كشف تقارير اعلامية عن هوية فلسطيني تعتقله إسرائيل منذ الأربعاء الماضي بشبهة تفجيره لحافلة ركاب بتل أبيب ذلك اليوم، وما زالت تخضعه لتحقيق سري في مركز لجهاز "شين بيت" الأمني، وتمنع محاميه من زيارته ليسمع أقواله بما تسبب بإلصاق أخطر شبهة تلحق بإنسان في إسرائيل، وهي المخرّب. إنه محمد فرجاوي، الذي بدأ يعبر من مرحلة المراهقة إلى البلوغ، فعمره 18 سنة "ويا حبيبي عليه، من البيت للشغل ومن الشغل للبيت" طبقا لما قالت والدته حين سألتها "العربية.نت" عبر الهاتف عن ثاني أبنائها الخمسة، وهم 3 ذكور وبنتين تتكون منهم العائلة التي يعيلها والدهم عبد، العامل سائقا لحافلة صغيرة ينقل بها العمال، ومن عمله فيها تعيش العائلة في زاروب بحي شعبي في الطيبة، ثالث أكبر مدن الخط الأخضر في إسرائيل بعد الناصرة وأم الفحم.
ونفت أم فارس كل ما روته الشرطة والأمن الإسرائيلي عن ابنها الذي بدأ يعمل منذ شهرين بفرع لشبكة "ماكدونالد" للسندويشات في بلدة "موديعين" القريبة من رام اللهوالقدس، لذلك كان يضطر للنوم في بيت جدته بالقدس، بسبب المسافة الطويلة بين مكان عمله والطيبة التي كان يأتي الى بيت عائلته فيها نهاية كل أسبوع "فيبقى جالسا معنا طوال الوقت، ويوم الجمعة يذهب لأداء الصلاة بالجامع" وفق تعبيرها.
قصة العبوة والتفجير
وكانت عبوة انفجرت بالحافلة قرب مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، وسببت جروحا متنوعة طالت 29 شخصا، ما زال 3 منهم بحالة لا يحسدون عليها، وبعد ساعات قليلة فقط توصلت الشرطة الى معرفة المشتبه الأساسي بالتنفيذ، وهو محمد الذي أثار منع نشر اسمه داخل إسرائيل فضول وسائل الإعلام الأجنبية التي سعت إليه من دون طائل.
كما الممنوع أيضا نشر أسماء 4 آخرين اعتقلوا معه يوم الحادث نفسه اشتباها بتكوينهم خلية "تتلقى أوامرها من حماس والجهاد الإسلامي" طبقا لما ذكره الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد، لوسائل الإعلام في مؤتمر صحافي عقده بعد يوم من التفجير وقبل ساعات من دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس مرحلة التنفيذ.
ثم صدر بيان تفصيلي عن الشرطة ذكر بأن أعضاء الخلية "اعترفوا في أول استجواب معهم بإعدادهم للعبوة" وشرح بأنهم "استخدموا إسرائيليا من أصل عربي من الطيبة للتنفيذ" في إشارة الى محمد الذي حصل على الجنسية الإسرائيلية في إطار إجراءات لم الشمل. كما تضمن البيان أن معظم المعتقلين هم من بلدة "بيت لقيا" بقضاء رام الله، ومرتبطين بحماس والجهاد الإسلامي.
وشرحت الشرطة ماذا فعل "المنفذ" محمد فرجاوي تماما، من دون أن تذكر اسمه، فقالت إنه "وضع العبوة في الحافلة، ثم اتصل حين نزل منها بقائده، وهو من سكان القدسالشرقية، فقام القائد بتفعيلها وصعقها بجهاز تم إدخاله في هاتفه الجوال" ومعها صعق تل أبيب من أول عملية يقوم به الفلسطينيون في المدينة بعد غياب طال 5 سنوات.
لكن أم فارس، الحاصلة على الجنسية الإسرائيلية، تؤكد أن اعتقال ابنها تم عشوائيا وكيفما كان، ربما لامتصاص النقمة وحالة الخوف التي حلت بالتل أبيبيين من صواريخ حماس، لذلك تتفاءل بالإفراج قريبا عن محمد الذي فوجئت باعتقاله "لأنه مسالم وسيعرفون من التحقيق بأنه بريء".
مواد متعلقة: 1. الناطق باسم حماس: سنضرب تل أبيب في حال أي هجوم إسرائيلي 2. مشعل ينفي وقوف "حماس" وراء انفجار تل أبيب 3. «الشاباك» يعتقل مفجر حافلة تل أبيب