أكدت والدة الشهيد إسلام مسعود الذي لقي مصرعه أمس خلال أحداث مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، الذي شيعت جنازته منذ قليل، أنها ترى أن ابنها شهيد قائلة «حسبي الله ونعم الوكيل فيمن فعلوا ذلك في إبني، وفيمن حرضوهم على ذلك، وأنها تحتسبه عند الله شهيدا، وأن قلبها يحترق بشدة على فلذة كبدها الذي راح ضحية من يجلسون على المكاتب ويحرضون الشباب على قتل بعضهم البعض». وأَضافت خلال مقابلة أجرتها معها قناة «الجزيرة مباشر مصر» أنها تلقت اتصالا تليفونيا تم إخبارها من خلاله بأن إسلام مصاب ويرقد في المستشفى، إلا أنها حينما ذهبت إلى المستشفى اكتشفت أن قضاء الله قد نفذ وأن كل من رآها طالبها بأن تحتسبه عند الله شهيد، لافتة إلى أن إسلام كان طوال عمره يتمنى الشهادة، وانه كان من المتفوقين ويشهد الجميع بأخلاقه، قائلة «حسبي الله ونعم الوكيل فيمن وصفوه بالبلطجي بعد أن لقي ربه».
وأوضحت وهي تنهمر بالبكاء أن آخر ما كتبه إسلام على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك هو طلبه من الله سبحانه أن يرضى عنه، مضيفة أنها كانت مريضة منذ أربعة أيام وكان إسلام يراعيها خلال هذه الفترة، وانه بالأمس أخبرها بأنه ذاهب إلى مقر جماعة الإخوان ليطمئن على أًصدقائه هناك، وأنها طالبته بعدم الذهاب؛ إلا أنه طمأنها بأنه لن يتأخر ولن يتعدى الأمر إلقاء نظرة؛ غير أنه لم يعد إلى الأبد.
وحملت والدة إسلام مسعود الأمن مسئولية ولدها بعد أن ترك الشباب يعتدون على بعضهم البعض لثلاث ساعات متصلة دون أن يتحرك أحد، متسائلة هل لو كان ابن مدير الأمن في وسط الاشتباكات ألم يكن سيسعى لحماية ابنه.
وبالرغم من وضعها الصعب، وفقدان فلذة كبدها؛ غير أنها تنظر إلى مصر البلد الأمين، ومن واجب الجميع أن يحفظها، داعية كافة القوى السياسية للدخول إلى حوار مفتوح للخروج من الأزمة الراهنة، حتى لا تزهق أرواح آخرين وفلذة كبد أمهات مصر.
وجدير بالذكر أن الشهيد إسلام مسعود قد لقي مصرعه أمس خلال اشتباكات وقعت بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة عند محاولة بعض الشباب إقتحام مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، على خلفية اعتراض الشباب على الإعلان الدستوري الذي أًصدره الرئيس يوم الخميس الماضي وتضمن إقالة النائب العام، وتعيين نائب عام جديد، وتحصين مجلس الشورى والجمعية التأسيسية من الحل بأي أحكام قضائية، وكذلك تحصين قرارات الرئيس من الطعن عليها أمام القضاء. مواد متعلقة: 1. «الجماعة الاسلامية»: عمر عفيفى هو من حرض على حرق مكتب «الجزيرة» 2. «محيط» تنشر أسماء المقبوض عليهم في «أحداث دمنهور» 3. الآلاف يشيعون جنازة «إسلام» شهيد دمنهور