لا تحسبن أن ما يحدث فى مصر من تجاذبات فكرية عقيمة وتراشقات اعلامية رخيصة وافتعال لأزمات تهدف الى مزيد من الشقاق وتوسيع الهوة المجتمعية بين التيارات المختلفة ليست ببعيدة عن ما يحدث حول العالم من اضطهاد وتنكيل وتحقيرلكل ما هو اسلامى ,ولست أبالغ حين أقول أن الخطر الأعظم يأتى من الداخل الاسلامى ممن يسمون أنفسهم بالليبراليين والعلمانيين أواليساريين والشيوعيين وما شابه ذلك من تيارات بما فيها من تناقضات الجامع المشترك بينها هو كراهية الاسلام والحيلولة دون وصوله الى أن يكون منهجاً للحياة والحكم. أما الخطر الخارجى فمعروف ومتوقع وتزداد قوته بقدرضعفنا نحن المسلمين – فالكل يعرف بما يحدث لاخواننا المسلمين فى اقليم أراكان التابع لماينمار(بورما سابقاً) فى جنوبى شرق آسيا منذ أكثرمن شهر من عزل وتهجير وتقتيل وتطهيرعرقى من الدرجة الأولى على يد أغلبية بوذية وثنية همجية ناهيك عن الحرمان من التعليم و الوظائف الحكومية وحرية السفر والتنقل حتى وان كان لأداء فريضة الحج وحظردخول العاصمة (رانجون) حفاظاً على نقاء الجنس البوذى صاحب الأغلبية طبعاً حتى التنقل من قرية الى قرية فممنوع لالسببٍ سوى أنهم مسلمون, هذا بالتشابه والتماثل تقريباً لما يحدث للمسلمين (الايجوريين) فى اقليم شينجيانج (تركستان الشرقية سابقاً) منذ احتلال الصين لها أواخرالقرن التاسع عشر وضمها رسمياً 1949, ونظرة سريعة على حال الأقليات المسلمة فى أنحاء مختلفة من العالم فستجد أن مأساة المسلمين واحدة تقريباً لاسيما فى روسيا(الاتحاد السوفييتى سابقاً) نفسها وفى الشيشان أومايعرف بمنطقة البلقان,والمسلمين فى أوروبا (البوسنة وكوسوفوأوجمهوريات مايعرف باتحاد يوغوسلافيا سابقاً) فضلاً عن المسلمين فى فرنسا(أزمة الحجاب) وألمانيا(مقتل المصرية المسلمة شهيدة الحجاب مروة الشربينى على يد عنصرى ارهابى يوليو2009) وبريطانيا(بعد تفجيرات لندن فى السابع من يوليو2005 وحملة التضييق على المسلمين بتهمة الارهاب) وتلك هى الدول الأعظم والأقوى داخل الاتحاد الأوروبى ومشكلة المآذن فى سويسرا والقائمة تطول وكل ذلك وأكثربتهمة واحدة وهى الاسلام القاسم المشترك بين هؤلاء العنصريين والمتجبرين برغم كل اختلافاتهم وتناقضاتهم وتضارب مصالحهم الا أنهم اتفقوا على عدوٍلدودٍ مشترك حتى بعد انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعى بقيادة روسيا(الاتحاد السوفييتى سابقاً)والرأسمالى بقيادة الولاياتالمتحدة وهوالاسلام, فلم نجد اعلاماً يلقى بعض الضوء على معاناة هؤلاء المسلمين فى أراكان (ماينمار) وفى المقابل ينتفض لادانة تحطيم تماثيل بوذا فى أفغانستان 2001واستثمارها للتحريض على المسلمين ووصمهم بالارهاب - ونصرة قضايا الحريات الزائفة من زواج المثليين وحرية الشواذ جنسياً وقضايا الدعارة الفكرية ,أما مايحدث للمعتقلين المسلمين فى (جوانتنامومعتقل للمسلمين فقط)وتبول الجنود الأمريكان على المصحف الشريف الى حرق القس الأمريكى المتطرف (تيرى جونز) للمصحف فأمرلايستحق مصمصة الشفاه ولم نسمع صوتاً للمنظمات الدولية يذكر ولولذر الرماد فى العيون.
وعودة الى الخطر الداخلى الأعظم فى مجتمعاتنا الاسلامية فلم نسمع صوتاً ولو بشطركلمة تدين وتستنكر هذا التطهير العرقى وحرب الابادة بحق اخواننا المسلمين فى(ماينمار) من أولئك الذين يسمون أنفسهم بالتيار المدنى من العلمانيين والليبراليين عبر دكاكينهم من الجمعيات المسماه زوراً (حقوق الانسان) أومنظمات المجتمع المدنى التى تتلقى تمويلاً خارجياً بالملايين لأن المسلم عندهم كائن ناقص وأبتربرغم أنهم فى غالبيتهم وياللأسف مسلمون ولا يهمم ولا يعنيهم سوى حربهم الضروس ضد هوية الدولة الاسلامية بغرض تمييعها ومسخها بمصطلحات مائعة وزائفة تريد أن تجتث القيم الاسلامية بل والاسلام من قلوب الأغلبية الكاسحة للشعب المصرى المتدين.