تلقى الوسط الثقافي ببالغ الحزن نبأ رحيل الأديب الكبير خيري شلبي ، والذي وافته المنية صباح اليوم عن عمر 73 عاما إثر أزمة قلبية حادة أصابته . وسيشع الجثمان عصر اليوم من قريته شباس عمير، التابعة لمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ. قدم شلبي نحو 70 كتاباً ضمت روايات ومسرحيات ومجموعات قصصية ودراسات نقدية، ومن أشهر رواياته "السنيورة"، و"الأوباش"، و"الشطار"، و"الوتد"، و"العراوى"، "موال البيات والنوم"، "ثلاثية الأمالى" (أولنا ولد - وثانينا الكومى - وثالثنا الورق)، "بغلة العرش"، "صالح هيصة"، "اسطاسية" وغيرها من الأعمال. ومن مجموعاته القصصية "صاحب السعادة اللص"، "المنحنى الخطر"، "سارق الفرح"، "أسباب للكى بالنار"، وغيرها، ومن مؤلفاته ودراساته: "محاكمة طه حسين: تحقيق في قرار النيابة في كتاب الشعر الجاهلي"، "أعيان مصر" (وجوه مصرية)، "غذاء الملكات" (دراسات نقدية)، رحلات الطرشجي الحلوجي، "مسرح الأزمة "(نجيب سرور)، وغيرها. حصل الفقيد على عدد من الجوائز، أبرزها جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980- 1981، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980 - 1981، وجائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية" 1993، وجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة 2003، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 2005، كما رشحته مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب. تميز خيرى شلبى بكتابة "البورتريهات" التى ترسم ملامح شخصيات معروفة بأسلوب أدبى، وكان يكتب مقالات صحفية فى كثير من الصحف، ومنها "الأهرام"، و"الأسبوع"، كما عمل رئيسا لتحرير مجلة "الشعر" التى تصدر عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكان يشغل قبل رحيله منصب مقرر لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس تحرير سلسلة الأدب الشعبى التى تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. وفي حواره مع "محيط" قال شلبي أن أصحاب رأس المال عليهم تبني المشروعات الثقافية في بلادنا وأن تكون هناك ضريبة موجهة لرعاية الثقافة . وقال عن الثورة أنها أعادت للمصريين معنى الحياة وأنه سعيد لأن حياته امتدت ليراها بعينيه بعد أن كان اليأس قد تسرب لنفسه وشعر أن المجتمع أصابه التبلد من كثرة الفساد . كما هاجم شلبي ثورة يوليو مشبها إياها بالإنقلاب العسكري الذي تجسدت معه أشكال الديكتاتورية وبرز في ظلها المخابرات والسجون الحربية. وعن تحويل أعماله الأدبية إلى شاشات التليفزيون قال : السينما والتليفزيون يزيدان العمل انتشارا، ولكن العمل الأدبي يظل محتفظا برونقه وبريقه الخاص به على الورق. وكان الراحل لا تحكمه طقوس خاصة في الكتابة ولكنه يقول عن ذلك: ".. لابد أن امتلئ تماما بالفكرة التي أكتب عنها، بعدها يمكنني الكتابة في أي مكان، فالعمل الفني مثل الجنين يبدأ بذرة صغيرة ويتكون داخل الإنسان ويعيش بداخله ويصقله المبدع بالواقع الذي يحيط به، حتى يكتمل الجنين ويلح بقوة على الخروج إلى النور والحياة".