في مقدمة هذا المقال لابد أن نرسل أعظم آيات المواساة إلى أهالي الشهداء الأبطال والجرحى البواسل، حيث خلف هذا العدوان الهمجي قرابة 160 شهيدًا منهم 42 من الأطفال و11 من النساء، و18مسن، فيما بلغ عدد الإصابات 1222 منهم 431 أطفال و207نساء و88 مسن. وإن دلت هذه الإحصائية على شيء فإنها تدل على أن الاحتلال كان همجيا ومتخبطا ومتوترا ومضروبا في استخباراته العسكرية، فحاول إيلام أهل قطاع غزة من خلال قتل الأطفال والنساء والشيوخ والمسنين والصحفيين وغيرهم من المدنيين..
فكل التحية لأبناء شعبنا البطل الذين كانوا مثالا رائعا في الصمود والعطاء والتضحية، ولكننا سنتحدث عن شيء جديد آخر لم يكن خلال الفترة الماضية..
خلال الأعوام السابقة لم تكن المقاومة الفلسطينية قادرة على حسم المعارك مع العدو (الإسرائيلي) بالصورة التي نراها واضحة وجلية اليوم، لقد نجحت المقاومة الفلسطينية متوحدة في تحقيق توازن الرعب والردع إلى حد لم نتوقعه مطلقا، حتى فشلت قوات الاحتلال بآلاتها العسكرية وطائراتها المتنوعة ودباباتها وبوارجها العسكرية في إخضاع إرادة المقاومة..
اليوم العدو (الإسرائيلي) يتراجع ليعلن أنه مستعد لتنفيذ بنود التهدئة وبالشروط التي أقرتها المقاومة الفلسطينية الباسلة، لقد كانت هذه المرة ليس ككل مرة، لقد أشبعته وجعا، وجعلته يحسب ألف حساب لأي خطوة غبية قد يقدم عليها، لقد رفع نتنياهو معه وزراءه الراية البيضاء واستسلموا للمقاومة الباسلة، بعد عمليات استجداء واسعة النطاق حيث انه اتصل بأكثر من 10 دول إقليمية وأوروبية من أجل التدخل لدى حركة حماس وإقناعها بقبول التهدئة، فإسرائيل هي من طلبت التهدئة والمقاومة هي من فرضت شروطها في خطوة متقدمة وتسجيل مزيد من النقاط لصالحها وسط تخطب الاحتلال وتدهور جبهته الداخلية التي تخلخلت إلى أبعد الحدود.
العدو (الإسرائيلي) بقيادة نتنياهو جثا على قدميه وطأطأ رأسه أمام عظمة وجبروت المقاومة الفلسطينية التي اخترقت الخطوط الحمراء في عُرف (إسرائيل)، وإن هذا التراجع المتتالي للكيان (الإسرائيلي) يرسّخ المنهجية التي تسعى لها حركة المقاومة الإسلامية حماس وهي معركة التحرير القادمة التي سيكون لها ما بعدها.
الصحفيون والإعلاميون في هذه المعركة أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم أبطال من الطراز الأول وأن دورهم في فضح جرائم الاحتلال كان بارزا وإلى حد بعيد، فمثلت الصورة والكلمة والتقرير السلاح الأقوى في فضح انتهاكات الاحتلال، الأمر الذي جعله يتخبط حتى وصل به الحال إلى استهداف وقصف المؤسسات الإعلامية وقتل الصحفيين والإعلاميين بشكل متعمد ومقصود، كان الصحفيون قد حملوا أرواحهم على أكفهم من أجل أبناء شعبهم ومن أجل الحقيقة، فلهم منا كل التقدير والاحترام، وعلى صدورهم نضع أوسمة الشموخ والعزة والكبرياء.
اليوم نحن أمام معادلة لم تكن تكون محسوبة في عقولنا ولا عقول الاحتلال (الإسرائيلي) من قبلنا، هذه المعادلة يمكن ترجمتها على النحو التالي:
1.المقاومة نجحت في ضرب المدن الفلسطينية المحتلة التي تعتبر عمقا للاحتلال مثل تل أبيب والقدس المحتلة.
2.المقاومة تجرّأت على خط أحمر لم يكن في حسابات الاحتلال ألا وهو إسقاط الطائرات، حيث نجحت في أكثر من مرة من إسقاط طائرات بأنواعها المتنوعة.
3.المقاومة ضربت صواريخ من نوع كاتيوشا وهو ما شكل ضربة قاصمة للاستخبارات العسكرية الصهيونية.
4.المقاومة أيضا ضربت البوارج العسكرية (الإسرائيلية) التي كانت تجوب عرض البحر وأرغمتها على التراجع عن سواحل غزة الباسلة.
5.المقاومة نجحت في ضرب الجيبات العسكرية والدبابات أكثر من ثلاث مرات بصواريخ كورنيت وأنواع أخرى.
6.المقاومة تجاوزت ذلك بالإعلان عن قصف المدن من طراز فجر 5 حيث أربك ذلك حسابات الاحتلال.
7.المقاومة شكلت ضربة صادمة للاحتلال من خلال الإعلان عن صاروخ M75 والذي رمّزت له المقاومة بمقادمة 75 كيلو متر.
8.كررت المقاومة ضرب صواريخ من نوع غراد مما أثار الرعب في أوساط الاحتلال والمستوطنين وجعلت مساكنهم هي الملاجئ فقط.
9.كما وضربت المقاومة صواريخ من نوع 107 وهو ما أثار حفيظة الاحتلال، حيث تحولت شوارع الكيان (الإسرائيلي) إلى مدن أشباح.
10. وصلت المقاومة في آخر يوم كورقة جديدة إلى ضرب العمق (الإسرائيلي) من خلال تنفيذ عملية تفجيرية في تل أبيب.
وإلى جانب ذلك فقد فشلت قوات الاحتلال (الإسرائيلي) مرة جديدة في تنفيذ الأهداف التي وضعتها على سلم أولوياتها قبل إعلان العدوان على قطاع غزة، وذلك على النحو التالي:
1. فشل الاحتلال في وقف الصواريخ بأنواعها من قطاع غزة، بل بالعكس زادت وفاجأت الاحتلال.
2. فشل الاحتلال في اغتيال قادة حماس وفي إسقاط حكومتها وفشلوا في اغتيال قيادات المقاومة.
3. فشل الاحتلال في القضاء على مخازن الأسلحة، حيث استمر هطول الصواريخ حتى آخر دقيقة.
4. فشل الاحتلال في تأمين مناطق التماس، حيث ضربت الدوريات على الحدود بالكورنيت وغيره.
مرة أخرى كل التحية لأبناء شعبنا الفلسطيني الصامد الأبي، ونتمنى الرحمة للشهداء الأبطال والشفاء العاجل للجرحى البواسل، ونسأل الله تعالى أن يلهم أبناء شعبنا الصبر والسلوان وأن يعوضهم عوض خير..