أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أنه طلب من الاتحاد الأوروبي ألا يشجع على هجرة المسيحيين من العراق مشيرا إلى أن الفاتيكان لبى دعوته وحث مسيحيي العراق على عدم الهجرة. وقال المالكي في كلمة ألقاها خلال حفل إعادة افتتاح كنيسة سيدة النجاة في الكرادة وسط بغداد اليوم الجمعة انه طلب من دول الاتحاد الأوروبي عدم التشجيع على هجرة المسيحيين من العراق،عازيا السبب إلى أن مسيحيي العراق عاشوا معنا بوئام ومحبة وعلاقات طيبة لم تشهد خصاماً ولا خلافاً ولا حروباً أو مشاكسات . وأضاف المالكي "لقد دعوت أيضا البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان إلى إصدار بيان يطالب فيه المسيحيين بالبقاء في العراق، حتى لا يخلو الشرق من أبناء هذه الديانة، كما لا يخلو الغرب من المسلمين مؤكدا أن البابا لبى الدعوة وهو مشكور،مشددا على أن المسلمين والمسيحيين هم حلقات التواصل بين الديانات . واعتبر رئيس الوزار العراقي نوري المالك،أن تنظيم القاعدة فشل في إخلاء العراق من المسيحيين وقال موجها كلامة لتنظيم القاعدة"لقد خاب سيعكم في ما قمتم به من هجمة بربرية بشعة أبشع ظواهر اللا إنسانية واستهداف لإخواننا المسيحيين كان هدفكم إخلاء العراق منهم وقطع التواصل التاريخي مع شريحة من مجتمعنا هم سكان العراق الأصليين". وأضاف المالكي "لقد خبتم وهذه هي كنيسة النجاة تشمخ مرة أخرى لتحتضن المصلين مرة اخرى" فيما شكر "كل من صمد وقاوم من المسيحيين وبقي في العراق جنباً إلى جنب مع إخوانهم، وكل من وقف بوجه هذه الهجمة التي يندر أن يتعرض لها شعب كما تعرض لها العراق منذ 2003".
وأعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمته خلال حفل إعادة افتتاح كنسية سيدة النجاة وسط بغداد عن أسفه الشديد ل"وقوف الكثير من العالم إلى جانب الإرهابيين، ونقول لهم أن هذه نقطة سوداء من تاريخهم ومن يقف معهم وخلفهم" مشددا على أن "الإرهاب حصد هذه الأرواح كما حصد مئات الآلاف من الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء من شرائح المجتمع العراقي كافة".
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعاد في وقت سابق اليوم الجمعة افتتاح كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد بعد عامين على ترميمها إثر تعرضها لهجوم أسفرعن مقتل وإصابة 125 شخصا .
حضر حفل الافتتاح لفيف من الكهنة والمطارنة ، إلى جانب عدد من رجال الدين الإسلامي والمسئولين الحكوميين والبرلمانيين.
يذكر أن مسلحين مجهولين كانوا قد اقتحموا كنيسة سيدة النجاة في 31 أكتوبر عام 2010 واحتجزوا عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً، وتبنى تنظيم ما يعرف ب"دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيم القاعدة، الهجوم مهددا باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراد.
ويضم العراق عدة طوائف مسيحية من بينها الكلدان أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة والسريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك وطائفة اللاتين الكاثوليك، والآشوريين أتباع الكنيسة الشرقية إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستان .