انتم الآن في فلسطين تخترقون حدود " سايكس بيكو " بدون جوازات سفر ولا تعقيدات روتين الأنظمة الحاكمة ومكاتبها الامنيه ، فقد قرر 550 ثوريا مصريا ، أن ينضموا ولو لليلة واحدة إلى أشقائهم الفلسطينيين تحت القصف الصهيوني . سيارات الإسعاف أكثر عربات غزة نشاطا بينما ساد السكون غزة وهى تتلقى بين لحظة وأخرى قصفا جويا مدويا ترتفع بعده أعمدة الدخان وتسمع صريخ صافرات الإسعاف تهرع لنقل عائلة أو طفل أو عابر اصطادتهم «الطائرات الزنانة الاستطلاعية والاف 16 الحربية»
وصل النشطاء المصريين إلى مستشفى الشفاء بغزة وهم من غالبية أطياف القوى الثورية المصرية تقاربت أعمارهم الشابة وتوحدت هتافاتهم تحية للمقاومة والموت لإسرائيل.
ورحب الدكتور مفيد المخللاتى وزير الصحة بالجميع محيا تضامن الشعب المصرى وتضامن ثوار مصر خاصة في تلك المحنة ، وتحولت ساحة مستشفى الشفاء إلى ما يشبه ميدان تحرير مصغر حيث تعالت الهتافات وألقيت الأشعار والخطابات الحماسية التف حولهم أهل المصابين والشهداء حيث خفف التضامن ولو نسبيا جرح التضحية والفراق .
وفى جولة داخل أقسام المستشفى « فائق النظافة » يرقد أطفال مصابين فوق أسرة العناية المركزة وشبان بترت أقدامهم وزميل من فضائية القدس التي قُصفت أول أمس و صبى فقد كامل أسرته لترى مشاهد تاريخ فلسطين شاخصا أمامك بكل جراحة ولعنة عن الصامتين المتخاذلين .
يقوم وفد من الأطباء المصريين المتطوعين بتقديم بعض المساعدات الطبية العينية رمزا للتضامن ومشاركة لزملاء المهنة في تخفيف عبء العمل المتواصل لانقاد أرواح مصابي القصف .
أصوات القذائف الجوية الصهيونية تهز أرجاء المستشفى بين حين وآخر حيث القصف يقترب من محيط المستشفى وسط غزة التي أجبرت على البقاء بلا حراك داخل المنازل وأغلقت المتاجر بأمر المقاومة رغبة في تخفيف خسائر المدنيين وحماية لهم ولا حراك فوق الأرض سوى لسيارات الإسعاف بينما المقاومة ترسل رسائلها الواضحة بصواريخ نوعية التأثير والمدى لتقول لإسرائيل مضى عهد الصمت بل ومقارعتها الرعب في عمق الاراضى المحتلة.
يصف مرافق الحافلة التي استقلها مراسل « محيط » وهى ضمن عشر حافلات أقلت النشطاء والثوار مشاهد القصف هنا وهناك حيث بيت «عائلة الدلو» المنهار عن بكره أبيه مخلفا سبعة شهداء من نفس العائلة ، بالإضافة إلى مجلس الوزراء الفلسطيني ومبنى السرايا وأقسام الشرطة الخالية فإسرائيل تشن انتقاما لعدم القدرة على ملاحقة مفاجآت المقاومة غير المرصودة التي تخرج ليلا من تحت الأرض لتقصف بصواريخ الفجر تل أبيب وما بعد تل أبيب .
إلى معبر رفح مرة أخرى عائدين مكللين بالعز والرغبة في البقاء مع الأشقاء المقاومين ليفاجئك « صول الشرطة » الواقف عند بوابة دخول صالة الوصول في الجانب المصرى « ايوه كده يا شباب طابور واحد مش زى الفلسطينيين اللي بيهجموا مرة واحدة على الباب » لتدرك حينها انك دخلت الاراضى المصرية ووجدت من يدققون في الأوراق وتعلو الهتافات من ثوار مصر عاليا «راح نقولها جيل ورا جيل ..لا اعتراف بإسرائيل» .