شهد اليوم الثاني لزيارة وفد الاستثمار المصري للصين الذي يرأسه د.محمود محيي الدين وزير الاستثمار عدة لقاءات منها لقاء مع وزير التجارة الصيني ونائب الوزير . كما عقد لقاء آخر مع نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الي جانب لقاء مع نائب عمدة مدينة تيانجين الصينية واستهدفت اللقاءات مناقشة الاستثمارات الصينية في مصر وطرق التوسع فيها وزيادتها خلال الفترة المقبلة بما يمكن من تصنيع جزء كبير من احتياجات وواردات مصر من الصين علي الأرض المصرية لكي تكون مصر مركز لانطلاق الاستثمارات الصينية في افريقيا. وكان أولي الاجتماعات مع شين ديمنج وزير التجارة الصيني حيث تلقي الوزير الصيني دعوة مصرية لحضور مؤتمر الاستثمار في افريقيا المقرر عقده في شهر ابريل المقبل في مدينة شرم الشيخ وتعده سكرتارية الكوميسا في مصر تحت رعاية الرئيس مبارك ويشارك فيه عدد من الوزراء وكبار المسئولين في الدول الخليجية ودول الآسيان. وتم خلال اللقاء مناقشة المشروعات الخاصة بالبنية الأساسية والربط الكهربائي والطرق في مصر والإمكانات الخاصة بالاستثمار فيها وكذلك الاستثمار في مجال البنية الأساسية في أفريقيا وتحويل مصر إلي مركز لانتاج الكهرباء وتصديرها للدول المجاورة. وأكد د.محمود محيي الدين خلال اللقاء اهتمام مصر البالغ بموضوع الطاقة والكهرباء وانتاج الطاقة المتجددة موضحا أن هناك مشروعا للربط الكهربائي بين مصر والسعودية, وبين مصر وعدة دول عربية أخري, كذلك هناك توجه للربط الكهربائي بين مصر وشرق وغرب أوروبا.وأبدي الجانب الصيني اهتمامه بالاستثمار في منطقة طريق الصعيد البحر الأحمر, والدخول في مشروعات الخدمات والنقل المبرد, وفي هذا السياق أكد د.محمود محيي الدين أن منطقة الصعيد البحر الأحمر منطقة واعدة للاستثمار موضحا أن النشاط الزراعي في المنطقة سيكون مقصورا علي الأهالي فقط, أما باقي مشروعات التصنيع والانتاج فهي مفتوحة للمصريين والعرب, والأجانب, وقال إنه سيتم البدء في تأسيس ميناء حاويات سفاجا قريبا وسيتم التشاور بين وزير النقل المصري والجانب الصيني بخصوص هذا الموضوع. وتناول اللقاء مناقشة موضوع منطقة شمال غرب خليج السويس وحث الجانبين المصري والصيني علي الانتهاء من الإطار التعاقدي الملزم للتنمية ووضع جدول زمني للانتهاء من التطوير. وأبدي الوزير الصيني تأكيده توجه الحكومة الصينية بعد زيارة رئيس الوزراء الصيني لمصر في نوفمبر الماضي الي دفع مشروع تنمية منطقة شمال غرب خليج السويس. كما التقي الوفد المصري مع نائب وزير التجارة الصيني فوسينج وهو المسئول عن ملف التعاون الاقتصادي والاستثمار في منطقة افريقيا والشرق الأوسط وتم مناقشة موضوع الجامعة الصينية المقرر انشاؤها الذي لايزال تحت الدراسة وهو ضمن المخطط العام لتنمية منطقة شمال غرب خليج السويس. وشملت الزيارة توقيع مذكرة تفاهم مع مركز تطوير التجارة الصيني تستهدف الترويج المتبادل للاستثمار. وانتقل الوفد الاستثماري المصري برئاسة د.محمود محيي الدين الي مدينة تيانجين في شمال شرق الصين حيث التقي مع نائب عمدة تيانجين لمتابعة مشروع التوأمة بين تيانجين ومدينة السويس, كما ناقش د.محمد محيي الدين المشروعات الصينية من مدينة تيانجين في مصر والتي يصل عددها الي23 شركة منها شركة تيدا الصينية, كما يصل معدل النمو الاقتصادي في المدينة الي16% وهو أعلي معدل نمو في الصين. وفي لقاء بين الشركات المصرية والصينية عرض عادل منير رئيس الشركة القابضة للتأمين أهم تطورات سوق التأمين في مصر والخدمات التي يتم تقديمها, وتحدث محمد يوسف رئيس الشركة القابضة للنقل البحري والبري نشاط الشركة والامكانيات المتاحة للاستثمار في هذا القطاع. وقدم رئيس شركة هاواي الصينية التي تعمل في مجال الاتصالات عرضا لأهم انشطتها في مصر والتي زاد حجم استثماراتها الي22 مليون دولار كما سيقومون بإرسال750 من خبراء الاتصالات الصينية لتدريب العمالة المصرية. وتحدث نائب رئيس شركةZTE عن رغبة الشركة في التوسع بشكل أكبر في السوق المصرية. وقام مجموعة من المستثمرين الصينيين بعرض خططهم ووجودهم في السوق المصرية مؤكدين وجود العديد من التسهيلات في مصر, ولكن هناك بعض المشكلات الفنية والإجرائية البسيطة التي يتم معالجتها. وخلال اللقاء أكد د.محمود محيي الدين أنه بالرغم من العجز التجاري بين مصر والصين لصالح الصين فإن هذا العجز اتجه للانخفاض حيث تراوح بين4 و4.5 مليار دولار في2009 وذلك مقارنة بعجز يصل الي5.3 مليار دولار في..2008 وقال إن اللقاء أوضح رغبة العديد من الشركات الصينية العاملة في مصر لزيادة أنشطتها الاستثمارية. وأشار الوزير الي أن زيادة الاستثمارات الصينية في مصر تصب في مصلحة البلدين لان المصانع الجديدة والمشروعات التي سيتم تأسيسها من الجانب الصيني ستقوم أيضا باستيراد جزء كبير من احتياجاتها من السوق الصينية. وفيما يتعلق بالتبادل التجاري بين البلدين أشار الوزير إلي أن الزيادة في الواردات الصينية لمصر ترتبط بزيادة معدلات النمو في مصر وزيادة احتياجات المصانع والمشروعات الاستثمارية وقال إن الفترة القادمة ستشهد معدلات نمو مرتفعة سيتبعها كذلك ارتفاع معدلات التجارة. وبالنسبة لمنطقة شمال غرب خليج السويس أوضح الوزير أن هذه المنطقة الاقتصادية واعدة ويجب ان تقوم شركة تيدا الصينية التي تتولي تنمية المنطقة بانجاز المشروع علي الوجه الأكمل, بحيث لايقل عن مستوي المنطقة الصناعية في مدينة سوجو الصينية بشنغهاي.