قام الإمام الأكبر د.أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف – على رأس وفد رفيع المستوي من هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية وقيادات الأزهر ضمَّ كلاًّ من: فضيلة الشيخ عبد التواب قطب، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور علي جمعه، مفتي الجمهورية، وفضيلة الدكتور محمود حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء، والسفير محمود عبد الجواد، المستشار الدبلوماسي لشيخ الأزهر، والدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار، والشيخ علي عبدالباقي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والشيخ توفيق عبد العزيز، رئيس قطاع مكتب شيخ الأزهر، والشيخ جعفر عبدالله، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، بزيارة الأنبا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المركسية؛ وذلك لتهنئة الإخوة الأقباط بمناسبة احتفالاتهم بأعياد الميلاد المجيد. وجرت خلال اللقاء أحاديث وديَّة تدور كلها حول الوطن والمحبة والرحمة كقيمتين من أعلى القيم المسيحية والإسلامية وهما جناحان يمكن أنْ تحلق بهما مصر في جوٍّ من الأمان والطمأنينة والتقدُّم والأخوة، تلك القيم التي عاشت بها مصر منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان. وفي آخِر الزيارة جرى حديثٌ صحفي سأل فيه الإعلاميون الإمام الأكبر وقداسة البابا وفضيلة المفتي حول رؤيتهم لمستقبل الوطن، وأكدوا جميعًا أنهم يُراهنون على طبيعة الشعب المصري الطيبة والسلمية وإيمانها العميق منذ زمن مُغرق في القدم بتلك السماحة التي لم يُعرَف في أيِّ بلد قبل وادي النيل، وذكر فضيلة الإمام الأكبر أنَّ مصر لم تعرف قط حربًا أهلية ولا حربًا دينيَّة ولا مذهبيَّة ولا عرقيَّة، وأنها كما يطمئننا القرآن الكريم وكما تقول السنة النبوية وكما تذكر الحضارة الإسلامية، وأنها كانت وستظل بلد الأمن والطمأنينة وهي كنانة الله في أرضه، ومَن أرادها بسوء قصمه الله. وأضاف فضيلته أن من سنة الله في خلقه أن خلقهم مختلفين في اللون والجنس واللغة والدين، قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ}. وأكد الإمام الأكبر على أنَّ بيت العائلة المصرية بلجانه المتعددة وأنشطتها مستمر في لقاءاته واجتماعاته على طريق استعادة القيم المصرية العُليا التي زرعها الإيمان وحرص المسيحيين والمسلمين معا على تقديم نموذج فريد للتعايش للإسلامية كلها. وذكر الإمام الأكبر أنَّ الأزهر يعد لإنشاء قناته لتكون منبرا للفكر الوسطي المعتدل والمتسامح لنظل أمة وسطا كما يقول القرآن الكريم، وأكد قداسة البابا على هذه المعاني وعلى أهمية قناة الأزهر وعلى ثقته وثقة الكنيسة في هذه الأخوة وروح التعاون التي ستمضي قدما إلى الأمام إن شاء الله. كما أكَّد فضيلة المفتي على القيم ذاتها وعلى هذه المعاني العالية وعلى ضرورة تبادل اللقاءات والتهنئة والتحية بين الإخوة في الوطن، وهذا من صميم روح الإسلام.