أعلن رئيس الوزراء المالي شيخ موبيدو ديارا استقالته من منصبه بعد ساعات من اعتقاله من قبل عسكريين أسهموا في انقلاب مارس في مالي ، دون أن يوضح أسباب الاستقالة. وكان مسئولون ماليون قالوا إن رئيس الوزراء المالي اعتقل في وقت متأخر الاثنين أثناء محاولته مغادرة البلاد إلى فرنسا.
ومن جهة أخرى، أفاد متحدث عسكري مالي ل"بي بي سي" أنه يشتبه في محاولة شيخ موبيدو ديارا تعريض الحوار السياسي المقرر للتحول باتجاه الديمقراطية في البلاد للخطر.
وأضاف إن الاعتقال جاء بناء على أوامر من عسكريين ممن ساعدوا في انقلاب مارس الماضي.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مصدر من المحيطين برئيس الوزراء قوله إن الاعتقال جاء بناء على أمر من قائد الانقلاب العسكري السابق أمادو سانوغو.
وأضاف المصدر "اعتقل رئيس الوزراء من قبل نحو 20 جنديا جاءوا من كاتي" في إشارة إلى الحامية العسكرية التي تقع خارج باماكو والتي انطلق من الانقلابيين، موضحا انهم " اقتحموا منزل رئيس الوزراء واقتادوه بشكل وحشي نوعا ما".
وأشار المصدر نفسه إلى إن شيخ موديبو ديارا كان يزمع التوجه مساء الاثنين إلى باريس لإجراء فحوص طبية، إلا أنه عدل عن الذهاب إلى المطار عندما علم أن حقائبه أنزلت من الطائرة التي كانت ستقله إلى فرنسا.
وأضاف أن رئيس الوزراء سجل رسالة قصيرة كانت ستبث قريبا عبر التلفزيون الوطني ولكن العسكريين توجهوا إلى مقر التلفزيون في باماكو وصادروا التسجيل.
وقد تصاعدت في الأسابيع الأخيرة التوترات بين العسكريين الذين قادوا الانقلاب ورئيس الوزراء المدني الذي اجبروا على تعيينه.
يذُكران الكابتن أمادو سانوغو قام بانقلاب عسكري بالرئيس أمادو توماني توريه في 22 مارس.
ووقعت مناطق شاسعة من المناطق الصحراوية تزيد مساحتها على مساحة فرنسا تحت سيطرة جماعات إسلامية متشددة في الفوضى التي أعقبت الانقلاب العسكري في مالي التي كانت تعد واحدة من أكثر الدول الديمقراطية المستقرة في إفريقيا.
وقد أرغم سانوغو على إعادة السلطة إلى المدنيين بعد أسبوعين على الانقلاب، بيد أنه ورجاله ما زالوا يتمتعون بنفوذ كبير في باماكو.
وعلى الصعيد الأخر، كان الاتحاد الإفريقي أقر خطة للتدخل العسكري في مالي لمساعدة حكومتها على بسط سيطرتها على أنحاء البلاد وبشكل خاص في شمال البلاد الذي تسيطر عليه منذ نهاية حزيران/يونيو مجموعات إسلامية مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وطالب الاتحاد مجلس الأمن الدولي بإصدار تفويض بنشر قوة عسكرية أفريقية في مالي.
وقد أعلن رئيس الوزراء ديارا مرارا عن تأييده لتدخل قوة عسكرية دولية سريعا في شمال البلاد، الأمر الذي يعارضه قائد الانقلاب السابق. مواد متعلقة: 1. طبول الحرب بمالي تنعش ممارسات «فرانس أفريك»