نشرت جريدة الواشنطن بوست عرضا لكتاب " دائرة الخيانة " للمؤلفين ساندرا جريمس جان فيرتفيلي ، الصادر عن معهد الصحافة البحرية في 228 صفحة . يتحدث هذا الكتاب عن قضية تولت وكالة المخابرات المركزية التحقيق وقام فريق عمل الكتاب بالتحقيق فيما حققت فيه الوكالة للتأكد من دقة المعلومات التي وصلت إليها فكانت النتيجة ليست بعيدة عن الدقة وإنما كانت مغايرة تمام ومتناقضة لتحقيقات الوكالة .
ففي أواخر مايو 1991 بدأت مجموعة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي لمعرفة سر أحداث الاستخبارات والتجسس التي وقعت عام 1985 وخاصة من جانب الاتحاد السوفيتي .
ظل سبب حدوث هذا الاختراق والتجسس مجهولا وغير معروفا ، وإن كان البعض اعتقده مجرد اختراق لقطاع الاتصالات ليس أكثر ، في حين اعتقد البعض الاخر أنه تخلي عن مسؤولية الحفاظ على المعلومات .
ساندرا جرايمز واحدة من مؤلفي هذا الكتاب والتي بدأ معها فكرة " دائرة الخيانة " من خلال اجراء محاضرات عن اجراءات التحقيقات اللازمة لمكافحة التجسس ، ولذا فقد تعاونت مع فريق مؤلفي الكتاب للبحث في هذه القضايا الشائكة التي تتعلق بوكالة الاستخبارات الامريكية .
وقد اثار الدريتش أميس الشك فهو رجل الاستخبارات بسي أي أيه المخضرم ذو التاريخ الطويل ، ولكنه في الوقت ذاته ذو المظهر الباهظ التكاليف فهو يرتدي دائما أفضل الثياب واغلاها ، ولذا فقد تم اكتشاف علاقته بقضايا التجسس لصالح كل من روسيا لمدة ست سنوات ، وقد تم إلقاء القبض عليه عام 1994 مقرا بنفسه بالذنب والادانة فيما نسب إليه من تهمة التجسس ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة ليدفع ثمن جشعه وبيعه لامن وطنه .
وقد يتساءل القاريء ما الذي يجعل كتاب " دائرة الخيانة " مختلفا ومثيرا عن الكتب التي كتبت ذي قبل في نفس الموضوع ، وتأتي الأجابة بأنه كتب من قبل الأشخاص الحقيقيون الذين شهدوا بأنفسهم انهيار شبكة التجسس الروسية داخل الامن الأمريكي ، وهم من اكتشفوا خيانة أيمس وبولياكوف ديمتري الجنرال بالمخابرات العسكرية السوفياتية المسؤول عن شبكة التجسس الروسي في أمريكا وهو ما تم القبض عليه واعدامه بعد أيمس .
وختاما فقد يضيف هذا الكتاب وجهة نظر جديدة فيما فعله أيمس من خيانة وطنه ، ولكن بالطبع لن تكون الأخيرة فمازال الكثير يبحث في خيانته التي كانت وبالا على وكالة الاستخبارات الأمريكية التي بدلا من أن تكون بيتا لأولئك الذين يدافعون عن الوطن ظهر فيها من يخونه مستغلا ما يعرفه عنه . عرض الكتاب في جريدة الواشنطن بوست المحرر ديفيد أي هوفمان .