شيع عشرات الآلاف من أتباع جماعة العدل والإحسان الإسلامية المغربية الجمعة جثمان مرشدهم العام الشيخ عبد السلام ياسين الذي توفي الخميس في مستشفى خاص إثر تدهور حالته الصحية بسبب الشيخوخة والمرض. وسارت جنازة الشيخ ياسين في موكب مهيب بشوارع الرباط من مسجد السنة وسط العاصمة الرباط والمحاذي للقصر الملكي وسط حضور امني مكثف يتبعها عشرات الآلاف من أتباع الجماعة بعد ان منعتهم السلطات من المرور بالشارع الرئيسي في العاصمة.
ودفن الشيخ في مقبرة الشهداء المقابلة لشاطىء الرباط، ومن اللافت للنظر عدم وجود أي حضور رسمي في الجنازة فيما قال مراقبون إنه دليل على عدم إستعداد السلطات للتخلي عن خلافاتها مع الجماعة أو فتح صفحة جديدة معها.
وقال محمد أحد أتباع الجماعة الذين حضروا الجنازة لوكالة الأنباء الفرنسية: "والدنا قد رحل عنا اليوم، وأنا أتيت من مدينة القنيطرة الواقعة 40 كلم شمال الرباط لحضور جنازة الشيخ".
وقال منار السليمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط لوكالة "رويترز" للأنباء: "هذا يبين أن الدولة قدمت إشارة سياسية بأنها ستتعامل مع الجماعة بنفس طريقة معاملتها لها في حياة عبد السلام ياسين هذه رسالة سياسية".
وعن مستقبل الجماعة بعد وفاة ياسين قال السليمي في إتصال هاتفي مع "رويترز": "من الصعب أن الجماعة تستمر بنفس الشكل الذي كانت فيه تحت زعامة عبد السلام ياسين"
وأضاف: "رغم أن الجماعة قوية تنظيميا لكن من الصعب أن تستمر بنفس الشكل".
وقال: "إن ياسين سيتحول إلى "تراث فكري ومن جانب آخر الصراع الموجود في الجماعة لم يكن ليبرز في عهد ياسين وهو الصراع بين التربوي والسياسي في الجماعة هناك قاعدة كبيرة من الشباب في الجماعة لها نزعات سياسية ستحاول ان تضغط لتدفع بالجماعة ان تصبح سياسية أكثر منها تربوية".
ولا تعترف الجماعة بشرعية إمارة المؤمنين في المغرب وهي من أركان النظام الملكي المغربي.
ولم يتضح من الذي سيخلف الشيخ ياسين الذي سجن عدة مرات لمعارضته الملكية ويتوقع محللون صراعا بشأن التوجه المستقبلي للجماعة.
واشتهر الشيخ ياسين الذي أسس الجماعة عام 1981 برسالة وجهها إلى العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني في 1974 بعنوان "الإسلام أو الطوفان" "نصح" فيها العاهل الراحل "بالتوبة إلى الله" وأن يختار الإسلام وإلا فسيكون الطوفان ويقصد التمرد والثورة الامر الذي دفع العاهل الراحل إلى إيداع الشيخ ياسين مستشفى الأمراض العقلية ثلاث سنوات وستة أشهر ثم وضعه بعد ذلك رهن الإقامة الجبرية.
كما اعتقل في ديسمبر/كانون الثاني 1983 بسبب مقال رد فيه على خطاب للملك الحسن الثاني فحكم عليه بثلاثة أشهر من الاعتقال الاحتياطي ثم سنتين بالسجن مع النفاذ.
وفرضت على الشيخ ياسين في 30 ديسمبر/كانون الثاني 1989 الاقامة الجبرية في بيته في مدينة سلا المجاورة للرباط. وقد منع من مغادرة المنزل ومن استقبال الزوار بما في ذلك الاقرباء.
وبقي تحت الاقامة الجبرية حتى 2000 مع اعتلاء الملك محمد السادس العرش بعد وفاة والده الملك الحسن الثاني الذي حكم ما بين 1961 و 1999.
وكتب رسالة مفتوحة في 28 يناير/كانون الثاني 2000 بعنوان "مذكرة الى من يهمه الامر" وجهها الى الملك محمد السادس دعاه فيها الى "رد المظالم والحقوق التي انتهكت في فترة حكم والده" مجددا له "النصيحة" التي سبق ان وجهها لوالده الحسن الثاني.
كما تعرض العديد من أعضاء الجماعة للاعتقال والملاحقات القضائية بسبب أنشطة الجماعة التي ترفض السلطات الترخيص لها كما ترفض الجماعة المشاركة في الحياة السياسية وتنبذ العنف السياسي.
وتأثرت حركة 20 فبراير الشبابية التي تأسست في المغرب على غرار حركات الإحتجاج في إطار الربيع العربي عندما انسحبت منها جماعة العدل والإحسان العام الماضي.
وكانت الحركة في بدايتها قد تمكنت من الضغط على القصر لإجراء تعديلات على الدستور تنازل بموجبها العاهل المغربي محمد السادس عن جزء من صلاحياته الواسعة. مواد متعلقة: 1. قيادي بحماس: الشيخ ياسين قبل بدولة على حدود 67ويجب الاقتداء به 2. الشيخ ياسين... رجل الصمت المليء بالحروف