رجحت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وافق على اتفاق التهدئة مع حركة "حماس" لهدفين.. أحدهما: الحفاظ على مرونة جيشه استعدادا لأية مواجهة محتملة مع إيران من جهة، والثاني: الحفاظ على دعم المجتمع الدولى لجهوده الرامية لوضع حد للبرنامج النووي الإيراني.
وعزت الصحيفة في عددها الصادر الثلاثاء - في تقرير لها حول هذا الشأن نشرته اليوم الثلاثاء وأوردته على موقعها الألكتروني - أسباب سعادة إيران بالأزمة التى تعرضت لها إسرائيل على حدودها الغربية فى وقت سابق من الشهر الجاري والتي أدت إلى اندلاع صراع عنيف مع حركة حماس، إلى حقيقة تحويل مسار الاهتمام الدولي ببرنامجها النووي وبالمذابح التي يرتكبها حليفها في سوريا إلى منطقة الشرق الأوسط.
وعادت الصحيفة إلى تكرار ما تداولته وسائل الإعلام الغربية بشأن امداد حماس بصواريخ طويلة المدى من إيران بهدف اشعال حدة المواجهة مع إسرائيل، فضلا عن التعاون الوثيق الذي جمع بين إيران والجماعات الإسلامية في غزة التي استخدمت فيما بعد الصواريخ الإيرانية لضرب الأراضي الإسرائيلية خلال هذه المواجهة الوجيزة بين الجانبين.
وتعليقا على هذا الشأن، نقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) عن كريم سجادبور المحلل الدولي في الشئون الإيرانية بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي قوله:" لقد بات جليا أن القوة الناعمة لإيران في منطقة الشرق الأوسط تزداد زخما في أوقات الفتن والمذابح، والتي تنسبها إيران عقب ظهورها إلى السياسات الأمريكية والإسرائيلية".
وقالت الصحيفة :"إن الوضع الراهن بالمنطقة أظهر في الحقيقة مدى الصعوبة التي ستقف أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما في فترة رئاسته الثانية إذا ما أراد تجاهل المشاكل العديدة التي تخلقها إيران من أجل التركيز على ما يرغب في عمله بداخل بلده خلال الأعوام الأربعة القادمة".
وأوضحت أنه برغم الأجندة الخارجية الحافلة بالقضايا،إلا أنه يتحتم على الرئيس الامريكى باراك أوباما انجاز عدة أمور بالداخل الأمريكية ومن بينها:إصلاح التدهور المالي الذي تعاني منه الولاياتالمتحدة حاليا وإصلاح نظام الهجرة إلى الولاياتالمتحدة بجانب بذل المزيد من الجهود حيال قضايا التغير المناخي".
وفيما يخص السياسة الخارجية، ذكرت (وول ستريت جورنال) أنه بجانب إعادة النظر في السياسات الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، يتعين على الرئيس أوباما وضع اللمسات الأخيرة في انهاء الحرب في أفغانستان وتوجيه دفة السياسات الخارجية الأمريكية إلى منطقة آسيا والمحيط الهادىء بصفة أكبر، وهى المنطقة التي تمثل التحديات الاقتصادية والأمنية المستقبلية أمام واشنطن.