بدأ د. محمود محيي الدين اليوم الأول لزيارته للعاصمة الصينية بكين بعد انتهاء مجموعة من الزيارات واللقاءات في شنغهاي علي رأسها زيارة مدينة سوجو الصناعية ولقاء نائبة عمدة المدينة. والتقي الوزير مع لي جينجون نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي والذي أبدي رغبه الحزب وقيادته في زيارة مصر في شهر مايو المقبل وذلك بناء علي دعوة سابقة السيد صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني. كما وجد لي جينجون دعوة للحزب الوطني لزيارة الصين للتعرف علي قيادات الحزب وتوثيق العلاقات بين الجانبين. وأكد المسئول الصيني عمق العلاقات بين مصر والصين وأهميتها خاصة في القطاع الاقتصادي والتجاري, وأشاد بدور الرئيس مبارك في مساندة العلاقات المصرية الصينية, ودور مصر في محيطها العربي والافريقي. وناقش د. محمود محيي الدين مع نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي العلاقات الاقتصادية بين الجانبين, مشيرا الي عجز الميزان التجاري لصالح الصين والذي يمثل مشكلة كبيرة, والي الاتفاق الذي تم بين المهندس رشيد وزير التجارة والصناعة وبين الجانب الصيني فيما يتعلق بهذا الموضوع, والاتفاق علي عدد من الترتيبات ومنها التصديق علي جودة المنتجات من الدوائر الجمركية في كل من مصر والصين وهو ما بدأ العمل به بالفعل. واشار د. محمود محيي الدين الي أن متوسط العجز في الميزان التجاري في السنوات الثلاث الماضية يصل الي4,5 مليار دولار سنويا, وأوضح أنه بحث مع المسئول الصيني سبل تنشيط الاستثمارات الصينية في مصر وزيادتها خاصة المنتجات التي يتم تصديرها لمصر بحيث يمكن انشاء مصانع لها في مصر لتغطية احتياجات السوق المصرية الي جانب التصدير. وأكد لي جنيجون نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي علي ترحيب الصين بهذا التوجه, ودعم الحزب الشيوعي لزيادة الاستثمارات الصينية في مصر, موضحا أن هدف الصين ليس تحقيق فائض تجاري مع الدول النامية بقدر رغبتها في تحقيق علاقة متوازنة مضيفا أن الاستثمار هو الطريق الصحيح لتنفيذ هذا التوازن. وأشار د. محمود محيي الدين الي أن زيادة عدد الشركات الصنيية في مصر الي1050 شركة ومعظمها شركات متوسطة وصغيرة الحجم موضحا أن مصر تسعي لتواجد مزيد من الشركات والاستثمارات الصينية ذات القيمة المضافة العالية والمكونات التكنولوجية, وقال إنه يمكن تحقيق ذلك من خلال مساندة الجانب الصيني للشركات الموجودة في مصر لتوسيع أعمالها وزيادة أعدادها من خلال الاستفادة من مزايا المناطق الصناعية والاقتصادية. وتناول اللقاء موضوع المنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج السويس, وقد اكد للمسئول الصيني ضرورة حسم الموضوعات المعلقة والخلافات الشكلية في بعض العقود وذلك لتنفيذ التعاقدات مع شركة التنمية الصينية للانتهاء من نظام الشباك الواحد بالمنطقة في الموعد المحدد وهو نهاية يوليو2010, واشار الوزير إلي أن منطقة شمال غرب خليج السويس يتم الترويج لها وسيتم استكمال متطلبات التطوير فيها والمرافق المطلوبة. وأضاف أن هذه المنطقة ليست مجرد مجموعة وحدات ولكنها منظومة متكاملة للتنمية وتطبيقات البحث العلمي وتتضمن مراكز للتدريب والتأهيل ومناطق لاسكان العامليم. واشار المسئول الصيني إلي مساندة الحزب الشيوعي الصيني لزيادة الاستثمارات الصينية في هذه المنطقة, واقترح أن يتم عقد لقاءات لتوضيح طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين البلدين وفق الاتفاقية المتوقعة بين البلدين منذ عشر سنوات, كما سيتم اعطاء صورة متكاملة لكافة الشركاء في الانشطة الاقتصادية لحثهم علي انجاز المشروعات دون توقف. وأضاف أن العلاقات بين الصين ومصر لها كذلك بعد افريقي وعربي مهم لما لمصر من تأثير واتصال وثيق بالمنطقة العربية وبالدول الافريقية. وقد شملت الزيارة عقد مجموعة من اللقاءات الثنائية بين شركات مصرية وصينية في مجالات البنية الاساسية ومواد البناء واعادة تدوير المخلفات الصلبة والمعدنية, وكذلك في مجال المنسوجات والاجهزة الكهربائية, وأبدت الشركات الصينية استعدادها للعمل والتوسع في مشروعات استثمارية في مصر في مجال طاقة الرياح والبنية الاساسية الي جانب التبادل التجاري. وتم توقيع مذكرة للتعاون بين شركة صينية وأخري مصرية في مجال توليد الطاقة من المخلفات الصلبة وأخري في البنية الأساسية شركة مصرية وشركة صينية. وفيما يتعلق بالعلاقات العلمية بين البلدين اشار الوزير الي أنه حتي تنتهي الجامعة الصينية في مصر سيتم خلال السنوات الثلاث القادمة استهداف ارسال50 طالبا سنويا للدراسة في الخارج, وذلك من خلال دعم مؤسسة مصرية ومن خلال تحمل بعض الشركات لمسئوليتها الاجتماعية ونصف عدد الطلبة سيتم ارسالهم الي الصين والهند وسنغافورة واستراليا للالتحاق بكبري الجامعات هناك. واشار إلي أنه بناء علي اتصال مع د.هاني هلال وزير التعليم العالي سيتم القيام بزيارة الهيئة خلال الفترة المقبلة لمتابعة موضوع الجامعة الصينية التي من المقرر اقامتها في شمال غرب خليج السويس. ومن المقرر كذلك أن يتم تنظيم زيارة لرئيس الوزراء المصري الي الصين خلال الشهور المقبلة وذلك وفق تصريحات السفير احمد رزق السفير المصري في الصين.