القاهرة : استأنف المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات القاهرة الجلسة الخامسة لمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك واعوانه بعد رفعها للمرة الثانية للاستراحة . وبدوره ، شكك محامي حبيب العادلي في ذمة الشاهد التاسع ويؤكد انه لديه مستندات على خصومه بينه وبين العادلي. وكان الشاهد التاسع بدا في الادلاء بشهادته امام المحكمة بعد عودتها من الاستراحة الاولى. وأكد الشاهد التاسع اللواء حسن عبد الحميد مساعد وزير الداخلية الاسبق في أقواله أمام المحكمة ان اجتماع يوم 27 يناير تم برئاسة حبيب العادلي وتضمن استخدام الخطة 100. واشار الى ان الخطة 100 تهدف لمنع وصول المتظاهرين الى العدد مليون ومنع وصولهم الى ميدان التحرير. واوضح ان اللواء احمد رمزي اكد قدرته على تطبيق ما هو أشد من الخطة 100. وتابع الشاهد "اعترضت على الخطة فقام العادلي بنقلي الى مديرية أمن القاهرة لأتعلم كيفية فض التظاهرات". وأضاف عبدالحميد انه حذر العادلي ومساعديه من استخدام العنف ضد المتظاهرين . وسأل رئيس المحكمة الشاهد التاسع حول اصدار تعليمات في هذا الاجتماع لاستخدام السلاح الناري، فاجاب الشاهد بلا لم اسمع ذلك . وعن الاصابات التي لحقت بالمتظاهرين بالاسلحة النارية اجاب الشاهد ان الاسلحة النارية تبدأ بالخرطوش وإذا كان من مسافة قريبة فهو يؤدي الى الوفاة. وكشف الشاهد عن احتفاظه ب"سي دي" به كل الاعمال التي حدثت من يوم 25 الى 28 وبه رصد كل العنف الذي صدر من العساكر ضد المتظاهرين العزل. والسي دي مصور على الانترنت يوضح مدرعات يتم استخدامها لتفريق المتظاهرين وهو امر يجرمه القانون. وبين الشاهد التاسع ان الخطة 100 سرية للأمن المركزي ولايعرفها. وأضاف عبد الحميد ان الخطة 100 تقوم علي اطلاق النار علي المتظاهرين وتأمين تنقلات جمال مبارك ايضا. وكانت الجلسة الخامسة لمحاكمة الرئيس السابق ونجليه والعادلي ومعاونيه بدأت بسماع شهادة شاهد الاثبات الثامن في القضية وقيامه بتقديم قرصا مدمجا عن اطلاق النار الي المحكمة . وقال الشاهد الثامن المقدم عصام شوقي امام المحكمة تلقينا اوامر بقطع الاتصالات يوم 28 يناير ، والداخلية اتخذت اجراءات احترازية غير مسبوقة . واضاف تم اخفاء سيارات الشرطة غير المعنية بمعاينة الأحداث ونقلها الي مقر أكاديمية الشرطة يوم 28 يناير . وأكد الشاهد الثامن أنه كان هناك تخوف بين قيادات الداخلية من وقوع حادث جلل يوم 28 يناير. واضاف ان وزارة الداخلية تخوفت من تحول مظاهرة 28 يناير الي ثورة لذا قام العادلي بتسليح قوات الشرطة بالأسلحة النارية. وقال الشاهد الثامن انه طلب من النائب العام ضبط تسجيلات الأمن المركزي قبل اتلافها ، فيما قرر النائب العام اعتماد بلاغه في تقديم العادلي ومساعديه للمحاكمة بتهمة القتل العمد. وقال انه أبلغ النائب العام بأن العادلي أمر بتفريق المتظاهرين بأي وسيلة. وأضاف شوقي ان مبارك والعادلي وضعا الشرطة في مواجهة مع الشعب ، مضيفا ان العادلي ومساعديه دعموا الأمن المركزي بعشرات الضباط لواجهة المتظاهرين. وقال انه تم استدعاء جميع الضباط المنتهي انتدابهم بالأمن المركزي يوم 28 يناير. وقال ان العادلي لم يحرك ساكنا بعد علمه بمقتل متظاهري ابناء السويس يوم 25 يناير. وأكد شوقي الشاهد الثامن ان العادلي ومساعديه قاموا بقتل المتظاهرين عمدا . وأكد الشاهد أيضا علي وجود سلاح آلي دخل منطقة وسط البلد يوم 28 يناير. وقدم شوقي الي المحكمة تسجيلات تؤكد تورط ضباط الشرطة بقتل المتظاهرين. وأضاف ان اجتماع 27 يناير كان برئاسة حبيب العادلي وبحضور معاونيه واتخذوا الخطة الأمنية للتعامل مع المتظاهرين . وقال انه علم من مصادره في ديوان وزارة الداخلية بتورط العادلي في قتل المتظاهرين. من جانب آخر قام القاضي مصطفي سليمان المحامي العام ومعه أهالي الشهداء بالتصفيق وتوجيه الشكر للمقدم عصام شوقي لشهادته امام المحكمة ضد العادلي. من جانبهم ، رحب المدعون بالحق المدني بشهادة الشاهد الثامن ، ومحامو الدفاع يشككون في صحة كلامه. وفي معرض تعليقه على شهادة الشاهد الثامن ، قال الرئيس السابق حسني مبارك لا تعليق. ومن جانبه ، قال العادلي ان شهادة الشاهد عارية عن الصحة ، مضيفا ان الاجتماع الذي تم يوم 27 يناير كان على مستوى قيادات الداخلية ، وتقوم الداخلية بتبليغ القيادات بسير العمل ، مضيفا ان الاجتماع كان لتأمين المتظاهرين وليس لاستخدام العنف. وقالت مراسلة قناة "النيل" لأخبار ان المدعين بالحق المدني اطمئنوا لشهادة الشاهد الثامن عكس ما قاله محامو الدفاع من التشكيك في صحة كلامه. ووصفت حالة المتهمين انهم لا يستطيعون بالرد علي كلام الشاهد الثامن لأنها تعبر عن كل الأحداث التي حدثت في ثورة 25 يناير، حيث ان الشاهد قال ذلك بناء علي ضميره الذي بات يؤلمه مما اضطره الي أن يبوح بكل هذه الأسرار التي طالب بها المدعون بالحق المدني ومحامو اسر الشهداء من قبل ان العادلي ومعاونيه هم قتلة المتظاهرين. وكان الرئيس السابق حسني مبارك وصل الخميس الى مقر اكاديمية الشرطة لحضور الجلسة الخامسة لمحاكمته في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من كبار معاونية. وهبطت الطائرة الهليكوبتر التى تقل مبارك بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرةالجديدة (شرق القاهرة) ، قادمة من المركز الطبى العالمى بطريق القاهرة-الإسماعيلية الصحراوى حيث يقضي عقوبة الحبس الاحتياطي. وعقب هبوط الطائرة داخل مقر الأكاديمية، نقل الرئيس السابق بواسطة سيارة إسعاف إلى غرفة استراحة بجوار قاعة المحاضرات رقم (1) بالأكاديمية تمهيدا لنقله للقفص الحديدى داخل القاعة لبدء الجلسة الخامسة لمحاكمته. واللافت للنظر أن جلسة اليوم شهدت غيابا تاما من قبل المناصرين للرئيس السابق والذين يسمون ب "أبناء الرئيس"، والذين حرصوا طوال الجلسات السابقة علي الحضور وتأييد مبارك بالصور والهتافات. وافاد مراسل شبكة الاعلام العربية "محيط " بأن اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة تفقد قاعة المحكمة ودار حوار بينه وبين فريق المدعين بالحق المدني طالبهم فيه بعدم التحامل امام هيئة المحكمة وعدم توجيه اتهامات لأجهزة الشرطة واتهامها بالاعتداء علي المواطنين، مستشهدا بواقعة القبض علي خنوقة أحد مسجلين الخطر علي منطقة البساتين و المعادي والذي أثار الرعب في تلك المنقطة وقام بالاعتداء علي رجال الشرطة وقام بحرق عدد من سيارات الشرطة، مؤكدا انه عند انتحاره داخل السجن صنع منه الأهالي بطلا. واضاف المراسل أن المحكمة شهدت أيضا مشادة كلامية بين احدي القيادات الأمنية المكلفة بالدخول علي احدي البوابات الرئيسية لقاعة المحكمة وذلك لرفض المحامي إجراء التفتيش معه، لذا تدخلت القيادات الأمنية لمنع تطور المشاجرة الي تشابك بالأيدي واتخاذ الإجراءات القانونية في هذا الموقف. وتستكمل المحكمة برئاسة المستشار احمد رفعت في خامس جلسات هذه المحاكمة اليوم الاستماع إلي شهادة الشاهد السابع والثامن من شهود الاثبات الذين قدمتهم النيابة في القضية.