بقلم رضا حمودة* فى زمن الفتن والتحولات والتحالفات والمصالح المشتركة والمتقاطعة لا تندهش إذا رأيت من كان يدّعى الفضيلة بالأمس يجلس على طاولة القمار ويحتسى كأساً من خمر لزوم المزة , ومن كان يدعى الثورية والقومية والإستقلالية وربما المهلبية وكذلك الملوخية يحرّض اليوم على الإنقلاب على الشرعية والتدخل فى شئون البلاد الداخلية, ومن كان يصدّع رؤسنا ليل نهار وياللعار من الناصريين بالديمقراطية وحقوق الإنسان وإحترام الإرادة الشعبية والنزول على رأى الأغلبية يطالب اليوم بكل تبجح بضرورة النزول على رأى الأقلية النخبوية ونسوا أن صنمهم عبدالناصر كان أول من حصّن قراراته وعزل فلول النظام الملكى وإنتهك حقوق الإنسان فى معتقلاته وخسر معركة الزحف المقدس نحو القدس فى يونيو1967 بل وخسرنا كأمة القدس وغزة والضفة الغربية والجولان وسيناء وكان الطريق مفتوحاً إلى القاهرة فى 6ساعات من النضال المخزى فى معركة أضاعها فهلوية القومية العربية. فى زمن النصب والتدليس يتحالف رموز تدعى الثورية مع فلول مبارك لأنهم يعلمون علم اليقين أنه ليس بمقدورهم تمرير مخططاتهم دون الإستعانة بأبناء مبارك ذلك أن حجمهم فى الشارع لايملأ إستاد القاهرة وعندما تتضافر الجهود وتلتقى المصلحة المشتركة وتحين ساعة الصفر للإنقلاب على الشرعية تجد من يبرر بأنها الإرادة الشعبية (لهدم الفكرة الإسلامية) فى إدعاء بأن الشعب كله هب لنصرة شرعيتهم القائمة على أن الحاصل على 48% هو من يستحق أن يحكم بالشرعية, بينما من حصل على قرابة52% يُحال إلى التأهيل المهنى أو يذاكر ثانوية عامة من منازلهم. فى زمن الردة والخذلان تسمع من الأراجوزات المسماة زوراً "النخبة" أنهم مع الشريعة ولايعارضون الشريعة الإسلامية على الإطلاق وأن مشكلتهم ليست مع الإسلام ولكن مع (المتأسلمين) كما يزعمون وأن المشكلة فى الفهم والتطبيق.. من يطّبق وبأىّ فهم؟ وكأنّ الله سينزل من على العرش ليحكم بنفسه فى تضليل وتدليس فاجرين والهدف واضح الترويج بأنّ الإسلام لايصلح للحكم وأنه لادين فى السياسة ولا سياسة فى الدين معتنقين المبدأ المسيحى مع ملاحظة أنهم مسلمون"دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله".. يتهكمون على رجال الدين الإسلامى فى صحفهم وأفلامهم وفضائياتهم وينحنون ويركون أما القساوسة, يتهكمون على لحية علماء الإسلام ويغضون الطرف عن لحية القساوسة والحاخامات ويتغامزون على حجاب المرأة المسلمة ولا يذكرون حجاب الراهبات وكل ذلك بدعوى حرية الرأى والتعبير. فى زمن سقوط الأقنعة تجد من ينادى بحرية الإعتقاد ويطالب بوجود ولو معبد واحد لبوذا وكأنّ مصر صارت بلد الإلحاد والأصنام , ويستقوى بالغرب ويحرضه على التدخل لأن بعض من يكتب دستور مصر لايؤمن "بالهولوكوست" ويحرم الموسيقى وكأنّ ثورة25 يناير قد قامت لنصرة اليهود المساكين وعبدة الصنم"بوذا" أو لأن مصر"هوليود الشرق" قد خلت من المراقص ودور السينما وفضائيات الرقص والغناء فى زمان أصبحت فيه الخيانة وجهة نظر وإحتقار الدين مجرد إجتهاد . فى زمن الخسة إبتدع هؤلاء المفلسون مصطلحات فريدة من نوعها فى الإبتزاز( التوافق والتكويش والإستحواذ) وهى مصطلحات صناعة مصرية بإمتياز لتبرير الفشل والإفلاس حينما تأتى الديمقراطية بما لاتشتهى غرائزهم الخبيثة وتلفظهم الإرادة الشعبية ,أمّا التوافق مصطلح مستحيل فى مواجهة سنة الإختلاف وهى سنة كونية ,وأمّا التكويش والإستحواذ فلأنهم فشلوا فى كسب ود الشارع فيتهمون الطرف الحائز على الأغلبية بالتكويش والإستحواذ بينما هى فى الحقيقة الديمقراطية بعينها التى يكفرون بها حينما تأتى بغيرهم .. إنه الحقد والكراهية فى أوضح المعانى , وإنها الفاشية والتسلط فى أقبح الصور.. لك الله يامصر.