شدد رئيس الجمهورية التركي، "عبد الله غول، اليوم، على أن تركيا ستقدم نموذجاً للأسرة الدولية في دعم إنشاء المؤسسات الصومالية. ووفقا لوكالة " الأناضول " أشار غل في تصريحاته، خلال المؤتمر الصحفي، الذي أعقب لقاءه بالرئيس الصومالي، "حسن شيخ محمود"، الذي وصل إلى أنقرة صباح اليوم، أن الصومال مرت بحقبة مجهولة قرابة 20 عاماً، موضحاً أن دعم المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية في السنوات الثمانية الأخيرة، نتج عنه ميلاد صومال جديدة.
وأشاد غول بتأسيس البرلمان الصومالي، وتشكيل الحكومة الجديدة، وتمثيل المرأة نسبة 30% من البرلمان، مشيراً أن ذلك يظهر دخول الصومال عهد جديد.
وذكّر غول بعمق العلاقات التاريخية الممتدة بين تركيا والصومال، مشيراً أنها تعود للقرن ال16، مؤكداً أن الشعب التركي كان يشعر بهموم الصوماليين، وخاصة المجاعة التي ضربت البلاد العام المنصرم، وأنه نظم العديد من الحملات الإنسانية لذلك. مشيراً أن تركيا تعمل على إقامة العديد من مشاريع البنى التحتية في الصومال.
وشدد غول على أهمية الجانب الأمني عند تأسيس وإنشاء الدول، مؤكداً على جاهزية تركيا للتعاون مع الصومال في تهيئة قواتها المسلحة ومؤسساتها الشرطية.
وأكد غول أن العلاقات الصومالية التركية تعززت، في أعقاب زيارة رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان"، لمقديشو العام الماضي.
وعلى الجانب الأخر أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، أن الصومال دخلت مرحلة تغيير بعد سنوات طويلة من عدم الاستقرار، وانها ستصبح دولة مختلفة تعد مواطنيها بحياة أفضل.
وعبر محمود في مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي عبدالله غول، عن شكره لتركيا حكومة وشعبا على الدعم الذي قدموه للصومال، وبعثهم الأمل في هذا البلد، في أشد الفترات ظلاما.
ولفت الرئيس الصومالي ، أن المساعدات التركية ساهمت في إكساب الدعم الدولي لبلاده أبعادا جديدة، مشيرا إلى أهمية زيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان واسرته للبلاده، عندما كانت الصومال بلدا لا يرغب أحد بزيارته.
وذكّر محمود بتأسيس حكومة الصومال بعد 20 عاما من غموض الوضع في البلاد، وأن الأمن يمثل أولوية لسياسات بلاده، مشيرا إلى تحديد الخطوات اللازمة في هذا الملف، وأن الاتفاقيات الموقعة مع تركيا اليوم تعد منعطفا في هذا الإطار .
وتطرق الرئيس الصومالي إلى دراسة طلاب صوماليين في الجامعات التركية على نفقة أنقرة، مؤكدا أن الأمر يعد استثمارا مباشرا في المصادر البشرية الصومالية، ما يعني احتمال رؤيتهم يوما ما في مناصب عليا يديرون البلاد.
وبيّن محمود أن منظمات المجتمع المدني التركية العاملة في الصومال، تعمل بمجهود أكبر مقارنة مع غيرها، وتتواصل مع الشعب مباشرة، وان نشاطها يدل على أن علاقة الشعبين ليست سياسية، وإنما اجتماعية في المقام الأول.