وصف الدكتور محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، ما أعلن عن مبادرة عربية ستطرح الشهر المقبل لتحريك العملية السلمية بعد الانتخابات الإسرائيلية بأنه "وهم وتضليل"، مستنكرا ذلك في ظل إعلان إسرائيل صراحة بأن المفاوضات انتهت وأنه لا شريك لها في التفاوض. وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد قد أعلن في وقت سابق عن مبادرة عربية ستطرح الشهر المقبل لتحريك العملية السلمية بعد الانتخابات الإسرائيلية.
وقال إن المبادرة تقوم على إطلاق المفاوضات لمدة ستة شهور بعد الانتخابات الإسرائيلية..وأوضح أن وفدا من لجنة المتابعة العربية سيتوجه الشهر المقبل إلى الدول والجهات الأعضاء في اللجنة الرباعية الدولية والصين لعرض المبادرة العربية.
وقال الهندي - في مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بغزة - إن موقف رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو وهو القادم على رأس الحكومة الجديدة واضح من هذا الملف ، وكل يوم يعلن عن وحدات استيطانية جديدة ..متسائلا كيف بالسلطة الفلسطينية تراهن على ذلك مرة أخرى ، وهى تدور في حلقة مفرغة من 20 عاما من المفاوضات التي لم تنتج أى شيء للشعب الفلسطيني؟.
وأضاف "إذا أرادت السلطة مسيرة مفاوضات جديدة في ظل استمرار الاستيطان تعلن ذلك صراحة للشعب الفلسطيني"..وأردف قائلا" الضفة الغربية تضيع من أيدينا ثم نعود للمفاوضات هذا كلام لا ينطلي على أحد".
وتابع الهندي "إن حياة الشعوب ليست تجارب ، ويجب على السلطة إعلان موت المسيرة السلمية ، كما يجب علينا بناء استراتيجية وطنية فلسطينية حتى يصبح لدينا رؤية موحدة في ظل الأجواء الإيجابية الحالية في الشأن الفلسطيني".
وعن تعثر ملف المصالحة الفلسطينية مجددا وعودة التراشق الإعلامي بين حركتي وحماس ، قال قيادي الجهاد إن المدخل الحقيقي لحل ذلك هو قيام الرئيس محمود عباس بدعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للاجتماع في القاهرة لبحث تطبيق بنود ملف المصالحة خاصة وأن كل شيء تم الاتفاق عليه في أكثر من لقاء سابق للفصائل.
وأشار إلى أن حركته أبلغت قيادات من فتح خلال لقاء في القاهرة الجاهزية التامة لتطبيق المصالحة وننتظر دعوة الرئيس عباس للاطار القيادي للمنظمة.
وتوقع الدكتور محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن يتم توجيه هذه الدعوة قريبا بعد استقرار الأوضاع بمصر وهى في طريقها للاستقرار بعد انتهاء عملية الاستفتاء على الدستور..قائلا "إن التعطيل الطويل لعدم تطبيق المصالحة تصبح بنودها باهتة" ، لافتا إلى أن محادثاتها استغرقت وقتا طويلا.
ويعتبر الإطار القيادي لمنظمة التحرير التي يرأسها الرئيس محمود عباس ويشارك في عضويتها الأمناء العامون للفصائل والشخصيات المستقلة أعلى مستوى قيادي فلسطيني يتولي متابعة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في ملف المصالحة والإعداد للمراحل المقبلة.
وعن استمرار خروقات إسرائيل للتهدئة التي وقعتها مع فصائل المقاومة بغزة ، قال الهندي "نحن توقعنا اختراق التهدئة ، والاحتلال عودنا على ذلك في كل المرات السابقة" ، منبها إلى أن المقاومة بغزة تراقب هذه الخروقات الإسرائيلية ومن حقها الرد عليها.
كما توقع ألا تقدم إسرائيل على حرب واسعة في قطاع غزة لكن هناك خروقات من هنا وهناك يمكن تجاوزها واحتواؤها.
وعن وساطة من حركته لحل أزمة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق ، قال الهندى "إن كل الفصائل الفلسطينية حاولت تجنيب مخيم اليرموك الأزمة المتفجرة في سوريا لكن القضية السورية أكبر من الوساطات فالدول تتصارع في سوريا وعلى سوريا ، وندعو أن يحقق هذا الشعب البطل حريته ويعيش بكرامة وحرية بعيدا عن التدخلات الخارجية".
وحول ملف الأسرى بعد حصول فلسطين على صفة مراقب في الأممالمتحدة ، قال الهندى "إن الفائدة الوحيدة التي يمكن أن تتحقق من هذه الخطوة هو توجه السلطة الفلسطينية للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة قادة العدو الإسرائيلي عن جرائمه في قطاع غزة والضفة الغربية".