ذكر راديو "فرنسا الدولي" في تقرير مطول حول الأوضاع في سوريا ، أنها شهدت عاما داميا في 2012 ، حيث لقي أكثر من 45 ألف شخص مصرعهم بينهم 30 ألف مدني منذ اندلاع الثورة في شهر مارس عام 2011، وفقا لأرقام منظمات المعارضة السورية. وأضاف الراديو اليوم الجمعة أنه في الوقت الذي يتواجد فيه "الأخضر الأبرهيمي" المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا في العاصمة "دمشق" منذ يوم الأحد الماضي في مسعى منه لإيجاد حلا وسطا لإنهاء الأزمة السورية، إلا أن الصراع أصبح أكثر عنفا.
وأوضح الراديو أن عدد المفقودين في سوريا يشهد ارتفاعا حيث يوجد أكثر من 20 ألف شخص في عداد المفقودين، كما نزح نحو مليوني سوري جراء الصراعات حيث تم رصد 540 ألف نازح سوري في الدول المجاورة لسوريا من قبل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، بالإضافة إلى آلاف النازحين الذين يرفضون تسجيل أسمائهم في هذه الدول وفي أوروبا.
ومن جانبه، قال رياض قهواجي المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأوسط ودول الخليج للتحليل العسكري (إينجما) إن الأشهر القليلة الماضية قد شهدت تقدم الثوار وتعزيز أعدادهم وأسلحتهم فضلا عن فقدان قوات النظام من جانبهم مساحات كبيرة من مواقعهم وعدم قدرتهم على الحفاظ على هذه المواقع.
مواجهة الثوار وأوضح قهوجي أنه تم تشديد عمليات القوات المسلحة، كما زادت من كثافة القصف فضلا عن الإجراءات العقابية ضد المدنيين حيث أصبح النظام غير قادر على مواجهة الثوار حيث يتقدم ببطء ولكن بثبات ، مشيرا إلى أن هذه الحرب تشهد تصاعدا.
وتابع قهوجي أن هذه الحرب يمكن أن تستمر عدة أسابيع حيث أصبحت حرب استنزاف لأن الثوار سيستمرون في كسب بعض المواقع يوميا هنا وهناك من قوات الجيش النظامي والتي ستستمر لحين سقوط النظام.
وطرح قهوجي سؤالا حول متي سيقط النظام السوري؟ موجيبا بأنه لا أحد يعرف لحين أن يستقيل النظام أو لحين حدوث تدخل عسكري أجنبي وهذا قد يستمر لأسابيع.
وأعرب قهوجي عن تشككه إزاء الخروج من هذه الأزمة التي تدفع بخطة جنيف التي أطلقت في نهاية شهر يونيو الماضي بمبادرة من "كوفي عنان" وفكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأكد قهوجي أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممى العربي إلى سوريا لا يمكنه أن يوفر وحده حل الصراع بين مختلف القوى في سوريا لأن دمشق أصبحت مشكلة إقليمية ودولية حيث يوجد عدة دول متورطة مثل إيرانوروسيا والولايات المتحدة والدول العربية.
مشيرا إلى أنه إذا لم يأتي الحل من مجلس الأمن الدولي فإن هذه الحرب ستستمر ولن يمكن الإبراهيمي القيام بشئ.
وفي سياق متصل، زاد الصراع بشدة في سوريا لاسيما حول حمص بالجنوب ووسط حماة وشمال غرب حلب وحول العاصمة دمشق.
وأكد "دافيد ريجوليه-روز" الباحث في المعهد الفرنسي للتحليل الإستراتيجي (إيفاس) أن العديد من القوى الإقليمية تتنافس في هذا المجال بما في ذلك إيران الحليف الوفي لدمشق.
وتابع "ريجوليه-روز" أن إيران تلعب دورا جوهريا لأن سوريا تمثل جزء مركزيا لما يمكن أن يكون من "الهلال الشيعي" والذي من شأنه أن ينطلق من إيران وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط مع حزب الله اللبناني.
حرب إقليمية وأوضح الباحث الفرنسي أن سوريا تعد جزء مركزيا وأنه من المعروف أن طهران جزء شبه مباشر في الصراع الذي يظهر على شكل حرب بين القوى الإقليمية لاسيما بين إيران من جهة ودول الخليج من جهة أخرى.
وفي 23 ديسمبر الجاري، توجه "الأخضر الإبراهيمي" المبعوث الأممى العربي إلى سوريا لزيارة دمشق والتي تعد الثالثة من نوعها منذ توليه مهام منصبه في شهر سبتمبر الماضي.
وقال ريجوليه-روز أنه يبدو هناك مفاوضات مع روسيا حيث من المنتظر أن يتوجه الإبراهيمي غدا السبت إلى موسكو حيث سيكلف بنقل رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد حول إمكانية الوصول إلى حل وسط يمكن إعداده لتجنب الفوضى الشاملة في البلاد.
وكان الجيش السوري الحر قد تبرأ من مبدأ هذه الزيارة لأن لا يوجد ما يؤكد أن الأسد الذي يتعامل بطريقة عسكرية بحتة على استعداد لقبول ما يمكن أن يقترح عليه.
وبذلك، فإن الجماعات المسلحة البارزة للمعارضة والجيش السوري الحر والجماعات الجهادية فضلا عن لجان التنسيق المحلية "للثورة السورية" يرفضون سيناريو الحل الوسط والذي يمكن أن يجعل الأسد يستمر في منصبه إلى عام 2014.
شتاء قارس وفيما يتعلق بالطقس، فإن مئات الآلاف من المدنيين في سوريا يواجهون فصل الشتاء القارس حيث تفتقر البلاد للعديد من المواد لمواجهة هذا البرد القارس.
وقالت "لمى فقيه" المسئولة في منظمة "هيومان رايتس ووتش" إن القرويين في سوريا يعانون من انقطاع الغاز ونقص البنزين.
وأكدت فقيه أن هؤلاء السكان لا يمتلكون وسائل اتصال أرضية ولا يمكنهم الوصول إلى المخابز والمحلات لشراء الدقيق والسكر، كما لا يوجد عدد كاف من الجهات الإنسانية الفاعلة هناك.
وأدانت المنظمة الهجمات المتعمدة من قوات النظام ضد طوابير الانتظار أمام المخابز لاسيما الهجمات الجوية العشوائية.
وأعربت فقيه عن قلقها إزاء مصير مئات الأشخاص المحتجزين والخاضعين لعمليات تعذيب والذين يتعرضون لمعاملة غير إنسانية، فضلا عن أولئك الذين لا يزالوا هدفا للقصف الجوي العشوائي.
مساعدات إنسانية ودعت فقيه المجتمع الدولي لبذل قصارى جهده للحصول على المزيد من المساعدات الإنسانية لأولئك الذين حوصروا بسبب الصراع في سوريا وتقديمها أيضا إلى اللاجئين.
وكانت منظمة الأممالمتحدة قد طلبت أول أمس الأربعاء مساعدة من المجتمع الدولي تقدر بمليار دولار لمساعدة اللاجئين بحلول شهر يونيو القادم.
ولفتت المنظمة إلى أنه بحلول شهر يونيو ، فإن عدد الأشخاص الذين في حاجة إلى هذه المساعدة سيتضاعف ليصل إلى مليون شخص. مواد متعلقة: 1. 134 شهيداً حصيلة مجازر الأسد في «سوريا» 2. 160 قتيلا في سوريا الاثنين والمعارض تحاصر قواعد عسكرية في حلب 3. انشقاق 13 ضابطا سوريا من ذوي الرتب العالية ولجوئهم إلى الأردن