقيمتين من أعلى القيم المسيحية والإسلامية وهما جناحان يمكن أنْ تحلق بهما مصر في جوٍّ من الأمان والطمأنينة والتقدُّم والأخوة، تلك القيم التي عاشت بها مصر منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان.
وأضاف فضيلته أن من سنة الله في خلقه أن خلقهم مختلفين في اللون والجنس واللغة والدين، قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ}.
ومن جانبه، أكَّد فضيلة المفتي على القيم ذاتها وعلى هذه المعاني العالية وعلى ضرورة تبادل اللقاءات والتهنئة والتحية بين الإخوة في الوطن، وهذا من صميم روح الإسلام.