اكدت مصادر فلسطينية اليوم الثلاثاء ان الاطقم الطبية لم تخرج رفات الرئيس الراحل ياسر عرفات من القبر، ولكن تم اخذ عينات من الرفات دون اخراجه حيث تمت العملية بحضور قضاة فرنسيين . وقالت مراسلة قناة "الجزيرة" أن الفريق السويسري غادر مقر المقاطعة برام الله ، ومعهم صندوق فضي اضافة لحقائبهم الشخصية .
وأضافت المراسلة أنه وجدت صعوبة في اخراج الجثة من القبر، لسبب غير معروف ، فتم اخذ اجزاء من الجثة للحصول منها على العينة ، حيث تم وضع طاولة للتشريح داخل المصلى الذي لا يبعد متر عن الضريح ، الا أن العملية فشلت ، فتم اخذ العينات في النهاية من داخل القبر نفسه، وليس من الأجزاء التي انتشلت من خارج القبر.
واشارت الى انه لايوجد جنازة عسكرية لاعادة اغلاق الضريح ، فقط سيتم وضع اكاليل من الزهور ، بحضور المفتي الذي شهد عملية اعادة الرفات لمكانه.
وكانت قد بدأت العملية بمراسيم عسكرية فيما تم سحب جميع أجهزة الهواتف المحمولة من كل الموجودين في المنطقة، والذين سيشاركون في عملية أخذ العينات وفتح الضريح، وذلك حفاظاً على كرامة الشهيد، واحتراماً للعادات والتقاليد الاسلامية والعربية، نقلا عن وكالة "سما" الفلسطينية.
وجرت عملية فتح القبر بعيدا عن الأنظار، وعن عدسات وسائل الاعلام، لذا فقد أغلقت المنطقة المحيطة بالقماش الأزرق، وضربت قوات الأمن طوقاً أمنياً منعت أياً كان من الاقتراب منه، وسمحت لوسائل الاعلام بالتقاط الصور من مسافة بعيدة.
وحضر القضاة الفرنسيون المكلّفون بالتحقيق في أسباب وفاة الزعيم ابو عمار والذين وصلوا إلى رام الله أول من أمس، عملية اخذ العينات إلى جانب خبراء سويسريين وروس بطلب من السلطة الفلسطينية.
وكانت فرنسا فتحت تحقيقا رسميا بناء على طلب تقدمت به سها عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل والتي تقيم في فرنسا للتعرف على سبب وفاته.
ويرى العديد من الفلسطينيين منذ فترة طويلة بأن عرفات قتل على يد عملاء إسرائيليين ربما بمساعدة أحد الأشخاص في الدائرة المقربة من عرفات.
ونفت إسرائيل باستمرار مثل هذه الاتهامات.
وكان رئيس لجنة التحقيق في وفاة عرفات توفيق الطيراوي قال السبت الماضي إن " الضرورة المؤلمة فقط هي التي دعتنا لاتخاذ هذ الإجراء من أجل الوصول الى الحقيقة وراء وفاة الرئيس عرفات".
وأضاف الطيراوي الى ان لجنة التحقيق بدأت منذ سنتين بجهد كبير وسرية تامة ومهنية عالية العمل من أجل الوصول الى الهدف وهو معرفة الجناة.
وكشف الطيراوي عن أن " فتح الضريح سيتم بمراسم رسمية وسيعاد جثمانه بعد الانتهاء من الفحوصات بمراسم عسكرية تليق به كقائد للشعب الفلسطيني".
وليس من الواضح كم من الوقت سوف يستغرق عمل الخبراء لانجاز الفحوص، وقد يتوصلون إلى نتائج مختلفة.
وبينما يعتقد جزء كبير من الفلسطينيين أن قائدهم مات مسموما إلا أن فحص الرفات بعد مضي ثماني سنوات قد لا يكون فعالا، إذ أن مادة البولونيوم التي يعتقد ان عرفات مات مسموما بها تتحلل خلال فترة أقصاها خمسة شهور.
وقال داركي كريستين المتحدث باسم الفريق السويسري من مستشفى جامعة لوزان إن " العينات التي ستؤخذ ستتم وفقا لإجراءات خاصة غاية في الدقة".
وأضاف " هذه العينات تخضع للفحص مرات عدة وقد يستغرق الأمر شهورا للوصول إلى نتائج لذا أعتقد أنه يمكن التوصل إلى شئ بحلول مارس / اذار أو ابريل / نيسان المقبلين".
مواد متعلقة: 1. خبراء روس يصلون الضفة للمشاركة في عملية فتح قبرعرفات 2. فتح قبر ياسر عرفات اليوم لأخذ عينات تحليلية من رفاته 3. بدء إخراج جثمان الزعيم عرفات لمعرفة سبب الوفاة