استمرت الصين في الحفاظ على مركزها المتقدم كأحد أهم الشركاء التجاريين للمنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) حيث شهد عدد الشركات الصينية زيادة بنسبة 100% خلال السنوات الخمس الماضيات، ليصل إلى 130 شركة بنهاية الربع الثالث من العام الجاري، مقابل 64 شركة في عام 2007. ومن المتوقع أن تشهد تجارة جافزا مع الصين زيادة بنسبة 10% لتزيد على 40 مليار درهم بنهاية العام الجاري، مقابل 37 مليار درهم بنهاية العام الماضي.
ويعكس النمو المستمر لتجارة الصين مع جافزا وتضاعف عدد الشركات في المنطقة الحرة، اهتمام هذا الاقتصاد الضخم بمنطقة الشرق الأوسط من ناحية الصادرات غير النفطية، على الرغم من أن اهتمام الصين بالمنطقة بدأ بتصدير النفط، حيث تزود منطقة الشرق الأوسط العملاق الآسيوي بحوالي 25% من إجمالي استهلاكها اليومي للنفط.
وكانت الأزمة المالية العالمية الأخيرة سبباً في تعزيز حضور الصين بمنطقة الشرق الأوسط، لا سيما بعد أن واجهت أسواقها الرئيسية المتمثلة في أوروبا وأميركا صعوبات اقتصادية ومشاكل مع الديون تأثراً بالأزمة.
وقال ابراهيم محمد الجناحي، نائب المدير التنفيذي في جافزا: "انعكس اهتمام الصين بالمنطقة بشكل عام وبدولة الإمارات على وجه الخصوص في عدد من الزيارات التي قام بها مسئولون صينيون ورجال أعمال للدولة.
وتمتلك منطقة الشرق الأوسط كل الإمكانيات والفرص التي يبحث عنها اقتصاد سريع النمو مثل الاقتصاد الصيني، سواء من ناحية الموارد الطبيعية أو السوق الاستهلاكية للبضائع المصنعة في هذه الدولة التي أصبحت رائدة في عدد من مجالات الصناعة المختلفة.
وسوف تمكن المرافق والخدمات اللوجستية الرائدة في جافزا المستثمرين ورواد الأعمال الصينيين من خدمة أعمالهم على مستوى المنطقة بأكملها."
وقام وفد تجاري مكون من 35 فرد يمثلون شركات تعمل في مجال الإنشاءات بمدينة فوشان الصينية بزيارة جافزا مؤخراً بغرض بحث إمكانية إقامة قاعدة لهم في المنطقة انطلاقاً من جافزا. وكان وفد صيني مكون من 12 فرد يمثلون شركات عاملة في الصناعات الخاصة بالوقود، قاموا بزيارة جافزا قبل وفد الإنشاءات لبحث فرص تأسيس أعمالهم في المنطقة الحرة.
وتعد جافزا موطناً لعدد كبير من الشركات العالمية العاملة في مجالات النفط والبتروكيماويات والتي تستفيد من البنية التحتية المتطورة في المنطقة الحرة لخدمة أعمالها في أسواق الشرق الأوسط وآسيا.
وتبع هذا الوفد وفد آخر من منطقة تيانجين نانجانج الصناعية بغرض تبادل الخبرات التجارية مع جافزا، والاطلاع على أفضل ممارسات الأعمال في المؤسستين، بالإضافة إلى بحث الفرص المتاحة لعملاء المنطقتين.
وتقع منطقة تيانجين نانجانج الصناعية، بالقرب من منطقة بوهاي الصينية الغنية بالموارد الطبيعية. وتحتوي بوهاي على احتياطي يقدر بأكثر من 850 مليون طن، بالإضافة إلى 78 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. ويصل الإنتاج السنوي من النفط الخام في بحر بوهاي إلى 12 مليون طن. وتحتوي منطقة تيانجين نانجانج الصناعية على حقلين للنفط بطاقة إنتاجية تصل إلى 12.5 مليون طن سنويا.
وتضم منطقة تيانجين نانجانج الصناعية 5 مجمعات مختلفة هي مجمع صناعة البتروكيماويات، ومجمع الصناعات المعدنية، ومجمع الصناعات المتكاملة، ومجمع الميناء والخدمات اللوجستية، ومجمع الأعمال العام. وتعلم شركات المنطقة الصناعية أن جافزا تعد منصة مثالية لممارسة أعمالها في المنطقة التي تشهد طلباً متزايداً على المنتجات من جميع القطاعات الصناعية واللوجستية.
واستقبل الوفد الدكتور محمد البنا، نائب رئيس المبيعات التجارية، وخالد المرزوقي، المدير الإقليمي لآسيا والباسيفيك في جافزا، حيث ناقش الطرفان الفرص المختلفة التي يمكن الاستفادة منها، حيث أثمر النقاش عن فتح أوجه جديدة للتعاون بين الطرفين.
وأعقبت تلك الزيارة وصول 22 شخصاً يمثلون شركات عاملة في قطاع الإلكترونيات من الصين، لاستكشاف فرص النمو في سوق منطقة الشرق الأوسط عبر جافزا. ومثل الوفد شركات صغيرة ومتوسطة عاملة في القطاع، حيث أظهر ممثلو الشركات اهتمامهم بإنشاء مراكزهم الإقليمية في جافزا. واطلع الوفد على معلومات حول الأهمية الاستراتيجية لجافزا كوجهة أعمال متكاملة تخدم غرب آسيا وأفريقيا واتحاد الدول المستقلة.
ومع اهتمام الشركات ورواد الأعمال في الصين بالاستثمار في المنطقة، تتوقع جافزا زيادة مطردة في عدد الشركات الصينية التي تنضم إليها. وتعد جافزا الآن مقراً لعشرات الشركات الصينية العالمية الرائدة في مجالاتها مثل "مجموعة سينوبك" و"سينوتشيم العالمية" و"مؤسسة الصين الوطنية للبترول" و"الصين لهندسة السكك الحديدية" بالإضافة إلى عدد من الشركات الرائدة الأخرى.
وفي إطار سعيها لاستقطاب مزيد من الاستثمارات والشركات الجديدة من السوق الصيني الذي يشهد نمواً مستمراً، شاركت جافزا في الدورة السادسة من معرض باوما2012 الذي يقام بمدينة شنغهاي الصينية، بجناح كبير تصل مساحته إلى 36 متراً مربعاً في مركز شنغهاي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وتهدف جافزا بمشاركتها في المعرض إلى استقطاب مزيد من العملاء الجدد بالإضافة إلى رفع درجة التوعية بعلامتها التجارية في مجتمع الأعمال العالمي، والالتقاء والتواصل مع كبار الشركات والعلامات التجارية العاملة في هذا المجال على مستوى العالم، والاطلاع على اتجاهات الصناعة في الوقت الحالي.
وعقد فريق عمل جافزا جلسات تواصل مع عدد من الشركات المختلفة المشاركة في المعرض، بالإضافة إلى زوار المعرض الذين يظهرون اهتماماً بتأسيس شركاتهم أو افتتاح فروع لهم في منطقة الشرق الأوسط.
حيث نجح فريق العمل بالمعرض في عرض ما تقدمه المنطقة الحرة من تسهيلات وخدمات للعملاء، ومدى سهولة تأسيس الشركات في جافزا وتنافسية الموقع الذي تقدمه المنطقة الحرة لعملائها، حيث ملاصقتها للميناء الأكبر على مستوى المنطقة وارتباطها عن طريق مشروع ممر دبي اللوجستي بمطار آل مكتوم الدولي، والارتباط الحالي بمطار دبي الدولي، بالإضافة إلى الكثير من الميزات والخدمات التي تقدمها جافزا.