بدأت الأزمة السورية تأخذ منعطفاً جديداً خاصة بعد أن أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم استعداد الحكومة السورية للتعاون مع الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا بعد أكثر من شهر على تولي مهمته. وفي هذا الشأن وصف المعارض السوري، مأمون الحمصي، تصريحات وزير الخارجية السوري ب "الهراء"، مضيفاً أن النظام السوري يتبع سياسة الإبادة الجماعية ضد الشعب السوري من قتل، وتشريد للمواطنين، فضلا عن الهجمات على منازل المدنيين. وأضاف "الحمصي" في تصريحات ل"الوادي" أن النظام الأسدي كل تصريحاته عبارة عن "صداع سياسي"، مؤكدا أنه لا خيار للنظام إلا القتل والتشريد، مشدداً على أن الأخضر الإبراهيمي مصيره "الفشل"، خاصة بعد فشل الأممالمتحدة في وضع حد لسياسة القتل التي ينتهجها النظام السوري. وأكد "الحمصي"، وهو نائب سابق في البرلمان السوري، أن الحراك العربي "عقيم"، وأن الخيار السياسي للأزمة السورية يعتبر استمرارا لسياسية الإبادة للشعب السوري، خاصة بعد تضاعف أعداد اللاجئين السوريين إلى ما يقارب 2 مليون لاجئ. وفي السياق ذاته أكد حسن القشاوي، الباحث المتخصص في الشؤون العربية، أن انتهاء الأزمة في سوريا يتوقف على الأطراف والظروف، مشيرا إلى أنه لابد أن يقبل الطرفين بانتهاء النزاع في سوريا. وشدد "القشاوي" على ضرورة وقف الدعم الروسي والإيراني للنظام السوري، مشيرا إلى أنه لابد من إقناع إيران بأن مصالحها لن تنهار بعد سقوط حكم بشار الأسد، مضيفا أن الأخضر الإبراهيمي شأنه ليس بالضخامة في أن يتناول حل الأزمة السورية ويقنع الأطراف بانتهائها. وقال "القشاوي" أن أكثر ما يمكن أن يقوم به الإبراهيمي في هذه الأزمة هو منع انتشار الأسلحة في سوريا بعد بشار، - على حد قوله -. وأضاف الخبير في الشؤون العربية أنه لابد من حماية ما سماه "الدولة السورية"، من خلال الدعم العربي والأوروبي، كما حدث أثناء الثورة الليبية بعد تدخل حلف الناتو في مساعدة الثوار الليبيين. وختم "القشاوي" حديثه ل "الوادي" بقوله: "أغلب العناصر العسكرية المنشقة من الضباط المنتمين للمذهب السني، ومن لم ينشقوا هم من طائفة العلويين، مؤكداً أن الصراع الآن في سوريا يعد صراعا مذهبيا وطائفيا، وأن ما يحدث في سوريا هو حرب أهلية بسبب انتشار التعصب الطائفي لأن الضباط التابعين للنظام السوري مشحونين عقائديا بفكر حزب البعث السوري".