سلط الكتاب العرب اليوم الأربعاء الضوء على تداعيات الأحداث فى الوطن العربي الذى يعانى هموما سياسية متوالية تصدرتها الأزمة بين إيران ودول الخليج العربي كذلك الأزمة السورية وأخيرا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. تحدث الكاتب طارق الحميد فى مقال له بعنوان "الخليج العربي وإيران" على صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة اليوم الاربعاء ليلقى الضوء على أزمة جديدة تم بحثها خلال القمة الخليجية الثالثة والثلاثون في البحرين حيث اصدرت القمة بيانا تضمن مطالبة إيران بالكف عن التدخل في الشئون الداخلية لدول الخليج، أعلنت طهران عن مناورات بحرية عسكرية في الخليج من أجل "تعزيز جاهزية القوات المسلحة، واختبار المعدات العسكرية الحديثة، إضافة إلى تنظيم تكتيكات حربية جديدة"!
ولكن على الرغم من ذلك فإن تضارب المواقف بشأن العلاقات الثنائية يشوب الأفق ويقول الكاتب "إن دول الخليج تحذر إيران من التدخل "المزعوم"، ونجد بيننا من يقول إن إيران دولة صديقة، وهناك مبالغة في دورها، رغم كل ما تفعله طهران طوال العقود الثلاثة الماضية ليس في الخليج فقط، بل وفي اليمن والعراق ولبنان، وبالطبع في سوريا التي سقط فيها إلى الآن ما يفوق الثلاثة والأربعين ألف قتيل على يد نظام الطاغية الأسد وبدعم إيراني كامل. ورغم كل ذلك نجد من يشكك في دور إيران الخطير على أمن الخليج والمنطقة".
ويشير الكاتب متسائلا انه خلال القمة الخليجية تم التصديق على قرارات مجلس الدفاع المشترك وبارك إنشاء قيادة عسكرية موحدة تقوم بالتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية المخصصة، وكذلك إقرار الاتفاقية الأمنية المعدلة مع التأكيد على أهمية تكثيف التعاون فيما يتعلق بتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية، تكون دول الخليج قد قررت المواجهة مع إيران، بعد أن أعلنتها طرفا رئيسيا في زعزعة استقرار المنطقة، والخليج تحديدا، وبشكل معلن، رغم أنه أمر كان معلوما، لكن هذه المرة سمى القادة الخليجيون الأشياء بأسمائها، فهل هذا يكفي؟.
ويؤكد الكاتب مجددا ان ماهو ثابت اليوم خليجيا أن الخطر عام وليس خاصا، وأن الهدف من كل ما يدور حولهم اليوم هو النيل من استقرارهم، وأمنهم. ولذا، فالمطلوب من دول الخليج اليوم كثير، سواء كان سياسيا، أو عسكريا، أو اقتصاديا، أو ثقافيا، وحتى إعلاميا، وليس في الخليج وحده، بل في كل المنطقة، وخصوصا أن قواعد اللعبة عربيا قد تغيرت.
ويختم الكاتب مقاله محذرا انه "طالما طالبت دول الخليج إيران علنا بالكف عن التدخل في شئونها فلا بد من إتباع ذلك بأفعال، مثل الاتحاد الذي يتطلب تفاعلا متكاملا، فطهران لا تستجيب للمطالبات، ولا للنيات الحسنة، وكل ما حولنا يقول لنا، إن القادم أصعب على مستوى الخليج، وهذا ما يجب أن ندركه".
وفى سياق تداعيات الأزمة السورية تحدث الكاتب عبد الله اسكندر فى مقال له بعنوان " لا تنقذوا سوريا... إنقذوا انفسكم" على صحيفة "الحياة" اللندنية عن الوضع السوري ليؤكد انه لا يوجد اى مؤشرات تتجه نحو تسوية الازمة من اي نوع كان رغم كل ما استخدمت فيها من اسلحة، وصولا الى ما تردد عن قنابل غاز، ورغم كل الجهود السياسية التي لا تزال تتعثر على اعتاب مهمة الاخضر الابراهيمي.
ويرى الكاتب انه فى ظل غياب التسوية فإن سوريا مهددة بالدمار الشامل، حجرا وبشرا، بنى تحتية واقتصاد، مؤسسات ادارية وعسكرية. ولا مبالغة ان مشاهد من حمص وحماة وادلب ودير الزور ودرعا، وحتى في العاصمة، تناظر ما نراه من الصومال حيث تحول بلد باكمله الى ركام وشعبه الى مشردين غير ان سورية ليست الصومال . سوريا كانت ولا تزال القلب النابض لحضارة المنطقة وعمرانها كان الدليل على ما انجبته هذه المنطقة من رقي وتقدم. وشعبها كان الدليل على قدرة هذه المنطقة على التعايش والمواطنية. كل هذا مهدد اليوم بالصوملة.
ويؤكد الكاتب ان سوريا تواجه، في ظل غياب الحل السريع، اسوأ السيناريوات دمار كامل وشامل ولجوء اهلها الى الجوار الذي يعاني ما يعانيه من ضائقة ومعضلات، هذا الدمار الذي يفرخ كل اشكال الشلل الاجتماعي والتطرف الايديولوجي والتشدد الديني، مما سينعكس وبالا على الجوار العربي. او سينعزل الحكم السوري الحالي في منطقة ذات غالبية طائفية، ما يجعل البلاد في طور يدخل تعديلا جيو استراتيجية على منطقة تعاني من الهشاشة الشيء الكثير، ولن تتأخر بذور مماثلة في اكثر من بلد عربي في البزوغ.
ويقول الكاتب مستنكرا انه لم يعد مفهوما ان يقتصر سلوك العرب وجامعتهم على تلمس كلمة ملتبسة من موسكو، علها تحرك حلا دوليا مبهما او توافقا امريكيا روسيا على اقتسام المصالح. كما لم يعد مفهوما ان يقتصر السلوك العربي على دعوات الى مؤتمرات لمساعدة الشعب السوري او ارسال شاحنات الى هذا المخيم او ذاك للاجئين السوريين. فكل ذلك ليس اكثر من مخدر لضمير، ولا يتصدى لعمق الازمة ولضرورة محاصرتها وايجاد الحل السريع لها.
واختتم الكاتب مقاله قائلا " دمار سوريا المستمر سيكون وبالا علي العرب جميعا. وهم، إن لم يكونوا يرغبون في انقاذ التجربة السورية والوطن السوري، فعلى الاقل ان يعملوا على انقاذ انفسهم من ويلات تدميرها"
وعلى صعيد الملف العربي الإسرائيلي تحدث الكاتب أيمن مصطفى فى مقال له بعنوان " فلسطين بين الإخوان والليبراليين" على صحيفة "الوطن" العمانية ليؤكد ان الإنشغال والإنقسام السياسي الذى تعانيه دول المنطقة حاليا يلقى بظلاله على اسرائيل لمساعدتها فى تصعيد اعمالها العدوانية ضد الفلسطينيين كذلك صعدت من سياساتها العقابية منذ تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على ترقية وضع فلسطين إلى دولة مراقب غير عضو" فإسرائيل تواصل قتل الفلسطينيين وتشريدهم من ديارهم ومصادرة أراضيهم وحرق زيتونهم وتجريفه طوال الوقت.
وفيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني غير المسبوق إلى حد تضييع ما تبقى من فلسطين يستوضح الكاتب تفسير ذلك الموقف الإسرائيلي بان الاسرائيليين يتحسبون لاحتمالات ان يضطروا للدخول في مفاوضات مجددا (بعد انهيار سوريا وضرب إيران). ثم ان الرئيس الامريكي باراك اوباما اعيد انتخابه للمرة الثانية وربما يحاول وهو ليس بحاجة لدعم اللوبي اليهودي في امريكا في انتخابات رئاسية ان يعيد فتح موضوع التسوية في الشرق الأوسط لينهي مدة رئاسته بإنجاز كمثل جيمي كارت أو كما حاول بل كلينتون.
ويقول الكاتب ان هناك تفسير اكثر اهمية لهذا التصعيد الإسرائيلي وهو تطورات الأوضاع في المنطقة في العامين الاخيرين، وخاصة في الدول التي تشهد عملية تغيير.
وفيما يتعلق بأزمات دول المنطقة وتأثيرها على فلسطين يقول الكاتب ان ما يجري في سوريا يجري وفق صالح اسرائيل وسياساتها ضد الفلسطينيين في المقام الاول. حيث ان ما يجري في سوريا يفقد المقاومة اللبنانية وتحديدا حزب الله الكثير، ليس فقط في صورة تسهيل الدعم لحزب الله عبر سوريا ولكن ايضا بسبب الموقف بين الجماهير في العالم العربي، خاصة التيارات الدينية التي ترى ان حزب الله يقف مع الجانب الخطأ (النظام السوري). أضف إلى ذلك ان الصراع في سوريا سكب الكثير من الزيت على نار التوتر الطائفي بين السنة والشيعة في المنطقة. ومن شأن ذلك أيضا أن ينال من شعبية حزب الله خاصة بين الجماهير المتدينة في المنطقة.
ويشير الكاتب ايضا الى حكم الاخوان المسلمين في مصر، وعلاقتهم بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في فلسطين، ودورهم الوسيط في العدوان الاخير على غزة الذي لاقى استحسانا امريكيا وتقديرا اسرائيليا. ويذهب بعض من يحللون الدعم الامريكي لحكم الاخوان في مصر الى انهم ربما يمكنهم ان يقدموا للمصالح الامريكية وبالتالي الاسرائيلية اكثر مما كان ممكنا لنظام مبارك.
وربما ينسحب هذا على الاسلام السياسي في المنطقة ككل، اذ انه قادر على تمرير أي شئ تحت ستار من الشرعية الدينية ربما اكثر مما تبلع النظم القمعية شعوبها مما يحمي مصالح الغرب ولا يتفق مع مصالحهم. مواد متعلقة: 1. كتاب عرب: التفاوض مع طهران لا يصب في مصلحة الخليج ..ومساعي لتقسيم العراق 2. كتاب مصر بين تأييد ورفض الإعلان الدستوري الجديد 3. كتاب عرب: مرسي نجح في فرض قراره .. وسوريا تدخل مرحلة الكيماوي